رياض درار: نتبادل التواصل مع القوى الدولية لكن لا أحد يتحرك ضد هجمات تركيا
أكد رياض درار، أن تصعيد الاحتلال التركي ناتج عن تفاهمات جرت خلال اجتماعات سوتشي، وأشار إلى أن الاحتلال يهدف لضرب الحاضنة المدنية لقوات سوريا الديمقراطية، ولم يستبعد أن يكون هناك تعاون بين حكومة دمشق والاحتلال التركي ضد الإدارة الذاتية، كما كشف بأنهم يتبادلون التواصل مع القوى الدولية لكن لا أحد يتحرك.
صعدت دولة الاحتلال التركي من قصفها واستهدافها لمناطق شمال وشرق سوريا سواء عبر الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي.
ويأتي هذه التصعيد بعد محادثات سوتشي بين رئيسي روسيا ورئيس دولة الاحتلال التركي، رجيب طيب أردوغان، وبالتزامن مع الحديث عن سعي روسيا لإعادة العلاقات بين حكومة دمشق والاحتلال التركي والحديث أيضاً عن اتفاقية أضنة.
وحول هذه التطورات، تحدث لوكالتنا، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار.
ضرب الحاضنة المدنية
رياض درار استهل حديثه، قائلاً: “واضح أن تكثيف العمليات التركية جاء بعد لقاء سوتشي، أنا لأول مرة منذ فترة طويلة أرى مثل هذه الابتسامة على وجه أردوغان، لا أدري ماذا أعطاه بوتين مما جعله ينفرج هكذا، أعتقد أن هناك توافقات حول قضايا كثيرة منها تأجيل العملية العسكرية ولكن الاكتفاء بالمسيرات بأي شكل كانت وهذا هو سر التصعيد إلى درجة قصف المدنيين، السبب أن التركي يريد أن يقلد الروسي في عمليات ضرب الحاضنة المدنية لأي تنظيم وربما هذا التصعيد متدرج وعلينا أن ننتبه منه لأن التركي بدأ يصعد في العمليات ويمتد إلى مناطق لم يحاول ان يهددها من قبل.
وحول التفاهمات بين الطرفين خلال محادثات سوتشي، قال درار: “بالنسبة للتصعيد بعد سوتشي بالتأكيد هناك أكثر من اتفاقية بين الطرفين أنا أعتقد إن روسيا من أهم أهدافها هي سحب تركيا إلى جانبها وتستغل بذلك الإهمال الأميركي للرئاسة التركية وعدم التواصل معها وبالتالي هذا الاستياء التركي يجعلهم أيضاً يحاولون استفزاز الجانب الأميركي خاصة بما صرح به أردوغان في قمة طهران أنه على الأميركي أن يخرج من شمال وشرق سوريا، هذه لأول مرة يفعلها التركي وبالتالي هي دليل على ابتعاد بين الطرفين يستغله الروسي ليكسب تركيا إلى جانبه خاصة في ظروفه المعقدة الحالية بعد الحرب في أوكرانيا”.
وأوضح “تركيا منفذ كبير ومتنفس لروسيا وباعتقادي يمكن أن تقدم روسيا لتركيا وبوتين لأردوغان كثير من التنازلات من أجل تحقيق هذا الفصل والانفصال عن الجانب الأميركي واستمرار هذا الطريق الذي هو متنفس أساسي للاقتصاد التركي في ما يأتي من الأيام”.
التركي مستعد لتغيير تحالفاته ما دامت تأتي ضد شمال وشرق سوريا
رياض درار تطرق إلى الحديث عن عودة العلاقات بين حكومة دمشق والاحتلال التركي، قائلاً: “إن رد الفعل التركي هو الذي يجعله يغير تحالفاته ما دامت تأتي ضد الكرد وضد المشروع الناجح في شمال وشرق سوريا، نحن طلبنا من الجيش السوري أن يأتي إلى الحدود وأن يحمي الحدود ولكن الخطوة التي تقدم بها التركي إنه ذاهب للمصالحة مع دمشق هي عملية المواقف الضدية التي يقوم بها التركي حتى لا ننجح في أي مسار نقوم به في شمال وشرق سوريا لكن هذا الأمر ليس سهلا، قد ينعكس على علاقات المعارضة في الداخل، على علاقات المعارضة التي تقيم في تركيا على علاقات كثيرين كانوا يصدقون أن تركيا في خصومة مع النظام السوري وأنهم يستفيدون من هذه الخصومة”.
وأضاف “كل الإشارات تقول إن تركيا سوف تسلمهم للنظام وسوف تتخلى عنهم ولاحقاً سوف تطالب بشكل أو بآخر بعودة المهاجرين إليها وفي هذه الحالة تريد أن ترسم سياسات جديدة لعودة النظام إلى كافة المناطق ويمكن أن يتعاون الطرفان ضد المشروع الذي يقوم في شمال وشرق سوريا، هذا هو الدفع التركي في المرحلة القادمة وهو نتيجة للاتفاقات في سوتشي، كل الاشارات تلمح أن هناك خطط حول هذا الاتجاه يمكن أن تظهر في وقت لاحق”.
العالم مشغول بنفسه
وحول الموقف الدولي من هذه الهجمات، قال رياض درار: “العالم كله مشغول بمشاكله، سوريا والسوريون أصبحوا وحيدين ولا يمكن أن يعتمدوا إلا على أنفسهم في حل مشاكلهم، الجميع الآن أما يقف ضد السوريين وأما هو محايد ويتفرج على مأساة السوريين، أعتقد أن الأمور في مجال جديد لرسم السياسات سوف يستفيد منها النظام لكنها تبقى معقدة لأن المسائل وما وصلنا إليه لا يمكن أن تحل إلا بمزيد من الدماء والصراع أو باستسلام أحد الأطراف، التفاهمات يجب أن تكون بين السوريين حتى نتفادى مثل هذه المأساة هذا أمر على العقلاء أن يخططوا له ليصلوا به إلى أفضل النتائج”.
نتبادل التواصل مع القوى الدولية
الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، كشف عن الخطوات الديبلوماسية التي قاموا بها لمواجهة هذه الهجمات، قائلاً: “بالتأكيد مجلس سوريا الديمقراطية كما الإدارة الذاتية، كل الناشطين فيها يقومون بما يتوجب حول تنبيه الدول والقوى التي تتابع ما يجري في سوريا، الحديث عن المآسي، الحديث عن الأشياء التي تحدث مستمر وهناك دائماً رسائل متبادلة حول كثير من القضايا”.
وأضاف “المشكلة هي في قدرة الأطراف على التحرك، لا أحد يتحرك، الجميع ينتظر، هناك من يحسب حساب للدولة التركية فهي دولة كبيرة ولهم فيها مصالح وحتى الأمم المتحدة كما نلاحظ لا تتدخل، ممثل الأمم المتحدة الذي يقود حوارات بين السوريين معارضة ونظام لا يستطيع ان يتكلم بقضية ما، النظام يعتبره مسير وليس وسيط وبالتالي الأمور ليست ذاهبه إلى ما هو أفضل”.
واختتم درار حديثه، بالقول: “في هذه الحالة يجب أن نبقى أن نلح على هذه الدول من أجل أن تأخذ موقفاً وننتظر هذا الموقف ولكن علينا نحن أيضاً أن نقلع شوكنا بأيدينا”.
المصدر: ANHA.