دمشق تدعم تشكيلاً عشائرياً مسلّحاً لاستهداف القوات الأمريكية شمالي سوريا
أعلن أفراد من قبيلة العكيدات في مناطق دير الزور الواقعة تحت سيطرة الحكومة السورية، أول أمس الأحد، عن تشكيل عسكري باسم “جيش العكيدات” ومجلس عشائري لبدء “المقاومة الشعبية” ضد القوات الأمريكية وقوات “قسد” شمالي سوريا.
وجاء إعلان التشكيل العسكري بعد أحداث دامية شهدها ريف دير الزور الشرقي، الأسبوع الفائت، عقب هجوم مسلحين ملثمين على نقاط وحواجز قوات سوريا الديمقراطية أثناء مظاهرات طالبت بالتحقيق في قضية اغتيال أحد رموز عشيرة العكيدات، حيث أدت تلك الهجمات إلى فقدان عناصر من “قسد” لحياتهم.
وجاء إعلان تشكيل “جيش العكيدات” كجناح عسكري مسلّح لمجلس عشائر العكيدات في ملتقى عُقد، أول أمس الأحد، في مناطق سيطرة الحكومة بمدينة دير الزور.
ويرى معارضون لهذا البيان أنه فُرض من قِبل الحكومة السورية على أبناء عشيرة العكيدات القاطنين في مناطق سيطرتها، وأن العكيدات في مناطق الحكومة السورية لا يشكلون سوى خمسة بالمئة من أبناء العشيرة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت جريدة الأخبار اللبنانية، المقرّبة من حزب الله اللبناني، أمس الاثنين، إن الحكومة السورية تدعم هذه المجموعة بالسلاح وتقف وراء تحركاتها بهدف استهداف قوات سوريا الديمقراطية والقوات الأمريكية في المنطقة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، عن بيان العشائر، “بدء المقاومة الشعبية ضد المحتل الأميركي وأدواته، واعتبارهم هدفاً مشروعاً للمقاومة”، وأضافت الوكالة أن البيان دعا “شيوخ ووجهاء العشائر المرتبطين بالمحتل وأعوانه من أبناء القبيلة للعودة إلى حضن الوطن”.
وتطرّقت “الأخبار” اللبنانية إلى حرص البيان على توجيه الشكر لـ”الجيش السوري وحلفاء وأصدقاء سوريا والرئيس بشار الأسد”.
وكانت بلدة الحوايج بريف دير الزور الشرقي قد شهدت، الأسبوع الفائت، هجمات من جانب مسلحين ملثمين على نقاط لقوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور العسكري، عقب خروج محتجين طالبوا بالتحقيق في قضية اغتيال أحد شيوخ عشيرة العكيدات.
وقال قائد مجلس دير الزور العسكري، أحمد الخبيل، في تصريح لـ”نورث برس”، إن خلايا “داعش” والجهات المقرّبة من الحكومة السورية والميليشيات الإيرانية، استغلّوا خروج الأهالي في مظاهرات، وانضمّوا لصفوف المتظاهرين ليقوموا بإطلاق الرصاص على قوات مجلس دير الزور العسكري وقوات سوريا الديمقراطية في بلدة الحوايج ما أدى لفقدان بعض المقاتلين لحياتهم، كما زرعوا الألغام في قرية ذيبان.
وأضاف أن العديد من الذين أطلقوا النار على قواتهم هربوا إلى الطرف الآخر من نهر الفرات الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية، وأن قواتهم تمكّنت من إلقاء القبض على بعض “مثيري الفتنة المدعومين من النظام السوري”، وأنهم حصلوا على اعترافات ممن تم اعتقالهم بأن الحكومة السورية والمجموعات الإيرانية هي من دفعتهم لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية.
ونقلت “سانا” عن عبد الكريم الهفل، وهو أحد وجهاء قبيلة العكيدات، ومقرَّب من الحكومة السورية، حديثه في الملتقى عن أن أبناء قبيلة العكيدات “لن يقبلوا بوجود أي محتل على أرضهم، ومستمرون بمقاومة المحتل الأمريكي وأعوانه في الجزيرة السورية”.
كما تداولت تقارير لوسائل إعلام عربية ومحلية، تصريحات لـ”نواف الفارس”، وهو من شيوخ عشيرة الدميم من قبيلة العكيدات، وكان سابقاً رئيساً لأحد فروع الأمن السياسي في سوريا ثم أصبح أول سفير لسوريا في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين لينشق لاحقاً “عن النظام السوري”، حيث قال الفارس في تصريحاته إن “النظام أجبر شخصيات من قبيلة العكيدات تقيم في مناطق سيطرته بدير الزور على تشكيل مجلس سياسي وجناح عسكري لاستغلال ما حصل في مناطق انتشار القبيلة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف الفارس أن “أجهزة أمن النظام أحضرت بعض الوجهاء قبل يومين على إثر ما حصل بالجزيرة وأمرتهم بالرد على بيانات قسد وكتبت لهم حتى نصوص البيانات”.
وأشار إلى أن أفراد قبيلة العكيدات في مناطق سيطرة الحكومة السورية “لا يستطيعون مخالفة ما يريد النظام، وهم أقليّة لا تشكل خمسة بالمئة من أبناء قبيلة العكيدات الذين يقيمون بمدينة دير الزور بعد تدمير مناطقهم على يد جيش النظام”.
وسبقت البيان الذي يحثُّ على محاربة العشائر للقوات الأمريكية، مواقف وتصريحات عديدة للحكومة السورية تصف القوات الأمريكية بـ”المحتل” و”الدخول غير الشرعي للأراضي السورية” وطالبت لمرات كثيرة عشائر المنطقة بمقاتلة واستهداف الأميركيين.
وكانت السفارة الأميركية في دمشق قد أصدرت بيانين منفصلين، خلال الأسبوع الفائت والجاري على حسابها على موقع “فيسبوك”، أدانت فيهما الهجوم على الشيخ مطشر الحمود الجدعان الهفل والشيخ إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل، من وجهاء قبيلة العكيدات.
كما استذكرت السفارة المجزرة التي تعرض لها أبناء عشيرة الشعيطات قبل ست سنوات على يد عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” أثناء سيطرته على ريف دير الزور الشرقي.
واتهمت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، عبر بيان نُشِر أمس الاثنين، تركيا والحكومة السورية بتنفيذ مخطط بعيد المدى في ريف دير الزور الشرقي، يستهدف السلم الأهالي والعلاقة بين عشائر المنطقة والإدارة المدنية فيها، وتأليب العشائر ضد قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي.
في غضون ذلك، أدان وجهاء وشيوخ العشائر في الرقة والطبقة والحسكة، عبر بيانات متفرقة، اغتيال أحد رموز عشيرة العكيدات في دير الزور، ووجهوا اتهامات للحكومة السورية وخلايا “داعش” بالوقوف خلفها وتأجيج الأحداث في ريف دير الزور، كما أعلنوا تضامنهم مع قوات سوريا الديمقراطية وطالبوها بالتحقيق في قضية الاغتيال والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
المصدر: نورث بريس.