يمكن لتقنية جديدة أن تسمح للبشر بالتحكم في جهاز الكمبيوتر بأذهانهم، وتساعد عشرات الآلاف من مرضى التصلب الجانبي الضموري (ALS) وملايين من مرضي باركنسون حول العالم لكتابة ما يدور بأذهانهم.
واستطاع فيليب أوكيف، الأسترالي الذي يبلغ من العمر 62 عاما، ويعاني من الشلل الناجم عن التصلب الجانبي الضموري، من التغريد بمجرد التفكير دون استخدام يديه، من خلال غرسة عصبية صغيرة تسمى ”ستينترود“.
وبحسب صحيفة الإسبانيول الإسبانية، تتيح هذه الغرسة التغريد أو إرسال رسائل البريد الإلكتروني أو الشراء عبر الإنترنت، لكن أيضا هذا التقدم التكنولوجي يسعى لتحقيق أهداف أكثر طموحا لتحسين حياة مرضى ALS أو مرض باركنسون أو الصرع، من بين العديد من الأمراض الأخرى.
وتعمل التكنولوجيا التابعة لشركة Synchron، والتي لا تزال قيد التطوير، كأداة للتواصل مع الأصدقاء وزملاء العمل من خلال رسائل البريد الإلكتروني.
وقال فيليب أوكيف: ”عندما سمعت عن هذه التكنولوجيا لأول مرة، عرفت مدى الاستقلالية التي يمكن أن تعيدها لي، النظام مذهل، إنه مثل تعلم ركوب الدراجة؛ يتطلب الأمر تدريبا، ولكن بمجرد ركوبك يصبح الأمر طبيعيا“.
وأضاف في البيان الصادر عن شركة Synchron: ”بمجرد التفكير في الأمر، يمكنك إرسال رسالة أو التحقق من البنك الذي تتعامل معه أو إجراء عمليات شراء عبر الإنترنت“.
وأوضح توماس أوكسلي، المدير التنفيذي لشركة Synchron، خلال عرض TedTalk في 2018، أن هذه التكنولوجيا واجهت العديد من التحديات لتحقيق ما أصبح الآن حقيقة واقعة، وتم تحقيق هذا الاتصال بين الدماغ والكمبيوتر بفضل مستشعر ”ستينترود“ الذي حلل ملايين البيانات لفك تشفير لغة إشارات الدماغ التي جمعتها الغرسة.
كانت الخطوة الأولى التي يجب أن تغزوها تقنية BCI (واجهة الدماغ والحاسوب)، هي إنشاء مستشعر قادر على جمع إشارات الدماغ ونبضاته دون أن يصبح جهازا كبير الحجم، تتضمن النماذج السابقة والعلاجات الأخرى للمرضى تعريض الدماغ عن طريق قطع الجمجمة في إجراء دقيق.
ومع ذلك، فإن ”ستينترود“ عبارة عن شبكة اسطوانية يمكن إنشاؤها داخل دماغ المريض من خلال الأوعية الدموية بجوار القشرة الحركية وفقط عن طريق عمل شق صغير في الرقبة، ينزلق ”الميكرو كاثتر“ عبر مجرى الدم ويودع المستشعر في المنطقة المناسبة.
ويسترشد الأطباء بـ ”تصوير الأوعية الدموية المتباين“، وهي تقنية خاصة بالأشعة السينية تسمح برؤية الأوعية الدموية من الداخل، وأينما ترك المستشعر، فإنه ينفتح دون شغل مساحة أكبر من القناة العضوية.
ويبلغ قطر الجهاز 4 مم فقط وهو مصنوع من النيتينول، وهو نوع من السبائك المستخدمة في الطب والفضاء، قوي لكنه مرن في نفس الوقت، بمجرد وضعه يرسل الجهاز الإشارة المستلمة من نشاط الدماغ إلى هوائي لاسلكي مثبت على الصندوق، وهو مسؤول عن التواصل مع الجهاز.
وفي عام 2016، أظهر الفريق المسؤول عن هذا المستشعر أنه يمكنه تسجيل الإشارات العصبية في الدماغ، وبعد عامين من هذا الإنجاز، قطعت ”ستينترود“ خطوة أخرى نحو هذه التكنولوجيا، حيث لا يستطيع المستشعر الاستماع إلى إشارات الدماغ فحسب، بل يستجيب أيضا، ويرسل تيارات مباشرة إلى مناطق معينة من الدماغ، معروفة باسم تحفيز الدماغ البؤري.
المصدر: إرم.
