ثمانية أشهر من الحرب في غزة… قتلى بعشرات الآلاف وغضب إسرائيلي من الأمم المتحدة بسبب قائمة “العار”
أكملت الحرب في غزة الجمعة شهرها الثامن دون أن تفلح الوساطات الدولية المكثفة في التوصل إلى اتفاق لإنهائها. وعلى الرغم من أن القطاع سبق أن شهد مرتين وقفا مؤقتا لإطلاق النار وتبادلا للرهائن والأسرى، لكن التوصل إلى اتفاق لوقف نهائي للحرب لم يلح يوما في الأفق. وقرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إضافة إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي إلى قائمة “العار” لمرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال أثناء النزاعات.
دخلت الحرب في غزة شهرها التاسع مخلفة أكثر من 36731 قتيلا على الأقل حسب وزارة الصحة المحلية، بينما قتل نحو1200 شخص في هجوم حماس ضد إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ولم تقتصر هذه الحرب على المستوى الميداني، بل تحولت إلى ردهات الأمم المتحدة في نيويورك ومحكمة العدل الدولية في لاهاي. وكما أدت إلى تزايد الإدانات الدولية لحماس، فإنها تسببت أيضا في عزلة دولية لإسرائيل، واعتراف بلدان أوروبية بدولة فلسطين، بل وإعلان إسبانيا أنها ستنضم إلى دعوى دولية ضد تل أبيب أمام العدل الدولية.
وخاض الوسطاء القطريون والمصريون بدعم من الولايات المتحدة جولات مكوكية من المفاوضات في الدوحة وباريس والقاهرة، لكن هذه الجهود الدبلوماسية ظلت عاجزة عن وقف إطلاق النار، حتى خلال شهر رمضان.
وأجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولات متتالية في الشرق الأوسط لإحتواء الحرب وضمان عدم تحولها إلى نزاع إقليمي، في وقت كانت القوات الأمريكية في المنطقة تتعرض لعشرات الهجمات.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة أن بلينكن سيتوجه الأسبوع المقبل إلى الشرق الأوسط للدفع قدما باقتراح لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.
وهذه الجولة هي الثامنة لبلينكن في المنطقة منذ بدء الحرب في السابع تشرين الأول/أكتوبر، وستشمل إسرائيل ومصر وقطر والأردن بين 10 و12 حزيران/يونيو.
“قائمة العار”
في غضون ذلك، قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة غلعاد إردان إن الأمين العام للمنظمة أنتونيو غوتيريس دعا إلى إضافة إسرائيل إلى القائمة العالمية للجناة المرتكبين لانتهاكات ضد الأطفال.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه “مصدوم ومشمئز تماما من هذا القرار المخزي”، مشددا على أن جيش بلاده هو “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”.
وبناء على طلب مجلس الأمن الدولي، ينشر الأمين العام للأمم المتحدة كل عام تقريرا يرصد انتهاكات حقوق الأطفال في نحو عشرين منطقة نزاع حول العالم، ويضمنه ملحقا يدرج فيه المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ويطلق على هذا الملحق اسم “قائمة العار” لاحتوائه على أسماء جهات متهمة بارتكاب انتهاكات بحق أطفال في النزاعات، بما في ذلك قتلهم أو تشويههم أو تجنيدهم أو اختطافهم أو ارتكاب أعمال عنف جنسي بحقهم.
وسيصدر غوتيريس تقريره الجديد في 18 حزيران/يونيو الجاري، لكن السفير الإسرائيلي فاجأ الجميع بإعلانه أنه تلقى اتصالا هاتفيا من مدير مكتب غوتيريس يبلغه فيه بقرار إدراج الجيش الإسرائيلي على “قائمة العار”.
من جهة أخرى، كشف مصدر دبلوماسي لوكالة الأنباء الفرنسية أن التقرير الجديد سيضم أيضا حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
ورحبت السلطة الفلسطينية بقرار ضم الجيش الإسرائيلي إلى “قائمة العار”. وقال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن “إسرائيل أفلتت من العقاب والمحاسبة على جرائمها ضد الأطفال الفلسطينيين لعقود طويلة، ما جعلها تتمادى في استهداف أطفالنا وإلحاق الضرر بهم”.
وأضاف أن قرار غوتيريس “خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إنهاء ثقافة ازدواجية المعايير والإفلات من العقاب”.
المصدر: فرانس 24.