صحف عالمية: متى تحصل إيران على السلاح النووي؟
لا يزال الملف النووي الإيراني يهيمن على مساحات واسعة من تغطية أبرز الصحف العالمية الصادرة الأربعاء، خاصة بعد الهجوم الذي تعرضت له منشأة ”نطنز“ النووية، وسط تقارير تشير إلى تورط إسرائيلي في العملية.
متى تحصل إيران على السلاح النووي؟
تحت عنوان ”البرنامج النووي الإيراني: إلى أي مدى أصبحت إيران قريبة من امتلاك السلاح النووي؟“، قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إنه بعد شهور من الجمود، فإن إيران والولايات المتحدة والأطراف الخمسة الباقية وافقت يوم الثاني من أبريل على استئناف المفاوضات في فيينا من أجل العودة إلى الاتفاق النووي.
وأضافت أنه ”في الوقت الذي لم يُجر فيه المسؤولون الإيرانيون والأمريكيون مفاوضات مباشرة حتى الآن، فإن وجودهم في نفس التجمع بالعاصمة النمساوية فيينا يعتبر خطوة رئيسية كبرى نحو إنقاذ الاتفاق“، لافتة إلى أنه ”في يناير الماضي، اتخذت إيران أكبر خطوة حتى الآن في ما يتعلق بانتهاك الاتفاق النووي، وأعلنت بدء تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20%. أدى ذلك إلى عبور الخط الأحمر الذي وضعته القوى المشاركة في الاتفاق النووي، ولا تزال جزءاً منه، ويوم 13 أبريل مضت إيران قدماً وأعلنت أنها بدأت الاستعدادات لتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 60%، ما يقترب من نسبة الـ90% اللازمة لصناعة السلاح النووي“.
ورأت الصحيفة أن إنتاج معدن اليورانيوم من المتوقع أن يكون بؤرة للتوتر بين الولايات المتحدة وإيران، إذا استأنف الرئيس الأمريكي جو بايدن المباحثات مع طهران، للعودة إلى الاتفاق النووي. وربما تسعى إيران للحصول على نفوذ تفاوضي يتمثل في الموافقة على إيقاف إنتاج اليورانيوم كورقة مساومة.
واستطردت أنه ”منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، إبان عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، فإنها عززت مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب إلى 14 ضعف الكمية المسموح بها وفقاً للاتفاق النووي، وذلك بحسب ما قالته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير نشرته في فبراير 2021“.
وأشارت الصحيفة إلى أن ”هناك خلافا بين الخبراء حول الوقت الذي تحتاجه إيران لإنتاج السلاح النووي.
ويقدّر مسؤولون غربيون أن إيران تحتاج من عامين إلى 3 أعوام كي تستطيع إنتاج رأس نووي واحد، على افتراض عدم وجود أي تدخلات خارجية، إلا أن ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق، ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، يرى أن إيران تستطيع تفجير جهاز اختبار خلال 9 أشهر، وتصنيع سلاح نووي خلال عام، وفي عامين يمكنها تركيب رأس نووي على صاروخ باليستي.
إسرائيل تغير قواعد اللعبة مع إيران
في سياق متصل، وتحت عنوان ”نتنياهو يلعب بالنار مع إيران“، قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية إنه إذا حاولت إسرائيل بالفعل الانتقام من خلال شنّ هجمات على أهداف إيرانية، فإن هذا يؤدي إلى تغيير القواعد غير المكتوبة للعبة غير المعترف بها، وهو ما سيكون له عواقب وخيمة.
وأضافت أن ”الهجوم على سفينة تجسس تابعة للحرس الثوري الإيراني في البحر الأحمر، والتخريب الذي حدث في منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية نطنز، كلاهما منسوب للاستخبارات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الأخذ في الاعتبار ما تم تسريبه عن تلك الهجمات، فإن هذا يشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلعب بالنار“.
وأفادت بأنه ”على العكس من الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل على سوريا، حيث تشعر تل أبيب بأنها في مأمن نسبياً، فإن الصراع بين إيران وإسرائيل، المستمر منذ عامين ونصف العام، يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة، ويدفع إسرائيل نحو دائرة من العنف، لا تملك فيها بالضرورة اليد العليا“.
ورأت أن ”قيام إسرائيل باستهداف مواقع نووية أو سفن إيرانية بدافع الانتقام يمثل تغييراً في قواعد اللعبة، التي كانت قائمة في السابق على الرغبة في عرقلة أو منع أي عمليات ضد إسرائيل مستقبلاً، وحتى إن كانت الأهداف خاصة بإرهابيين ملوثة أياديهم بالدماء، فإن المنطق كان قائماً على دحر المخاطر، وليس الانتقام منهم على أفعال سابقة“.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى ”الأمل الباقي، بعد تخريب السفينة سافيز التابعة للحرس الثوري، والخطأ الفادح المتمثل في تسريب أنباء العملية، الذي يشير على الأقل إلى إهمال جسيم يمكن أن يودي بحياة الناس. وعلى إسرائيل أن تدرك أن عليها التوقف عن إشعال الموقف“.
دعم الأسد في مهب الريح
ذكرت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية أن الأزمة الاقتصادية بدأت في زعزعة ركائز دعم الطائفة العلوية للرئيس السوري بشار الأسد، ففي المدن الساحلية، ترى النصب التذكارية للجنود القتلى في الحرب وتبرز تضحيات الأقلية العلوية في الدفاع عن الرئيس بشار الأسد، الذي ينتمي إلى العلويين أيضاً. لكن بعد أكثر من عقد على اندلاع الحرب الأهلية، فإن النظام الحاكم يجاهد من أجل استمرار هذا الدعم.
وأردفت أن ”الحرب تسببت في تدمير جزء كبير من سوريا، ومع سيطرة الأسد على ثلثي البلاد، فإن الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة تهدد بتدمير ما تبقى من الدولة، بما في ذلك من العلويين، الذين يعتمد النظام على رجالهم في الشرطة السرية النافذة، والقتال في الجيش السوري“.
وتابعت أنه ”مثل جميع السوريين، يعاني العلويون من الفقر وانقطاع التيار الكهربائي ونقص العملة، وهبوط قيمتها بشكل حاد، بالإضافة إلى البطالة. وتفاقم الانهيار الاقتصادي، الناجم عن الحرب والعقوبات، في ضوء تفشي فيروس كورونا، والأزمة المالية التي يشهدها لبنان، الذي يمثل شريان الحياة المصرفي بالنسبة لسوريا“.
وأنهت الصحيفة تقريرها قائلة إنه ”رغم أنه لا أحد تقريباً يجرؤ على الحديث ضد الرئيس السوري، فإن كثيرين يشعرون بأن الأسد يهملهم، ويرون أن النظام السوري لا يعمل بشكل جاد لحل الأزمات الاقتصادية“.
المصدر: إرم نيوز.