زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي: “لم يفت الأوان لمنع سقوط كابول بيد طالبان”
دعا السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي الجمعة، إدارة الرئيس جو بايدن لوقف تقدم طالبان باستخدام الغارات ودعم القوات الأفغانية، معتبرا أن “الأوان لم يفت لمنع طالبان من السيطرة على كابول”. وأثارت سرعة الهجوم الذي تشنه الحركة انتقادات لقرار بايدن سحب القوات الأمريكية، لكنه رد بدعوة الجيش الأفغاني وقادته إلى “تحمل المسؤولية”.
اعتبر السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس الشيوخ الأمريكي الجمعة، أن الوقت لم يفت لمنع طالبان من السيطرة على كابول، وحث إدارة الرئيس جو بايدن على وقف تقدم الحركة باستخدام الضربات الجوية وتقديم الدعم للقوات الأفغانية التي تدافع عن العاصمة.
وقال ماكونيل إنه أصدر هذا البيان بعد أن تحدث مع السفيرة الأفغانية لدى واشنطن عديلة راز.
وأثارت سرعة الهجوم الذي تشنه طالبان انتقادات لقرار بايدن بسحب القوات الأمريكية. وكان بايدن قال قبل أيام إنه لم يندم على قراره مشيرا إلى أن بلاده قد أنفقت أكثر من تريليون دولار في أطول حرب أمريكية وخسرت آلاف الجنود داعيا جيش أفغانستان وقادتها إلى تحمل المسؤولية.
واتصل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكن ولويد أوستن بغني الخميس وأبلغاه أن الولايات المتحدة ما زالت حريصة على أمن أفغانستان.
وأظهرت استطلاعات الرأي تأييد معظم الأمريكيين لقرار بايدن بسحب قواته في حين يعارضه الجمهوريون.
هرات.. مدينة أشباح!
وقال مسؤولون محليون في أفغانستان إن مقاتلي طالبان سيطروا على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان في الوقت الذي انهارت فيه مقاومة القوات الحكومية، وتزايدت المخاوف من احتمال تعرض العاصمة كابول لهجوم خلال أيام. وأكد مسؤول حكومي سيطرة طالبان على قندهار المركز الاقتصادي الواقع في جنوب البلاد.
وسقطت هرات أيضا في قبضة المتمردين. وقال غلام حبيب هاشمي عضو مجلس الولاية في إقليم هرات عبر الهاتف من المدينة التي يقطنها حوالي 600 ألف نسمة قرب حدود إيران “تحولت المدينة فيما يبدو إلى خط مواجهة على جبهة القتال.. صارت مدينة للأشباح”. مضيفا “العائلات إما أنها غادرت أو اختبأت في المنازل”.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إن طالبان، التي أُزيحت عن السلطة في 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة، قد تزحف صوب كابول خلال أيام.
إتلاف “المواد الحساسة” في السفارات
قال مسؤول أمريكي السبت إن جنودا أمريكيين وصلوا إلى كابول للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة ومدنيين آخرين من العاصمة الأفغانية وذلك بعد يوم من سيطرة مقاتلي حركة طالبان على ثاني وثالث أكبر مدن البلاد.
وذكر البنتاغون أن كتيبتين من مشاة البحرية (المارينز) وثالثة من سلاح المشاة، قوامها نحو ثلاثة آلاف سكري، ستصل إلى كابول بحلول مساء الأحد. كما صرح نفس المصدر “لقد بدأوا في الوصول. سيصلون تباعا حتى الغد”. وأضاف البنتاغون أن فريق مشاة مقاتل سينتقل أيضا من فورت براج بولاية نورث كارولاينا إلى الكويت ليصبح قوة استجابة سريعة للأمن في كابول إذا لزم الأمر.
وأخطرت السفارة الأمريكية في كابول موظفيها في مذكرة بأنها وفرت صناديق حرق للقضاء على المواد، ومنها الأوراق والأجهزة الإلكترونية، بهدف “تقليل حجم المواد الحساسة بالمنشأة”. كما قال دبلوماسيون إن بعض السفارات قد بدأت في حرق مواد حساسة قبيل إجلاء موظفيها.
وكان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي قال الجمعة إن “كابول لا تواجه حاليا تهديدا وشيكا ولكن من الواضح.. إذا نظرت فقط إلى ما تفعله طالبان، يمكنك أن ترى أنهم يحاولون عزل كابول”.
إجلاء الموظفين الأجانب
وقالت الأمم المتحدة إنها لن تجلي موظفيها من أفغانستان لكنها ستنقل بعضهم إلى كابول من مناطق أخرى من البلاد. لكن سفارات وجماعات إغاثة غربية كثيرة قالت إنها ستعيد العديد من موظفيها إلى بلادهم.
وأكدت بريطانيا أيضا بدء عملية عسكرية لدعم إجلاء رعاياها.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس طالبان لوقف هجومها فورا، محذرا من أن “الوضع في أفغانستان يخرج عن السيطرة”. وقال غوتيريس للصحفيين “رسالة المجتمع الدولي لأولئك المنخرطين في الحرب يجب أن تكون واضحة: الاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية نهج خاسر. هذا الأمر لن يؤدي إلا إلى حرب أهلية طويلة أو لعزلة أفغانستان بشكل كامل”.
من جهته، صرح النائب الأول للرئيس الأفغاني أمر الله صالح إنه فخور بالقوات المسلحة في البلاد. وقال على تويتر بشأن اجتماع للأمن القومي برئاسة الرئيس أشرف غني “قررنا باقتناع وتصميم أن نقف بحزم ضد إرهاب طالبان ونفعل كل ما في وسعنا لتعزيز المقاومة الوطنية بكل الوسائل والطرق”. مضيفا “إننا فخورون (بقواتنا المسلحة)”.
كارثة إنسانية!
وأثار القتال أيضا مخاوف من حدوث أزمة لاجئين وتراجع ما تحقق من مكاسب في مجال حقوق الإنسان. وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن نحو 400 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم منذ بداية العام منهم 250 ألفا منذ مايو/أيار.
وأقامت أسر في خيام في حديقة بكابول بلا مأوى بعد أن هربوا من العنف في مناطق أخرى من البلاد. وقال تومسون فيري من برنامج الأغذية العالمي في إفادة للأمم المتحدة “الموقف يحمل كل السمات المميزة لكارثة إنسانية”.
ولم يكن بوسع النساء في ظل حكم طالبان العمل ولم يكن يسمح للفتيات بالذهاب إلى المدرسة وكان على النساء تغطية وجوههن وأن يرافقهن أحد الأقارب الذكور إذا أردن الخروج من منازلهن. وفي أوائل يوليو/تموز أمر مقاتلو طالبان تسع نساء بالتوقف عن العمل في أحد البنوك.
مزار الشريف وجلال أباد
ومن بين المدن الرئيسية في أفغانستان، لا تزال الحكومة تسيطر على مزار الشريف في الشمال وجلال أباد قرب الحدود الباكستانية في الشرق بالإضافة إلى العاصمة كابول.
وقال مسؤولون أمنيون إن طالبان سيطرت أيضا على بلدتي لشكركاه في الجنوب وقلعة ناو في الشمال الغربي. وقال مسؤولون إن فيروز كوه عاصمة إقليم غور بوسط البلاد استسلمت دون قتال.
وتعد قندهار معقلا رئيسيا لطالبان التي ظهرت في 1994 وسط فوضى الحرب الأهلية وسيطرت على معظم البلاد من 1996 إلى 2001. ويشكل سقوط قندهار في الجنوب وهرات في الغرب إثر اشتباكات على مدى أيام، ضربة مدمرة للحكومة في الوقت الذي يتحول فيه تقدم الحركة لهزيمة منكرة لقوات الأمن.
ما مصير إسماعيل خان؟
وسيطر المتشددون على 14 من عواصم الأقاليم الأفغانية البالغ عددها 34 منذ 6 أغسطس/آب. وقال مسؤول إنه وبعد سقوط هرات، اعتقلت طالبان القائد المخضرم إسماعيل خان، مضيفا أنهم وعدوا بعدم إيذائه هو وغيره من المسؤولين الذين تم أسرهم.
بدوره، أكد متحدث باسم طالبان اعتقال خان الذي كان يقود المقاتلين ضد الحركة الإسلامية المتطرفة. وذكرت قناة الجزيرة القطرية أن خان استقل طائرة إلى كابول حاملا رسالة من طالبان. لكن لم يتسن على الفور تأكيد هذا النبأ.
المصدر: فرانس 24.