أخبار

صحف عالمية: غزو روسي لأوكرانيا في الأفق.. وميليشيات العراق على خطى “طالبان”

تناولت صحف عالمية صادرة صباح اليوم الثلاثاء، عددا من القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية والعربية، حيث ناقشت تقارير تفيد بأن الميليشيات العراقية المؤثرة تعمل على إعداد خطط عسكرية لمواجهة القوات الأمريكية إذا لم تنسحب في الوقت المحدد لها بحلول نهاية العام الجاري.

وسلطت صحف أخرى الضوء على تقارير تكشف اعتزام روسيا غزو أوكرانيا في القريب العاجل، مستغلة التجاهل الأمريكي والغربي.

هجوم محتمل

وقالت مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية في تحليل لها، إن كافة الدلائل تشير إلى أن روسيا قد تشن هجومًا عسكريًا على أوكرانيا في وقت مبكر من الشتاء المقبل، حيث عززت موسكو قواتها بهدوء على طول الحدود الأوكرانية على مدى الأشهر العديدة الماضية، وهو ما قد يكون مقدمة لعملية عسكرية تهدف إلى حل الجمود السياسي في أوكرانيا لصالحها.

وأضافت أنه ”على الرغم من أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد يكون منخرطًا مرة أخرى في الدبلوماسية القسرية، إلا أن موسكو قد لا تكون مخادعة هذه المرة.. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فقد يتجدد الصراع على نطاق أوسع بكثير“.

وأوضحت أنه ”مع تزايد ثقة موسكو سياسياً واقتصادياً، فإن تحول اهتمام واشنطن ومواردها إلى منافستها مع الصين ربما يكون قد أقنع بوتين بأن أوكرانيا أصبحت الآن مصلحة هامشية للولايات المتحدة.. وأشار القادة الروس إلى أنهم سئموا الدبلوماسية ويجدون اندماج أوكرانيا المتزايد مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) أمرًا لا يطاق.. المسرح مهيأ لموسكو الآن لإعادة هذه المعادلة من خلال القوة، ما لم تكن موسكو وواشنطن وكييف قادرة على إيجاد حل سلمي“.

التحضير للحرب

وأوضحت المجلة الأمريكية: ”لا يوحي موقف القوة الروسية بأن الغزو وشيك، ومن المحتمل جدًا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار سياسي بشن عملية عسكرية. ومع ذلك، فإن النشاط العسكري الروسي في الأشهر الأخيرة أثار الشكوك حول أنه خارج دورة التدريب العادية، حيث انتشرت الوحدات على آلاف الأميال في المنطقة العسكرية الغربية، المتاخمة لأوكرانيا، وأرسلت جيوش القوقاز وحدات إلى شبه جزيرة القرم.. هذه ليست أنشطة تدريب روتينية، بل هي محاولة لوضع وحدات ومعدات لعمل عسكري محتمل. علاوة على ذلك، يبدو أن العديد من الوحدات تتحرك ليلًا لتجنب التدقيق، على عكس الحشد السابق في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل.

وأشارت المجلة: ”لم تسفر الاستراتيجية الروسية في أوكرانيا عن حل سياسي يمكن لموسكو قبوله. وبعد حملة عام 2018 التي أشارت إلى بعض الانفتاح على الحوار، فإن الابتعاد الصعب للرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن السعي للتوصل إلى حل وسط مع روسيا قبل عام قضى على أي أمل في أن تتمكن موسكو من تحقيق أهدافها من خلال المشاركة الدبلوماسية.. في الوقت نفسه، تعمل أوكرانيا على توسيع شراكاتها مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول الناتو الأخرى.. وتشكل هذه العلاقات شوكة في جانب روسيا“.

وتابعت: ”إذا قدر بوتين أن دعم المسؤولين الأمريكيين لوحدة أراضي أوكرانيا غير صادق – وليس هناك الكثير مما يوحي بخلاف ذلك – فلن يردعه عن تغيير ميزان القوى الإقليمي من خلال القوة.. سيكون من الغباء أن يحاول غزو أوكرانيا بأكملها، وهي بلد ضخم يزيد عدد سكانه عن 40 مليون نسمة، لكن لن يكون من غير الواقعي أن يحاول تقسيم البلاد إلى قسمين أو فرض تسوية جديدة تسعى إلى عكس اتجاه أوكرانيا من الانزلاق إلى (التكامل الأوروبي الأطلسي) والتعاون الأمني مع الولايات المتحدة“.

واستطردت: ”يجب على الولايات المتحدة أن تستخلص استنتاجين من الحشد العسكري الروسي حول أوكرانيا، الأول هو أنه ليس من المرجح أن يكون هذا مجرد عرض قسري آخر، على الرغم من الرسائل المختلطة من موسكو.. وسيكون مفتاح رد واشنطن هو الاستعداد لاحتمال اندلاع حرب في عام 2022، وإجراء تنسيق استباقي مع الحلفاء الأوروبيين، وتوضيح عواقب مثل هذا الإجراء لموسكو.. ثانيًا، سواء اندلعت حرب في أوكرانيا في الأشهر المقبلة أم لا، تحتاج الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى أن يكونوا أكثر صدقًا بشأن المأزق الدبلوماسي الحالي الذي يجدون أنفسهم فيه“.

على خطي طالبان

ركزت مجلة ”نيوزويك“ الأمريكية في تحليل لها على تعهدات الجماعات شبه العسكرية العراقية بفرض مهلة نهاية العام لانسحاب الجيش الأمريكي من بلادهم، التي وازتها تصريحات أحد الفصائل المسلحة المؤثرة بأن الميليشيات ”تمكنت من إجبار القوات الأمريكية على الانسحاب قبل عقد من انتصار حركة طالبان المتشددة في أفغانستان، مشيرة إلى أن مثل هذا النجاح يمكن أن يتكرر قريباً في العراق“.

ومن منطلق رؤية نجاح طالبان في طرد القوات الأمريكية من أفغانستان، أضافت المجلة أن ما تسمى ”المقاومة العراقية“ كانت قبل الأفغان في إجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق عام 2011، واليوم هي (الميليشيات) أقوى وأكثر عددًا.. ووفقاً لفصائل، فإن هذه ”المقاومة“ لديها ”القدرة على المواجهة والإطالة والإصرار على طرد أي قوات أجنبية من الأراضي العراقية. وتقول إن لديها تجربتها الفريدة والغنية، وإرثا ثقافيا وأيديولوجيا عظيما“.

وتابعت: ”يوم الجمعة الماضي، أي بعد أربعة أشهر فقط من وعد الرئيس جو بايدن بسحب القوات (القتالية) من العراق قبل نهاية العام، أصدرت كتلة مسلحة تسمى (لجنة تنسيق المقاومة العراقية) تحذيراً شديد اللهجة قالت فيه إنها لم تشهد بعد أي مظاهر للانسحاب، رغم أن 42 يومًا فقط تفصلها عن نهاية العام.. وتلمح الجماعات إلى عمل عسكري قائلة إن ”البديل عن الخروج السلمي للولايات المتحدة هو العمل المسلح“.

وأشارت: ”ووفقاً لمصادر من هذه الجماعات، ومع اقتراب (ساعة الحسم والمواجهة الكبرى)، أعلنت المقاومة العراقية فتح باب التطوع لصفوفها وتدعو إلى رفع مستوى الجاهزية استعداداً للمواجهة الحاسمة والتاريخية مع الاحتلال الأمريكي في 31/12/2021 بعد الساعة 12:00 ظهراً بالتوقيت المحلي“.

وأردفت المجلة الأمريكية: ”ما تبدو عليه المرحلة التالية ليس واضحًا تمامًا، كما أنه من غير المعروف ما إذا كانت أي تعديلات مخططة ستكون كافية لاسترضاء الميليشيات التي لا تتحلى بالصبر.. مع تدهور الوضع الأمني في العراق إلى حد ما منذ انتخابات الشهر الماضي، التي شهدت مكاسب للزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، وإقبالا مخيبا للآمال لأنصار الميليشيات، ما أثار احتجاجات قتل فيها متظاهران على الأقل برصاص قوات الأمن“.

لفتة دبلوماسية رمزية

وحول العلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة، قالت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية في تحليل لها: ”إن مقاطعة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في شباط/ فبراير 2022 قد تبدو بمثابة لفتة دبلوماسية بسيطة ورمزية، عندما توضع جنبًا إلى جنب مع مزاعم معسكرات العمل في مقاطعة شينجيانغ والاستغلال الجنسي الواضح لنجمة التنس الصينية بينغ شواي، لكن هذه هي القوة الاقتصادية المعاصرة للصين لدرجة أن الخطوة لن تتخذ إلا بعد الكثير من المعاناة“.

وأضافت أن ”التهديدات والمقاطعات الاقتصادية التي عانت منها أستراليا وكندا ومؤخرًا ليتوانيا على أيدي الصينيين لتحديهم سلطة بكين بطريقة أو بأخرى، ليست تجارب قد ترغب البلدان الأخرى في تقليدها بسهولة.. ولطالما جادل الغرب بأن سلاحه السري ضد الصين هو قوة تحالفاته“.

وتابعت: ”الصين، على النقيض من ذلك، ليس لديها أصدقاء، لذلك إذا كانت المقاطعة ستحدث – على سبيل المثال، عن طريق سحب السفراء والعائلة المالكة والوزراء من الأحداث الاحتفالية – فستريد البلدان أن تعرف أن اللاعبين الكبار في اقتصادات مجموعة السبع قد انضموا“.

وأردفت: ”إن الرد غير المتسق لن يؤدي إلا إلى تأكيد افتقار الغرب للعزيمة. وفي الوقت الحالي، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إنه يفكر في المقاطعة. ويُعد هذا الموقف مفاجئًا، لأنه يأتي بعد مكالمة هاتفية استمرت ثلاث ساعات مع شي جين بينغ الأسبوع الماضي، وبدا أن المسار القصير المدى للعلاقات الأمريكية مع الصين يتجه نحو اتصال أكبر، وإن كان بحرص“.

واستطردت أنه ”مع وجود قضايا مثل حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، واستقلال تايوان، والقمع في هونغ كونغ، أو تقدم الصين غير المتوقع في الصواريخ النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، قد يبدو من غير الحكمة الإساءة إلى بكين بشأن قضايا تافهة نسبيًا مثل عدد شخصيات أمريكية مرموقة تذهب لمشاهدة جون شوستر وهو يتنافس للاحتفاظ بذهبية في لعبة الكيرلنج الأمريكية في 2018“.

وأشارت: ”تؤخذ هذه الإهانات على محمل الجد في الصين، وقد تصر على الانتقام إذا شعرت أنها عوملت بشكل غير عادل.. ونظرًا لأنها تعتبر الألعاب الأولمبية (طقوس مرور للصين كقوة كبرى ناضجة)، فقد عملت في الدائرة الدبلوماسية بنجاح لكسب التأييد.. وكان قادة مجموعة العشرين في اجتماعهم في روما بشكل مشترك قد أعلنوا أنهم يتطلعون إلى الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين كفرص للتنافس للرياضيين من جميع أنحاء العالم، وتعد بمثابة رمز لمرونة الإنسانية“.

المصدر: إرم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى