صحف عالمية: “حرب السكاكين” تستعر في دونباس و”أنباء سيئة” لإسرائيل
تواصلت تغطية أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم السبت، للحرب الروسية الأوكرانية، في ظل استمرار العمليات العسكرية منذ 24 من شباط/فبراير الماضي، دون أي مؤشر على وجود أي تسوية في الأفق.
كما تناولت الصحف تأثير الحرب في أوكرانيا على مفاوضات البرنامج النووي الإيراني وعواقب ذلك على إسرائيل، بالإضافة إلى التحالفات التي بدأت تتشكل بعيدا عن الغرب، الذي يواجه الغزو الروسي بالعقوبات ودعم أوكرانيا بالأسلحة.
مأزق روسي جديد
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إن الهجوم الروسي في إقليم دونباس شرق أوكرانيا حقق القليل من التقدّم، في ظل قتال شرس، وفقا لتأكيدات مسؤولين غربيين ومحللين.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها، أنه ”يبدو أن القبضة المحكمة التي فرضتها القوات الروسية على شرق أوكرانيا تفقد بعضاً من زخمها، في ظل العراقيل التي تواجهها للسيطرة على إقليم دونباس بأكمله، وفقاً لما أكده مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون، ومحللون عسكريون“.
وأردفت أنه ”يبدو أن الهجوم الروسي على دونباس يتخلف عن تحقيق أهدافه في التوقيت المحدد له، حيث يواجه مقاومة عنيفة من الجيش الأوكراني“.
وأشارت إلى أنه ”يعاني من المشكلات اللوجستية ذاتها التي واجهها منذ بداية الحرب، إضافة إلى انخفاض الروح المعنوية، وهي الأزمات التي لاحقت الجيش الروسي منذ بدء الغزو“.
وتابعت: ”روسيا أعلنت عن بدء عمليتها العسكرية الجديدة في دونباس منذ أسبوعين تقريباً، دون تحقيق أي انتصار كبير على الأرض حتى الآن، ورغم الهجوم من 3 جهات، الشمال والشرق والجنوب، فإن القوات الروسية لم تحقق سوى تقدم تدريجي، وفقاً لأفضل التقديرات، بحسب مسؤول بارز في البنتاغون“.
وأردفت ”نيويورك تايمز“ أنه ”باستخدام استراتيجية تعود إلى الحقبة السوفيتية، تعتمد روسيا على المدفعية لقصف القوات الأوكرانية على طول جبهة طولها 300 ميل، وتتراجع القوات الأوكرانية عن مناطق صغيرة من الأراضي، كي تعمل على استعادتها مرة أخرى“.
ورأت الصحيفة الأمريكية أن المعركة الحالية تشبه ”حرب السكاكين“، حيث تخوض قوات الدولتين قتالاً شرساً في أرض مفتوحة على مصراعيها، وهو ما يميز هذه المعركة عن سابقتها، التي كانت تدور في الشمال، التي تفصلها التلال والغابات والمستنقعات، وهي الأمور التي شكّلت الأسابيع الأولى من الحرب.
وختمت قائلة: ”عانت العديد من الكتائب الروسية خسائر فادحة في الأرواح وخسائر في المعدات، وتم سحبها إلى الأراضي الروسية. وقال مسؤول البنتاغون إن الجهود المبذولة لتعزيز وإعادة إمداد الكتائب المدمرة تم تسريعها، ونتيجة لذلك، فإن العديد من الوحدات التي هرعت إلى القتال من المحتمل ألا تكون بكامل قوتها“.
أنباء سيئة لإسرائيل
من جهتها، ذكرت صحيفة ”هآرتس“ أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى جمود مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، إلا أن هذه ليست أنباء جيدة بالنسبة لإسرائيل.
وقالت الصحيفة إنه ”في ديسمبر الماضي، زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إسرائيل، وصرح أن توقيع اتفاق نووي جديد مع إيران أصبح قريباً، وبعد أسابيع قال إن الاتفاق الجديد لا يزال من الممكن التوصل إليه، بينما كان مسؤولون أمريكيون آخرون أكثر تفاؤلاً“.
وأوضحت أنه ”بعد أكثر من 4 أشهر، أصبح الموقف أكثر تعقيداً، وأصبحت العقبة الرئيسية التي تمنع الوصول إلى اتفاق أكبر، وتتمثل في رفض الإدارة الأمريكية إلغاء تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية على لائحة وزارة الخزانة الأمريكية، حيث بذلت إسرائيل جهوداً كبيرة في الوصول إلى هذا الموقف“.
ولفتت إلى أنه ”هناك مواقف متناقضة في واشنطن تجاه هذا الملف، حيث تتخذ المؤسسة الأمنية الأمريكية موقفاً أكثر شراسة فيما يتعلق بالتورط الإيراني في أعمال الإرهاب والتخريب في منطقة الشرق الأوسط، ومن ناحية أخرى، فإن وزارة الخارجية أكثر رغبة في الوصول لاتفاق“.
وأشارت إلى أن ”المؤسسة الأمريكية تركّز حالياً على القضية الدولية الأكثر إلحاحاً، وهي الحرب في أوكرانيا، وذلك قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر المقبل“.
وزادت: ”في السياق الطبيعي للأمور، سيتحول انتباه الإدارة إلى الجبهة الداخلية في الأشهر المقبلة، وإيران أيضاً لا يبدو أنها متلهفة للوصول لاتفاق، فقد تسببت الحرب في ارتفاع أسعار النفط، مما أدى إلى تخفيف وطأة الوضع الاقتصادي لطهران“.
وأفادت الصحيفة العبرية أنه ”في ضوء هذه التطورات، قدر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت مؤخراً بأن فرص توقيع أو فشل المفاوضات للوصول إلى اتفاق نووي جديد متساوية تقريباً“.
وقال بينيت إن ”الظروف الحالية تمكّن إيران من الاستمرار في تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى، حيث قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتز للسفراء الأجانب مطلع الشهر الجاري إن إيران أمامها شهر واحد كي تصل إلى الكمية المطلوبة من اليورانيوم المخصب لصنع القنبلة، إذا أرادت ذلك، وهو ما يجعل عدم الوصول إلى اتفاق بمثابة أنباء غير جيدة لإسرائيل“.
تحركات صينية لمواجهة أمريكا
بدورها، أفادت صحيفة ”التايمز“ البريطانية بأن الصين عززت علاقاتها العسكرية مع إيران إلى مستوى غير مسبوق، حيث تستعد بكين لمواجهة محتملة مع واشنطن.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن ”الدولتين وافقتا على تعاون عسكري أوثق، خلال لقاء وزير الدفاع الصيني وي فين جي لطهران ولقائه مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي“.
ولفتت إلى أن ”الزيارة قام بها أرفع مسؤول صيني إلى إيران منذ توقيع الدولتين اتفاق التعاون الشامل الذي يستمر لمدة 25 عاماً في 2021، في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل إعلام حكومية صينية عن الكراهية المتصاعدة التي تواجهها الدولتان من الولايات المتحدة“.
وأكدت أن ”الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تنظر إلى أمريكا باعتبارها أكبر عقبة في طريق صعودها كقوة عظمى عالمية، ونتيجة لذلك، فقد كانت جهودها الدبلوماسية مدفوعة في المقام الأول بسياستها تجاه الولايات المتحدة“.
وأشارت ”التايمز“ إلى أن ”بكين تحالفت مع موسكو، وفي الوقت نفسه عززت شراكاتها في أمريكا اللاتينية، وتسعى إلى دور أكبر في الشرق الأوسط“.
وبينت أنه ”في وقت سابق من هذا العام، اتفقت بكين ودول الخليج على إقامة شراكة استراتيجية، والعمل على اتفاق تجارة حرة، كما أعلنت الصين عن خطط للوساطة بين إيران ودول الخليج“.
المصدر: إرم نيوز.