مرة جديدة احتلت توقعات المؤسّس المشارك لشركة مايكروسوفت، والملياردير الأميركي الشهير بيل غيتس عناوين الأخبار العالمية.
ولا ترتبط توقعات غيتس هذه المرة بخطر وبائي قادم، بل بالتغيير الذي سيحدثه ظهور “الذكاء الاصطناعي” في حياة البشر.
مرحلة جديدة من تقنيات AI
فالملياردير الأميركي الذي تحول في 2019 إلى صاحب رؤية مثيرة للشكوك، عندما حذر وقبل ظهور كوفيد-19، من احتمالية انتشار فيروس قاتل في أسواق الصين، يرى أن العالم يتحضر في 2023 للانتقال إلى مرحلة جديدة في تقنيات “الذكاء الاصطناعي”.
عدم الحاجة لزيارة محركات البحث
وقال غيتس خلال ملتقى AI Forward 2023 الذي تم تنظيمه منذ أيام، إن من سيفوز في سباق الذكاء الاصطناعي، هي الجهة التي ستتمكن من تطوير أفضل “مساعد رقمي” قوي يعمل بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تغير سلوك المستخدم بشكل جذري، مما يؤدي إلى عدم حاجة الأشخاص إلى زيارة محركات البحث مرة أخرى، أو استخدام أدوات إنتاجية معينة أو حتى التسوق على أمازون.
دور أساسي للمساعد الرقمي
وبحسب الملياردير الأميركي فإن “المساعد الرقمي” سيتمكن من فهم احتياجات الناس وعاداتهم، وسيساعدهم على قراءة الأشياء التي ليس لديهم وقت لقراءتها، مشيراً إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يظهر هذا “المساعد” القوي، حيث إنه وحتى ذلك الحين، ستستمر الشركات في تضمين ما يسمى بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي المشابهة لـ ChatGPT في منتجاتها الخاصة.
فرصة 50/50
ويرى غيتس أن هناك فرصة نسبتها 50 بالمئة، بأن الفائز الذي سيتمكن من طرح أول “مساعد الرقمي” سيكون شركة ناشئة، ونسبة 50 بالمئة في أن يكون عملاقاً تقنياً، لافتاً إلى أنه سيصاب بخيبة أمل إذا لم تكن مايكروسوفت ضمن المنافسين للفوز بسباق الذكاء الاصطناعي.
ولم يغفل غيتس وخلال حديثه تطمين البشر لجهة تأكيده على أن الأعمال الداخلية للدماغ البشري لا تزال لغزاً للعلماء، في إشارة منه إلى أن الروبوتات التي تعمل من خلال الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن تحقيق الوعي البشري.
التنبؤ بالثورات الرقمية
ويقول أخصائي شؤون التكنولوجيا جورج داغر في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إنه بالعودة إلى تاريخ تصريحات رواد التكنولوجيا في التنبؤ بالثورات الرقمية، فإن هناك احتمالاً دائماً بأن يكون هؤلاء مخطئين، وهذا الأمر حصل عدة مرات في السابق، ولكن يصعب القول إن ما يراهن بيل غيتس عليه حالياً، هو توقع خاطئ، فالأمور على الأرض تتسارع بشكل كبير جداً، خاصة بعد تأكد الناس من القدرات التي تمتلكها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
نظام رقمي ذكي
ويرى داغر أن “المساعد الرقمي” الذي تنبأ بيل غيتس بظهوره قريباً، والذي قال إنه سيغيّر سلوك المستخدمين وسيقتل غوغل وأمازون، هو كناية عن نظام رقمي ذكي، يتم تحديثه من بيانات الوقت الفعلي، ليتطور مع الوقت ويصل إلى مرحلة يكتسب فيها عادات وتفضيلات مستخدميه، وليتحول في النهاية إلى مساعد رقمي، يتخذ القرارات نفسها التي يمكن أن يتخذها المستخدمون لو توفرت له المعطيات ذاتها.
مهام للمساعد الرقمي
ويضيف داغر أن “المساعد الرقمي” سيستخدم المعلومات والبيانات المرتبطة بمستخدميه، لتقديم استدلالات وتفسيرات لكثير من الأشياء، مثل شخصيتهم وسلوكهم الاجتماعي، وميولهم في الشراء وتفضيلاتهم وانحيازاتهم، وذلك من أجل استنتاج التنبؤات الصحيحة، مشيراً إلى أن هذا المساعد سيكون قادراً على التعلم، من تلقاء نفسه من مستخدميه، ليكون قادراً على تحديد القرارات المناسبة التي يتعين عليه اتخاذها.
متى تظهر هذه التكنولوجيا؟
من جهته يقول أخصائي شؤون التكنولوجيا فادي حيمور في حديث لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إن “المساعد الرقمي” هو نظام يستخدم المحاكاة والتعلم الآلي، وجمع البيانات للمساعدة في اتخاذ القرار المناسب لمستخدميه، وذلك اعتماداً على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لافتاً إلى أن بيل غيتس أكد أن ظهور هذه التكنولوجيا للعلن، لن يكون بعيداً ولكن الأمر يحتاج لمزيد من التطوير.
نسخ حالية لم تظهر للعلن
ويرى حيمور أن النسخ الحالية من “المساعد الرقمي”، المتوفرة داخل مختبرات الشركات، لا تزال بدائية ومنخفضة الدقة ولذلك لم تظهر للعلن، فهذه التكنولوجيا تتطلب دقة عالية في الأداء، حتى تكون قادرة على دمج كل البيانات الموجودة في العالم الحقيقي، في وقت حدوثها الفعلي مع تحديثها لحظة بلحظة، ومن هنا يمكن فهم قول غيتس إن الشركة الأولى التي ستكون قادرة على إطلاق أول “مساعد رقمي” قوي، ستكون الفائزة في سباق الذكاء الاصطناعي، فالأمر ليس بالسهل أبداً.
مساعد رقمي للجميع في المستقبل
ويؤكد المختص بشؤون التكنولوجيا أنه في مرحلة ما، سيكون لدينا جميعاً “مساعد رقمي”، مشدداً على أن هذه البرامج لن تملك الوعي البشري، بل ستعمل من خلال تحليل البيانات، وقد تخطئ كثيراً نتيجة عدم دقة التنبؤ، وهي ستثير العديد من القضايا الأخلاقية التي تتعلق بسلامة البيانات.
المصدر: MSN.