أخبار

جنباً إلى جنب الحصادات ودوريات حماية المحاصيل لضمان سلامتها

منذ أن نضجت المحاصيل الزراعية في إقليم شمال وشرق سوريا، ولضمان الحصول على موسم وفير دون أخطار قد تطاله، شُكّلت في عموم الإقليم، لجان طوارئ مهمتها حماية المحاصيل والتدخل في حال نشوب أي حريق.

سيارات الإطفاء والآلاف من المتطوعين ينتشرون في نقاط ثابتة ومتحركة على الطرق العامة وبين الأراضي، في وقت تعمل فيه الحصادات، يرافقها العمال والمزارعون الذين يعملون لجني ثمرة أتعابهم، وسط قلق شديد على المحاصيل الواقعة على خطوط التماس مع مرتزقة الاحتلال التركي والمناطق الواقعة على الحدود الفاصلة مع شمال كردستان، حيث يتعمّد الاحتلال ومرتزقته إضرام النيران والقصف لإحراقها.

حيث احترقت آلاف الدونمات في أرياف تل تمر وزركان ومنبج والشهباء، حتى الآن بسبب المحتلين.

فعلى سبيل المثال (احترق 200 هكتار من الأراضي الزراعية وقرابة 3000 شجرة زيتون، نتيجة النيران التي أشعلها مرتزقة الاحتلال التركي فجر يوم 11 أيار، بالمحاصيل الزراعية في قريتي البوغاز وقرط ويران بريف منبج الغربي).

“ساهرون لنحمي أرزقنا”

وكتدبير للحماية، يشكّل أهالي قرى منطقة آليا الريفية التي تمتد من الريف الشمالي الشرقي لمدينة تربه سبيه، وصولاً إلى الريف الشمالي الشرقي لمدينة كركي لكركي في مقاطعة الجزيرة، القريبة من الحدود الفاصلة مع شمال كردستان، حلقات حول قراهم للتدخل في حال نشوب أي نيران.

خورشيد كندي، مزارع من قرية ديرنا آغي في ريف كركي لكي، يخرج مع أهالي قريته في دوريات للحماية يقول: “نحن أهالي القرى الحدودية نزرع أراضينا ونبقى قلقين حتى موسم حصاده، بسبب دولة الاحتلال التركي التي تقوم بحرقه، وما زاد قلقنا اليوم، قيامها بإحراق المحاصيل الزراعية في ريف الشهباء ومنبج وتل تمر”.

واختتم بالقول: “سنظل ساهرين لحماية أرزاقنا التي جهدنا لنحصدها”.

“إن لم نحمِها ستكون في خطر”

من جهته، قال المزارع بهرم حمو: “إذا لم نحمِ محاصيلنا ستكون في خطر”، وأضاف المزارع فرج الدين من قرية خربي جهوا في ريف جل آغا: “على الرغم من بعد قريتي عن الحدود الفاصلة، فإنني أحضر لحماية محاصيل أهالي المنطقة، فإذا اشتعلت النيران عند الحدود ستصل لقرانا ومحاصيلنا أيضاً”.

وفي ريف منبج تتضافر جهود أهالي مقاطعة منبج مع لجنة الطوارئ لمواجهة حرائق المحاصيل في المقاطعة ومنع انتشارها“.

الجميع يتعاونون

وشكّلت الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة منبج في 3 نيسان لجنة طوارئ لمواجهة الحرائق.

وبهذا الصدد، قال عضو لجنة الطوارئ في مدينة المحترق التابعة لمقاطعة منبج محمود الأسعد: “شكلنا مجموعات ليلية ونهارية بالتنسيق مع الكومينات لحماية المحاصيل الزراعية، وجهّزت هذه اللجان الجرارات وصهاريج المياه ووضعتها على أهبة الاستعداد”.

وأشار الأسعد “الجميع يتعاونون مع بعضهم لحصاد المحاصيل بشكل آمن”.

الاحتلال يستهدف طواقم الإطفاء

بدوره، لفت عضو فوج الإطفاء في مرآب بلدية الشعب بمقاطعة منبج، إبراهيم الخلف إلى أن “أغلب الحرائق التي تحصل في هذا الوقت هي حرائق المحاصيل في قرى خط الجبهة مع الاحتلال، ونواجه صعوبة في إطفائها بسبب قصف الاحتلال التركي ومرتزقته واستهدافهم لطواقم الإطفاء، وأيضاً بسبب وعورة الطرق التي سببها القصف، حيث نتدخل في حال توقف قصف الاحتلال، وفي حال استمرار القصف نقوم مع الأهالي بحراثة خطوط لتوقف تقدم النيران.

من جانبه، بيّن المواطن تامر أبو مصطفى من أهالي قرية الدندنية الواقعة على خط التماس مع الاحتلال “أراضينا الزراعية تقع على خط الجبهة، وفي هذه الفترة نقوم بحصاد محاصيلنا الزراعية، ولكننا نعاني من كثرة الحرائق التي تطال محاصيلنا ولقمة عيشنا نتيجة القصف المكثف والهمجي من قبل دولة الاحتلال التركي”.

لن نترك قرانا

وأكد أبو مصطفى “مرتزقة الاحتلال يفتعلون هذه الحرائق بهدف تهجير الأهالي من هذه المنطقة وتجويع الشعب ومحاربة لقمة عيشنا، ليسهل عليهم احتلال أراضينا، لكننا بدورنا كأهالي في القرى الواقعة على خط الجبهة، لن ترك أرضنا ولن نسمح لأي محتل بأن يدخل قرانا”.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى