أخبار

لائحة اتهام ضد دونالد ترامب.. ما تداعيات ذلك على سباقه للبيت الأبيض؟

وجه القضاء الفدرالي الأمريكي السبت لائحة اتهام ضد الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب شملت، الاحتفاظ بوثائق سرية وعرقلة سير العدالة، وشهادة الزور… كلها تهم في غاية الخطورة. فهل بقي للرئيس السابق بصيص أمل في سباقه للبيت الأبيض مجددا؟

يواجه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق دونالد ترامب لائحة اتهام وجهها له السبت القضاء الفدرالي. بينها تهم تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عشرين عاما…

ما الذي فعله الرئيس الأمريكي السابق؟

غادر دونالد ترامب البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2021، ليستقر في مقر إقامته الفاخر بفلوريدا وأخذ معه عشرات الصناديق.

 ولكن، بعد ضغوط لتسليمها إلى الأرشيف الوطني الذي يعهد إليه القانون حفظ جميع الملفات الرئاسية، أعاد بعد عام 15 صندوقا تضم نحو 200 وثيقة سرية.

 وكان قد توجه عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في حزيران/يونيو 2022، إلى بالم بيتش فلوريدا لاستعادة 38 وثيقة سرية إضافية بعد أن عثر عليها محامو الرئيس السابق.

ثم عاد المحققون في آب/أغسطس، وهم مقتنعين أن هناك المزيد، حاملين هذه المرة أمر تفتيش، وغادروا مع حوالى ثلاثين صندوقًا تحتوي على 11 ألف وثيقة بعضها يتناول القدرات النووية لدولة أجنبية.

 وما تداعيات القانون في هكذا قضايا؟

لحد الساعة، لا يزال ملف المحكمة غير معلن، لكن أحد محامي الرئيس السابق عرض تفاصيل سبع تهم على شبكة “سي إن إن”.

وإحدى التهم هي “الاحتفاظ بوثائق تتعلق بالأمن القومي”، وتستند إلى قانون بشأن التجسس سُنّ عام 1917 يحظر الاحتفاظ بأسرار الدولة في أماكن غير مرخصة وغير مؤمّنة.

لإدانته بهذه التهمة التي تصل عقوبتها إلى السجن عشر سنوات، سيتعين على المدعين العامين إثبات أنه يعرف شروط الاحتفاظ بوثائق سرية.

وبالإضافة إلى ذلك، وفي تسجيل صوتي يعود إلى تموز/يوليو 2021 كشفت عنه شبكة “سي إن إن”، تباهى ترامب بأن بين يديه وثيقة “سرية للغاية”.

ومن بين التهم الأخرى “عرقلة سير العدالة”، ويعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما. ويتعين على المدعين العامين إثبات أن دونالد ترامب حجب المعلومات عن المحققين عمدا، بما في ذلك أثناء زيارتهم إلى إقامته مارالاغو في فلوريدا في تموز/يونيو 2022.

هذا، ويرتكز المدعون على صور التقطتها كاميرات المراقبة في اليوم السابق لزيارتهم، ويظهر فيها موظفون ينقلون صناديق، حسب العديد من وسائل الإعلام.

وإلى ذلك، يواجه الملياردير الجمهوري أيضا عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات بتهمة “شهادة الزور”. ويبدو أن هذه التهمة مرتبطة برسالة بعث بها محاموه إلى وزارة العدل وتضمنت تصريحات غير دقيقة.

وما الذي سيحدث الآن؟

لقد تم استدعاء دونالد ترامب للمثول أمام محكمة فدرالية في ميامي الثلاثاء الساعة 15,00 (19,00 ت غ) ستخطره رسميا بالتهم الموجهة إليه.

ووفق صحيفتي “واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز”، أحيلت قضيته إلى القاضية المحافظة أيلين كانون. ومن المتوقع أن يدفع ببراءته في هذه الجلسة.

هذا،  وستحدد القاضية الشروط الواجب احترامها أثناء انتظاره المحاكمة، ومن المستبعد للغاية أن تطلب وضع الرئيس السابق رهن الحبس الاحتياطي.

ومن جانبهما، سيتناقش الادعاء والدفاع للاتفاق على النقاط الفنية، لا سيما بشأن الحديث عن المعلومات المتعلقة بالوثائق السرية.

ومن دون شك، سيحاول المدعون المضي في أسرع وقت ممكن إلى المحاكمة قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

ومن أجل تجنب نقاش طويل بشأن اختصاص المحكمة، نقل المدعون الملف إلى ميامي رغم أن الاستماع إلى ترامب تم في واشنطن.

هل يمكن إدانة الرئيس السابق وما تأثير ذلك على سباقه للبيت الأبيض؟

وتعد التهم الموجهة إليه ثقيلة ويبدو أن المدعين قد أعدوا ملفا كبيرا على مدار عدة أشهر.لكن محاكمة دونالد ترامب في فلوريدا حيث يحظى الجمهوري بصورة أفضل بكثير من واشنطن، سيلعب ضد المدعين عند اختيار أعضاء هيئة المحلفين.

هذا، وقد وبدأ قطب العقارات الجمعة بتعيين محامين جدد لقيادة المعركة.

وللعلم، حتى لو حُكم عليه بالسجن قبل الانتخابات، فيمكنه قانونا أن يظل مرشحا.

أما من الناحية السياسية، فمن غير المرجح أن ينقص ذلك من عزيمة مؤيديه الذين يجمعون حتى الآن على أنه تعرضه لمكيدة سياسية.

وستكون نتيجة الانتخابات حينها حاسمة.  فالانتصار المحتمل معناه الحماية من السجن.

المصدر: فرانس24.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى