حصيلة 20 عاماً من مجازر حزب العدالة والتنمية ضد الأطفال
للدولة التركية سجل حافل جداً بمجازر الإبادة ضد الأطفال، ولطالما كان الأطفال الكرد هدفا للمجازر.
حدثت أكبر وأكثر المجازر ضد الأطفال الكرد خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية. وتجاوزت هذه المجازر حدود شمال كردستان لتمتد إلى روج آفا، والتي كانت هدفا للاحتلال والإبادة الجماعية.
الطائرات الحربية التابعة للدولة التركية الفاشية قصفت الأطفال في روج آفا، وحدث كل ذلك أمام أعين العالم كله.
ديرسم ، زيلان ، حلبجة … عفرين ، كوباني ، سري كانيه ، كري سبي ، قامشلو وعين عيسى . لقد مضى 100 عام ولكن الممارسات هي نفسها.
منذ اندلاع الثورة في روج آفا، تعرض الأطفال الذين يعيشون أحراراً في وطنهم ولو في أدنى المستويات، للهجوم من قبل الدولة التركية ودمرت مدارسهم ، وتم حرق الشوارع التي كانوا يلعبون فيها بالأسلحة الكيمياوية، وقتلوا، فيما ظل البعض يعانون جراح لن تلتئم أبداً.
ولأنهم أطفال، لم يجدوا أية وسيلة يدافعون فيها عن أنفسهم وحماية انفسهم من الغازات الكيماوية للدولة الفاشية التركية.
في كوباني مقتل40 طفلاً خلال ليلة واحدة
مجزرة كوباني المعروفة بـ “ليلة الغدر” نفذتها مرتزقة داعش التابعة لحزب العدالة والتنمية في 25 حزيران عام 2015 ،وكانت أكبر مجزرة في تاريخ روج آفا.
أدت مجزرة كوباني إلى استشهاد 400 مدني بينهم 40 طفلاً على الأقل، كانت مجزرة على غرار مجازر ديرسم وحلبجة. كما خلفت المئات من الأطفال الأيتام.
صرخة محمد وسارة
تضرر 3 آلاف طفل وحرموا من حقوقهم في هجمات 9 تشرين الأول في سري كانيه. سجل الهلال الأحمر الكردي 11 طفلاً فقدوا حياتهم في هجوم الدولة التركية على روج آفا بين 9 و 14 تشرين الأول. ومن هؤلاء الأطفال الطفلين محمد من سري كانيه وسارة من قامشلو الذين لا يمكن نسيانهم أبداً. صرخات محمد الذي احترق جسده جراء السلاح الكيماوي وسارة التي فقدت شقيقها جراء قصف الدولة التركية وتمزق ساقاها. لقد تركوا جرحا لا يمحى في ذاكرة الإنسانية.
كما تم استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل متكرر في هجمات الإبادة الجماعية على سري كانيه، التي شهدت معارك عنيفة على مدى أيام. صرخات محمد البالغ من العمر 13 عاما، الذي احترق جسده بالكامل في القصف كشفت هذه الوحشية الكيميائية للعالم أجمع.
أصيب محمد بجروح خطيرة جراء استخدام القنابل الفوسفور الأبيض المحظورة من قبل الأمم المتحدة. خلال هجماتها على روج آفا لم تلتزم تركيا بأية قوانين. وكان استخدام الأسلحة الكيميائية بشكل خاص ضد المناطق الآهلة بالسكان، وقتل الأطفال من بين أكبر الأدلة على جرائم الحرب. لكن كل من الولايات المتحدة وروسيا غضتنا النظر عن هذا الهجوم وهذه الجريمة.
تل رفعت: روبوسكي الثانية
كما تم استهداف الأطفال الذين هجروا إلى تل رفعت في كانون الثاني 2018 بسبب هجوم الدولة التركية على عفرين.
في الثاني من شهر كانون الأول 2019 قتل 10 أشخاص جراء قصف الدولة التركية، بينهم 8 أطفال. في ذكرى مجزرة روبوسكي ، فإن نعوش الأطفال الثمانية التي حملت على الأكتاف تحولت بالنسبة للشعب الكردي إلى روبوسكي ثانية.
أطفال عين عيسى هدف للقنابل
فقد ما لا يقل عن 4 أطفال حياتهم خلال 9 أشهر الأخيرة جراء قصف الدولة التركية المحتلة على عين عيسى في شمال وشرق سوريا.
أطفال معاقون: الوجه الآخر للحرب
القوى الدولية وكذلك دولة الاحتلال التركية التي تسيطر قواتها على الأرض، تسعى من خلال حربها إلى القضاء على روج آفا، واسفرت تلك الحروب حتى الآن عن تهجير الآلاف من الأطفال. بالإضافة إلى أولئك الذين هاجروا من روج آفا وانتشروا في جميع أنحاء العالم ، فإن تجارب آلاف الأطفال الذين أصبحوا لاجئين في وطنهم تنتظر النظر فيها كموضوع مهم مختلف.
على الجانب الآخر من الحرب، ما الذي قد يعوض الأطفال عن أحلامهم التي ضاعت جراء إصاباتهم بإعاقات دائمة خلال الحروب.
الراحلون نحو الموت على دروب الهجرة
حاولت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تلبية الاحتياجات الأساسية لآلاف الأطفال الذين وقعوا ضحايا للحرب، مثل التعليم والصحة والغذاء وما إلى ذلك، والتخفيف من بعض معاناتهم. لكن أطفال سوريا روج آفا الذين دخلوا طرق الهجرة، وخاصة آلان الكردي، غرقوا في البحر، تجمدوا من البرد، صمدوا ضد الجوع، ولأن أية دولة لم تقبلهم دون هوية، فقد دفعوا حياتهم فاتورة للحرب.
على غرار آلان غرق العديد من الأشخاص المجهولين في البحر، وأصبحوا هدفا للعنصرية في تركيا، وحتى الأطفال والرضع يتسولون في الشوارع إلى جانب أمهاتهم.
حتى وقت قريب، لم يكن أحد يرغب في رؤية الأطفال الذين فروا من بلادهم وساروا على دروب الهجرة من روج آفا وسوريا بسبب هجمات الدولة التركية. أدى العالم أجمع دور القرود الثلاثة. يجب أن يدرك العالم أن كل سلاح، وكل قرض يقدمه الاتحاد الأوروبي للدولة التركية من أجل ضحايا الحرب السورية الموجودين في تركيا، هو بمثابة رصاصات وقنابل تعود إلى صدور الأطفال، ولا تستخدم لتأمين الغذاء والمساعدات الأخرى.
قتلوا الأطفال في جنوب كردستان
حزب العدالة والتنمية، الذي فقد قوته ويفقد الدعم الشعبي، حوّل استراتيجيته الحربية ضد الكرد إلى هجوم شامل. على الرغم من أنها لم تحقق النتائج المرجوة من الهجمات على المعارضة والشعب الكردي داخل حدودها، إلا أنها لا تتوانى عن استخدام نفس الأساليب خارج حدودها أيضاً.
قُتل العديد من الأطفال خلال 19 عاما من احتلال حزب العدالة والتنمية لجنوب كردستان. كان بينهم طفلة رضيعة تدعى سولين.
قصفت الطائرات الحربية التركية بتاريخ 21 آب عام 2011، طريق كورتك – رانيا في جبال قنديل، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم 4 أطفال، وجنين كان لا يزال في بطن أمه. ومن بين الذين فقدوا حياتهم في القصف جثة صغيرة ممزقة للطفلة سولين البالغة من العمر 6 أشهر.
لكن سولين لم تكن أول ولا آخر طفل يُقتل خلال هجمات حزب العدالة والتنمية على جنوب كردستان.
قتلوا 17 طفلاً في كندكول
على مدى سنوات لم تتغير السياسة العدائية للدولة التركية تجاه جنوب كردستان. قبل وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، كان هناك العديد من هجمات الاحتلال على جنوب كردستان. ومع بداية فترة حكم حزب العدالة والتنمية ، وقعت مذبحة كبيرة للأطفال أثناء غزو جنوب كردستان.
في 15 آب 2000، فقد ما لا يقل عن 17 طفلاً حياتهم في هجوم استهدف نحو 100 خيمة للاجئين في منطقة كينداكول بين خنير ولولان. في ذلك الهجوم قتل العديد من الأطفال، منهم الطلفة فرزانه شاكر البالغة من العمر سنة واحدة ؛ وبهار أسعد، كلاويج إسماعيل، خلات قادر، فاطمة سودين، بيمان قادر، ريان قادر، نجاة معين، خديجة معين، بختيار حجام، شنهاز فاخر، دلناز فاخر، كوسرت فاخر، رائد قادر وثلاثة أطفال آخرين لم تعرف أسمائهم. كما أصيب أطفال بجروح خطيرة في الهجوم ثم فقدوا حياتهم فيما بعد.
إطلاق النار على طفلين في ديرالوك
احتجاجا على الغارة الجوية التركية التي وقعت في ديرالوك في آميدية، والتي راح ضحيتها 4 مدنيين. نظم الأهالي فعالية احتجاجية بتاريخ 25 كانون الثاني 2019.
وهاجمت قوات الجيش التركي المحتجين الذين طالبوا بإخلاء القاعدة العسكرية التركي في سري التابعة لـ شلادزي في جنوب كردستان. وخلال هذه الهجمات فقد شخصين حياتهم أحدهم طفل.
استخدموا القنابل ضد الأطفال في كونماسي
خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2020، عندما بدأت خطة الهجمات الشاملة على الكرد، ظهرت مشاهد مشابهة للسنوات السابقة. ونظراً لتزايد هجمات الاحتلال على جنوب كردستان، تم استهداف الأطفال مرة أخرى. في 25 حزيران، قصف جيش الدولة التركي المحتل منطقة شارباجار في السليمانية، حيث كان الناس يسبحون مع أطفالهم في المياه. وأصيب طفلان بجروح خطيرة جراء القصف.
مأساة الأطفال التي لا تُنسى خلال مجزرة شنكال
في 3 آب 2014 استهدف مرتزقة داعش الكرد الإيزيديين بدعم من الدولة التركية. تم تسجيل مجزرة شنكال، كيوم اسود في تاريخ البشرية، لتكون المجزرة 74 “أكبر المجازر المروعة في القرن الحادي والعشرين”. خلال مجزرة الإبادة ضد الإيزيديين، تم قتل واختطاف وتهجير الآلاف من الأطفال.
تم بيع الفتيات الإيزيديات كغنائم حرب في أسواق العبيد. أما الأطفال الذين اختطفوا على يد داعش فقد تم صهرهم وتغيير هويتهم على يد داعش.
وحدات حماية الشعب والمرأة حرروا الأطفال
خلال العمليات العسكرية ضد داعش تم إنقاذ آلاف الأطفال من قبل وحدات حماية الشعب والمرأة YPJ و YPG وإعادتهم إلى عائلاتهم. لكن آلامهم تركت ندوبا عميقة في ذاكرة البشرية. على الرغم من أن الجغرافيا قد تغيرت إلا أن الجانب القذر للحرب لم يتغير. على مر السنين ، لم يتمكن الأطفال الإيزيديون من نسيان وتجاوز الصدمة ، ولن يتم محو تجاربهم ومعاناتهم من ذاكرة الإنسانية.
الأطفال النازحون محاصرون في مخمور
تم إنشاء مخيم مخمور، الذي تعرض للتهديد المتكرر بـ “الإغلاق” بسبب ضغط الدولة التركية وقمعها، بعد اضطرار نحو 12 الف من الكرد من أهالي المناطق الحدودية في شرنخ وجولميرك للنزوح من مناطقهم بسبب إقدام الدولة التركية على إخلاء قراهم وأحراقها خلال أعوام 1993 – 1995.
المخيم الذي نصف سكانه من الأطفال، تم وضعه تحت رعاية وحماية الأمم المتحدة في عام 1998. بتاريخ 17 تموز عام 2019 تم فرض حصار مشدد على مخمور. وعلى مدى عامين متواصلين، يكافح الآلاف من الأطفال من أجل الحياة في ظل الحصار الذي فرضه الحزب الديمقراطي الكردستاني بطلب من الدولة التركية. ومات 3 أجنة أثناء الولادة لمنع الأمهات من الذهاب إلى المشفى بسبب الحصار. الغارات الجوية التركية التي تستهدف مخيم مخمور وفرض الحصار يؤثر بالدرجة الأولى على الأطفال.
المصدر: ANHA.