أخبار

“ضرب برنامج إيران النووي”.. خطط إسرائيل وسيناريوهات التنفيذ

يفكر المسؤولون الإسرائيليون بانتظام في وضع خطط عسكرية ضد منشآت طهران النووية، لكن القلق يساورهم بشأن الحرب التي تليها.

ووفقا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل، وقف رئيس الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي قبل عام تقريبا على خشبة المسرح في مؤتمر معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب وأعلن أنه أمر الجيش بالبدء في إعداد خطط جديدة لتوجيه ضربة لبرنامج إيران النووي.

وقال كوخافي “أمرت الجيش الإسرائيلي بإعداد عدد من الخطط العملياتية، بالإضافة إلى الخطط الحالية، ونحن ندرس هذه الخطط وسنطورها خلال العام المقبل”.

وأضاف: “الحكومة بالطبع هي التي تقرر ما إذا كان ينبغي استخدامها. لكن يجب أن تكون هذه الخطط مطروحة على الطاولة، وأن تكون موجودة ومدربون عليها”.

استعدادات الضربة

ومنذ ذلك الحين، قام الجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع القوات الجوية والاستخبارات العسكرية، على وجه الخصوص، بإعداد أنفسهم لمثل هذه العملية، وتكثيف التدريبات، وحشد موارد هائلة لجمع المعلومات الاستخبارية. وتم ضخ مليارات الشيكل الإضافية في ميزانية الدفاع خصيصًا للتحضير لشن ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وفقًا لتقديراته الخاصة، لا يزال الجيش الإسرائيلي على بعد أشهر على الأقل من الاستعداد الكامل لشن مثل هذه الضربة، على الرغم من إعلان المسؤولين الإسرائيليين إمكانية تنفيذ نسخة محدودة من خططه في وقت قريب.

صعوبات التنفيذ

لكن هذه الضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية، ستكون بالفعل أكثر تعقيدًا وصعوبة من أي عملية أخرى قام بها جيش الدفاع الإسرائيلي، بما في ذلك غاراته لاستهداف المفاعل العراقي في عام 1981 وسوريا عام 2007.

وما يزيد الأمر صعوبة عن تلك العمليات هو حقيقة أن العديد من المنشآت مدفونة في أعماق الأرض، مما يجعلها غير قابلة للاختراق للهجمات الجوية، ولا سيما مفاعل فوردو، حيث بدأت إيران مؤخرًا في تخصيب بمستويات نقاء أعلى، في أحدث خرق للاتفاق النووي لعام 2015.

وتمتلك الولايات المتحدة الذخائر الهائلة الخارقة للتحصينات اللازمة لضرب مثل هذه المنشآت، لكن واشنطن رفضت حتى الآن تزويد إسرائيل بها.

وبحسب الصحيفة، فإن “بيع القنبلة الثقيلة إلى إسرائيل لن يكون مفيدًا كثيرًا، حيث لا تمتلك القوات الجوية الإسرائيلية طائرة قادرة على حملها، ولا تمتلك حتى البنية التحتية للمطارات اللازمة لدعم الطائرات التي يمكن أن تحمله”.

وأشارت الصحيفة، إلى أنه “للتحايل على هذه القيود وإثبات خطورة التهديد الإسرائيلي بشن هجوم، طرح بعض المسؤولين الحاليين والسابقين في الولايات المتحدة فكرة بيع أو تأجير واحدة من القاذفات الأمريكية الثقيلة الثلاثة القادرة على حمل تلك القنابل، مثل بي-52 أو بي 1 أو بي-2”.

لكن القيام بذلك يواجه عددًا من التحديات القانونية واللوجستية، حيث تم حظر بيع كل من بي-52 وبي-2 بموجب معاهدة ستارت الجديدة الأمريكية مع روسيا.

الهجوم المضاد

ويعتقد الجيش الإسرائيلي اعتقادًا راسخًا أن شبكة وكلاء إيران ستقوم بمهاجمة إسرائيل إذا شنت هجومًا على المنشآت النووية الإيرانية.

هذا لا يعني أن إسرائيل لن تشن هجومًا على إيران أبدًا خوفًا من هجوم من وكلائها، ولكن أي قرار بالقيام بذلك يجب أن يقاس ليس بقدرة الجيش على تنفيذ العملية، ولكن ضد القوة المدمرة المحتملة. واحتمالات ما سيتبع الغارة.

ويخطو الجيش الإسرائيلي خطوات واسعة لإعداد نفسه لحرب متعددة الجبهات التي قد تقع بعد الهجوم على إيران، حيث أجرى عددًا من التدريبات واسعة النطاق لمحاكاة مثل هذا الصراع في الأشهر الأخيرة واستثمر ما يقرب من مليار شيكل (315 دولارًا) مليون) في التدريب.

كما يعمل الجيش أيضًا على تحسين دفاعاته الجوية، لا سيما في شمال إسرائيل، في محاولة لمنع أسوأ الأضرار الناجمة عن قصف الصواريخ وضربات الطائرات بدون طيار في أي نزاع مستقبلي.

لكن ميل المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة الجوانب الفنية للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية يتناقض مع الحسابات الحقيقية: فالأمر لا يتعلق بالضربة ذاتها، بل الصراع الذي يليها.

المصدر: العين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى