أخبار

صحف عالمية: مواجهة صعبة لأمريكا مع روسيا والصين.. وتحذيرات من سلالات “أكثر فتكًا” لكورونا

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، صباح اليوم السبت، أهم القضايا والملفات الطارئة علي الساحة الدولية، حيث ناقشت تقارير تدعو الولايات المتحدة للتصدي إلى روسيا والصين معًا دون التركيز علي جانب وإهمال الآخر، وذلك عن طريق بناء إستراتيجية دفاعية مع حلفائها في أوروبا، ومنطقتيْ المحيط الهندي والمحيط الهادئ.

وسلطت الصحف الضوء على آخر تطورات فيروس كورونا المستجد حول العالم، وسط تحذيرات من ظهور متحورات مستقبلية ”أكثر فتكًا“ من ”أوميكرون“.

أمريكا.. والمواجهة مع روسيا والصين

ذكرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أنه يجب علي الولايات المتحدة أن تستعد للحرب مع كل من روسيا، والصين، معتبرة أن تحول إدارة الرئيس، جو بايدن، إلى الاهتمام بآسيا ونسيان أوروبا ”ليس خيارًا مقبولًا على الإطلاق أو مطروحًا حتى.

وقالت المجلة إنه في الوقت الذي تهدد فيه روسيا بأكبر غزو بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، يرى العديد من السياسيين والخبراء العسكريين أنه يجب على واشنطن أن ”تعدّل من ردها“ على روسيا في أوروبا، للتركيز على التهديد الأكبر الذي تشكله الصين في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ.

وأشارت المجلة إلى أن الولايات المتحدة تظل القوة الرائدة في العالم، ولا يمكنها أن تختار بين أوروبا ومنطقتي المحيطين الهندي والهادئ، مضيفة أنه بدلًا من ذلك، ”يجب على واشنطن وحلفائها تطوير إستراتيجية دفاعية قادرة على ردع، وإذا لزم الأمر، هزيمة روسيا والصين في نفس الوقت“.

ورأت المجلة في تحليل لها أنه إذا نجحت الصين في الاستيلاء على تايوان، سيكون ذلك الأمر بمثابة ”خسارة كبيرة للولايات المتحدة، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا رياديًا“، حيث ستكون بكين في طريقها إلى تعطيل النظام الذي تقوده واشنطن في آسيا، مع التطلع إلى فعل الشيء نفسه على مستوى العالم.“

وعلاوة على ذلك، قالت المجلة: ”تعمل روسيا والصين معًا بشكل متزايد علنًا، حيث تسعيان إلى إقامة شراكة إستراتيجية أوثق، بما في ذلك بشأن المسائل العسكرية،“ مشيرة إلى أن هناك خطرًا جسيمًا في نشوب حروب متزامنة بين القوى الكبرى في كل من أوروبا والمحيط الهندي والمحيط الهادئ.

وأضافت: ”يعرب الخبراء عن أملهم بأن تتمكن واشنطن من تفكيك هذه القوى أو حتى الانحياز إلى روسيا ضد الصين، لكن هذه ليست حلولًا واقعية“، ومن ناحية أخرى، يجادل السياسيون والخبراء، وفقًا للمجلة، بأن الولايات المتحدة تفتقر إلى الموارد اللازمة لمواجهة كل من روسيا والصين.

وتابعت: ”لا بد أن تبدأ الإستراتيجية الجيدة بأهداف واضحة؛ وأهداف واشنطن هي الحفاظ على السلام والاستقرار في كل من أوروبا وآسيا.. إن المصالح الأمريكية في أوروبا مهمة للغاية، حيث يعتبر الاتحاد الأوروبي – وليس آسيا – أكبر شريك تجاري واستثماري للولايات المتحدة، وهذا الاختلال في التوازن يكون أكثر وضوحًا عندما تتم إزالة الصين من المعادلة.“ واعتبرت المجلة أن التنافس عسكريًا مع الصين يعني التنافس على الصعيد العالمي، وليس فقط في آسيا.

واختتمت المجلة تحليلها بالقول: ”تمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها الرسميون ما يقرب من 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويمكنهم معًا حشد الموارد بسهولة للحفاظ على توازن ملائم للقوة العسكرية على كل من الصين وروسيا.. ولكن ردع الصين وروسيا في نفس الوقت لن يكون سهلًا علي الإطلاق.“

”أصعب اختبار“

رأت صحيفة ”التايمز“ البريطانية أن كامالا هاريس ستواجه أصعب اختبار لها حتى الآن كنائبة للرئيس الأمريكي في ”رحلة محفوفة بالمخاطر“ إلى ”مؤتمر ميونيخ للأمن“، حيث تحاول الحفاظ على الوحدة بين الحلفاء الأوروبيين وسط مخاوف متزايدة من غزو روسي وشيك لأوكرانيا.

وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس تسعى خلال مشاركتها في المؤتمر – الذي بدأت فعالياته، الجمع وتستمر حتى الأحد – لحشد حلفاء أمريكا مع تأكيدات بالدعم ”الصارم“ من إدارة بايدن، وذلك في وقت حذَّر فيه الأخير من أن خطر الغزو لا يزال ”مرتفعًا للغاية“.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها: ”تلقي هاريس، اليوم، خطابها الرئيس أمام المندوبين، في محاولة لطمأنة الحلفاء الذين يواجهون خطر العدوان الروسي، وستلتقي في وقت لاحق مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني أولاف شولتز.“

وفي قضية شخصية، رأت الصحيفة البريطانية أن أزمة أوكرانيا، ووجود هاريس على رأس الوفد الأمريكي في ميونيخ يوفران فرصة لنائبة الرئيس الأمريكي لوقف موجة الانتقادات من المعارضين، وإظهار مهارتها الدبلوماسية في منعطف حرج.

وقالت الصحيفة في تقريرها إن مصادر مقربة من هاريس قد ادعت في وقت سابق أنها شعرت بـ“التهميش“ منذ توليها المنصب والإحباط بسبب الافتقار إلى الحماية من البيت الأبيض من الهجمات المستمرة من قبل الصحافة اليمينية، وذلك بعد سلسلة من نزوح جماعي للموظفين من فريقها، وتقارير عن الاحتكاك مع مكتب بايدن، بالإضافة إلى انخفاض معدلات التأييد لها.

واختتمت ”التايمز“ تقريرها بالقول: ”لا تستطيع إدارة بايدن تحمل كارثة أخرى في السياسة الخارجية، بعد الانسحاب الفوضوي والمهين من أفغانستان، الصيف الماضي، وتحتاج أوكرانيا والحلفاء الأوروبيون الآخرون إلى ضمانات بأنَّ تعهدات الولايات المتحدة بالدعم والوحدة لن تتراجع في حال وقوع غزو روسي.“

ذريعة للغزو

في غضون ذلك، اعتبرت صحيفة ”الإندبندنت“ البريطانية أن بدء المتمردين الموالين لموسكو شرق أوكرانيا في إجلاء مواطني المنطقة الانفصالية إلى روسيا، هو خطوة يخشى القادة الغربيون أن تستخدمها موسكو كذريعة للغزو.

وجاء ذلك بعد يومين من القصف بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين على خطوط المواجهة في شرق البلاد.

ووفقًا للصحيفة، قال دينيس بوشلين، رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، إنه يعتقد أن كييف تخطط لمهاجمة الدولة الانفصالية وأعلن إجلاء مواطنيها إلى روسيا، وأعلنت جمهورية لوهانسك الشعبية، وهي دولة انفصالية أخرى تدعمها روسيا، عن خطط مماثلة.

وأوضحت الصحيفة أنه لا توجد مؤشرات على أن كييف تخطط لشن هجوم في شرق أوكرانيا، حيث ظلت الخطوط الأمامية للصراع ثابتة لمدة 7 سنوات، ورفضت وزارة خارجيتها مزاعم بوشلين.

سلالات كورونا جديدة ”أكثر فتكًا“

من ناحية أخرى، ذكرت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية في تقرير لها أن ”منظمة الصحة العالمية“ تحذر من أن المتحورات المستقبلية لفيروس كورونا المستجد قد لا تكون مثل متحور ”أوميكرون“، مشيرة إلى أن معدلات التطعيم المنخفضة في أفريقيا قد تجعل الظروف ”مثالية“ لظهور متحور أكثر خطورة وانتشارًا.

وفي حين أن ”أوميكرون“ يُنظر إليه على أنه معتدل بشكل عام، فإن المنظمة تحذر أيضًا من أن الدول التي حصلت على نسبة عالية من التطعيم سيكون لديها شعور زائف بالأمان إذا كانت معدلات التطعيم منخفضة في الدول الأخرى، موضحة أن انتشار الفيروس التاجي بسرعة في أي مكان سيؤدي إلى متحورات جديدة قد تكون أكثر فتكًا أو تتهرب من العلاجات واللقاحات.

وتحت عنوان ”الظروف مثالية لظهور سلالات أكثر خطورة“، أشارت المجلة إلى أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد أخبر الحاضرين في ”مؤتمر ميونيخ للأمن“، أمس الجمعة، أن تغطية اللقاح العالية في بعض البلدان، وانخفاض حدة ”أوميكرون“ يقودان إلى ”سرد خطير“ بأن الجائحة قد انتهت.

وقال غيبريسوس: ”إن الوباء لم ينتهِ عندما يموت 70 ألف شخص كل أسبوع، و83% من سكان أفريقيا غير محصنين، والأنظمة الصحية متهالكة، والفيروس ينتشر دون رادع تقريبًا.. في الواقع، الظروف مثالية لظهور المزيد من المتحورات الأكثر قابلية للانتقال والأكثر خطورة“.

وذكرت المجلة: ”بعد ما يقرب من عامين من الوباء، يدفع العديد من المسؤولين من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها الآن بعد أن أصبحت اللقاحات متاحة على نطاق واسع،“ مشيرة إلى أنه ومع ذلك، لاحظ مسؤولو منظمة الصحة العالمية أن هذا ليس هو الحال في كل دولة.

وأضافت: ”غالبية البلدان الأفريقية لديها أقل من 20% من سكانها محصنين جزئيًا، كما أن بعض البلدان في أوروبا الشرقية لديها معدلات تطعيم منخفضة للغاية، ودون زيادة التطعيمات في تلك البلدان، تعتقد منظمة الصحة العالمية أن الفيروس التاجي سيستمر في التطور بوتيرة سريعة.“

في سياق متصل، ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن الولايات المتحدة ستزيد مساعداتها من اللقاحات إلى 11 دولة أفريقية، في محاولة لمنع المتحورات المستقبلية، وتعزيز جهود التلقيح في أقل القارات تحصينًا.

ونقلت الصحيفة عن بيان للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قوله: ”من خلال مبادرة الوصول العالمي للقاح، أو ما يُعرف بـ(غلوبال فاكس)، ستوفر إدارة بايدن دعمًا ماليًا وتقنيًا ودبلوماسيًا مكثفًا للدول الأفريقية التي تعاني من نقص اللقاحات.“

وأوضحت الوكالة أنها اختارت مجموعة من الدول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ وهي: أنغولا، وإسواتيني، وغانا، وساحل العاج، وليسوتو، ونيجيريا،، والسنغال، وجنوب أفريقيا، وتنزانيا، وأوغندا، وزامبيا، ”بناءً على عبء الجائحة على مواطنيها، وقدرة أنظمتها الصحية، واستعدادها لإدارة جرعات اللقاح بسرعة في غياب قيود التوريد.“

وأشارت الوكالة في بيانها، وفقًا لـ“نيويورك تايمز“، إلى أنها خصصت 510 ملايين دولار لدعم برامج التطعيم العالمية، موضحة أنه سيخصص أكثر من نصف هذا التمويل للمجموعة الأولى من الدول الأفريقية.

المصدر: إرم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى