أخبار

لقمان سليم المعارض الشرس لحزب الله .. واجه بالكلمة وقُتل بالرصاص

في لبنان قاتلةٌ هي الكلمة حين تتحول إلى سلاح في يد حزب الله الذي لا يهمه أبدا، بلدا تسبب في إحراقه وإغراقه في أزمات مالية طاحنة.

فهي ذاتها الكلمة التي أنهت حياة الناشط اللبناني لقمان سليم الذي عُثر عليه “مقتولا” في مناطق سيطرة حزب الله، في الجنوب اللبناني، بعد ساعات على اختفائه، في حادث يحمل جينات الحزب.

رصاصة الموت

ووفق ما جاء في وسائل إعلام لبنانية، فقد تم العثور على سليم جثة في سيارته بين قريتي العدوسية وتفاحتا، في منطقة قريبة من الأوتوستراد، مع آثار طلقتين في سيارته كانتا كافيتين لإنهاء حياته.

وكانت شقيقته رشا الأمير، قد أبلغت في تغريدة تابعتها “العين الإخبارية” على حسابها الرسمي في “تويتر”، عن اختفاء أخيها قائلة: “شقيقي لقمان سليم غادر نيحا الجنوب من ٦ ساعات عائدًا إلى بيروت وهو لم يعد بعد . هاتفه لا يردّ .لا أثر له في المستشفيات . من يعرف عنه ليتواصل معي مشكورًا”.

“اللهم إني بلغت اللهم فاشهد”

مصيرٌ كان لقمان سليم قد تنبأ به قبل مقتله، حين أصدر بيانا عام 2019، عقب تعرض خيمة اعتصام في ساحة الشهداء ببيروت، لاعتداء من قبل مناصري حزب الله، بسبب ندوة سياسية شارك فيها وقتها تحت عنوان “الحياد مفهوم استراتيجي لعودة ازدهار لبنان”،

وحينها قال لقمان “اللهم إني بلغت اللهم فاشهد”، مشيرا إلى تعرضه ومنزل العائلة في حارة حريك بالضاحية الجنوبية للتهديد.

وجاء في بيانه “قصيرة من طويلة، واستدراكا على أية محاولة تعرض لفظية أو يدوية لاحقة، لي أو لزوجتي أو لمنزلي أو لدارة العائلة أو لأي من أفراد العائلة، أو القاطنين في الدارة، فأنني أحمل قوى الأمر الواقع (حزب الله) ممثلة بشخص حسن نصرالله المسؤولية التامة عما جرى وعما قد يجري”.

لكن كل هذا التهديد لم يمنع الناشط اللبناني عن المجاهرة بمواقفه العلنية والصريحة ليس فقط في وجه حزب الله وإنما حلفائه، حيث كان الصوت الذي يعلو أي منبر يتحدث بشراسة ووضوح عن معارضته لكل ما يحصل في لبنان.

بل وكان ضيفا دائما على شاشات التلفزة العربية والعالمية ووسائل الإعلام الأخرى بينها “العين الاخبارية” التي أجرت آخر حديث معه في شهر يوليو/تموز الماضي.

حينها، أكد لـ”العين الإخبارية” أن المطالبة بحياد لبنان اليوم رغم أهميته يبقى غير ممكن التطبيق في ظل هيمنة حزب الله على البلاد والحكومة.

من هو لقمان سليم؟

ولقمان سليم الذي ولد في حارة حريك عام 1962، ودرس الفلسفة في جامعة السوربون بفرنسا، لم يكن معارضا عاديا لحزب الله في لبنان، فهو كان الأبرز والأكثر شراسة، الأمر الذي جعله عرضة للاتهامات بالعمالة حينا وللتهديد من قبل الحزب ومناصريه حينا آخر.

والراحل ابن منطقة الضاحية الجنوبية، هو الكاتب والناشط السياسي الذي ولد أيضا لعائلة سياسية، اختار أن يواجه حزب الله في معقله، فلم يغادر الضاحية أو يتركها رغم كل التهديدات التي تعرض لها.

بل اختار المواجهة من الداخل، محولا منزل العائلة إلى مقر لنشاطات ثقافية ومركز دراسات تحت اسم “أمم للأبحاث والتوثيق” التي تضم أهم أرشيف لذاكرة الحرب اللبنانية، و”دار الجديد للنشر” حيث كان يعمل معه ناشطون وصحفيون لبنانيون.

معارض شرس

وعُرف عن سليم مواقفه الشرسة ضد حزب الله، رغم تعرضه مرارا لتهديدات كان آخرها في ديسمبر/كانون الثاني 2019، حين تجمع العشرات أمام منزله الكائن في معقل الحزب، مرددين هتافات تخوينية وشتائم ضده.

وقبل ذلك تم الاعتداء عليه أيضا من قبل مناصرين لحزب الله، أثناء الانتفاضة الشعبية وذلك خلال مشاركته في ندوة داخل إحدى الخيام، وسط بيروت.

حزب الله في مرمى الاتهامات

ومنذ اللحظة الأولى للإعلان عن فقدان الاتصال بسليم ومن ثم مقتله، توجهت أصابع الاتهام باتجاه حزب الله من قبل إعلاميين وأصدقاء له في لبنان .

وكتبت الإعلامية ندى عبد الصمد على حسابها في تويتر: “لقمان سليم كاتب وناشط سياسي معارض لحزب الله وجد مقتولا في جنوب لبنان بعد اختفاء أثره منذ مساء أمس إثر زيارة عائلية للجنوب، وكان سليم قد كرر عدة مرات على الإعلام أنه تلقى تهديدات بالقتل على خلفية مواقفه حتى إن كتابات تهدده بالقتل وضعت على جدران منزله في ضاحية بيروت الجنوبية”.

بدوره قال المحلل السياسي مكرم رباح “رفيقي وصديقي المناضل لقمان سليم فُقد أثناء عودته من زيارة في الجنوب …. أحمل مسؤولية سلامته لقوى الأمر الواقع (حزب الله) والدولة اللبنانية”.

وهذه ليست المرة الأولى التي توجه الاتهامات لحزب الله بمقتل معارضين له، وبعدها يُعلَن عن بدء التحقيقات بالقضية دون التوصل إلى أي نتيجة، في خطوة بات يعتبرها اللبنانيون سياسة ممنهجة من حزب الله ضد كل من ينتقده.

المصدر: العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى