أخبار

تنصل من حماس للمرة الثانية.. كيف قرأت إسرائيل خطاب نصر الله؟

ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أن خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، مساء الأربعاء، أظهر أن الميليشيا اللبنانية تحت الردع، ولا ترغب بتوسيع دائرة الحرب. 

وقالت إن “من كانوا ينتظرون إشارة على توجه نصرالله نحو التصعيد العسكري أصيبوا بالإحباط بلا أدنى شك”. ووجدت، في تحليلها للخطاب، أن الأمين العام لحزب الله “بدا حذرًا بشكل كبير، وحرص على ألا يتعهد بالحرب؛ كي لا يحرج نفسه”.

استقلالية إستراتيجية 

الصحيفة رأت أن “نصر الله في مأزق بعد أن تعهد بالرد على أي اغتيال يُنفَذ في بيروت، بما في ذلك قادة حماس، وفي الوقت ذاته رغبته في عدم حرق لبنان، أو المخاطرة بمصير منظمته وبلده من أجل منظمة سُنِّية، وحرب تدور رحاها في غزة”.

ووجدت أيضًا أن فكرة نصرالله تنص على أن كلًّا من المنظمتين، أي حماس وحزب الله، تعملان بشكل منفرد، ومن منطلق قاعدة “الاستقلالية الإستراتيجية باتخاذ القرارات”، إذ ألمح نصرالله إلى أن حزب الله ذاته ليس تحت سيطرة إيران.

وفسرت كل ذلك بأن “نصرالله أراد أن يقول إن حزب الله سيعمل بما يخدم مصالحه، وليس مصالح طرف آخر”، ما عدَّته تنصلًا من حماس للمرة الثانية منذ هجوم السابع من أكتوبر، وصفعة مدوية لرؤية “وحدة الجبهات”، وهي الرؤية التي قادت بالضرورة إلى اغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.

صافرة تهدئة مزدوجة 

خطاب نصر الله، من وجهة نظر الصحيفة، أكد مجددًا أنه مستعد لدفع الضريبة بالحد الأدنى فحسب، وعلى سبيل المثال، يمكنه أن يكتفي بالتصعيد المحدود، لكن دون أن يجره شيء آخر إلى حرب واسعة.

وقرأت الصحيفة هذا الخطاب على أنه “صافرة تهدئة مزدوجة” حسب وصفها، وعلَّلت ذلك بأنه خفَّض حدة المخاوف بشأن رد عنيف على اغتيال العاروري بالضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الرد الذي كان يتعين أن يأتي كما تعهد من قبل.

 كما إن الخطاب يؤشر على أن الميليشيا اللبنانية رُدِعَت، وحتى أنها مستعدة لتلقي ضربات في العمق اللبناني، وأن نصر الله مستعد لتحمل ضربة في “فناء منزله” في قلب ضاحية بيروت الجنوبية، بحسب وصفها.

ولم تستبعد أن يحاول حزب الله الرد، حتى من خلال استهداف مسؤولين كبار عند الحدود الشمالية أو في الخارج، وربما يحاول إطلاق صواريخ أو مُسيَّرات دقيقة ضد أهداف شمالي إسرائيل.

لكن حزب الله، من وجهة نظرها، “سيحافظ على قوته الأساسية لفرصة أخرى، آملا ألا تأتي هذه الفرصة قريبًا، إذ تحتفظ طهران بالميليشيا كقوة ردع حال ضُرِبَت منشآتها النووية، إلا أن خطاب نصر الله بالأمس أثبت أنه تحت الردع أكثر مما تصورت إسرائيل”، بحسب الصحيفة.

المصدر: إرم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى