أخبار

تقييمات ورسائل مهمة من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية

في عامها الثالث عشر، تحافظ ثورة 19 تموز على مكانتها في الأجندات السياسية، الاجتماعية والسياسية في المنطقة والعالم، فبقدر ما تشغل أعداءها، بقدر ما تحتلّ مكانة هامّة لدى الشعوب والمعتقدات.

وبمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 19 تموز 2012، ولتسليط الضوء على إنجازاتها على صعيدي الدفاع والسياسة، والمخاطر والتهديدات القائمة، أجرت وكالتنا لقاءً مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي.

أشار مظلوم عبدي إلى أنّه تمّ خوض مقاومة عظيمة على مدار 12 عاماً، لكنّ المخاطر لا تزال مستمرة، ومع ذلك فإنّ تكاتف جميع مكونات شمال وشرق سوريا سيؤدّي إلى تحقيق تطوّر.

ولفت عبدي إلى وجود حقيقة لا يمكن إنكارها في المنطقة، لذا لا يمكن العودة إلى ما قبل 12 عاماً، وسيجري تحقيق تطورات جديدة في العام الثالث عشر للثورة.

وأوضح قائد قوات سوريا الديمقراطية، أنّ المشاكل والخلافات بين دمشق وأنقرة كثيرة، لذا من الصعب توصلهما لأي اتفاق الآن.

وذكر مظلوم عبدي أنّهم منفتحون على الحوار مع الجميع وفي مقدمتهم حكومة دمشق، ولديهم إيمان بالتوصّل إلى حلّ مع دمشق، وأوضح أنّهم على اتّصال معها، لكن على دمشق إعادة النظر بموقفها.

وكشف عبدي عن استعدادهم للحوار مع الدولة التركية بشرط أن تنسحب ومعها المرتزقة التابعين لها من المناطق المحتلة.

نصّ الحوار كالتالي:

• خطت ثورة 19 تموز خطواتها الأولى في العديد من الجوانب، لكن مكافحة داعش ونهج الحماية الجوهرية هما الأبرز، فكيف تقيّم الحماية والدفاع على مدار السنوات الـ 12 الأخيرة؟

شكّلت ثورة 19 تموز بداية مرحلة جديدة في سوريا، فالخارطة السياسية لسوريا قبل الثورة تختلف عمّا بعدها، قبل الثورة، كانت القوات الإقليمية تخوض حرباً في سوريا للاستيلاء على السلطة، لم تكن هناك أي مصلحة للشعب السوري في هذه الحرب، لكنّ انطلاق ثورة 19 تموز قلب حسابات هذه القوى رأساً على عقب.

خطّطت جميع القوى لإبقاء الشعب الكردي كورقة احتياطية واستغلاله من أجل مصالحهم، لكنّ حساباتهم هذه فشلت جميعها، فمع اندلاع الثورة، بدأ الشعب الكردي أولاً بتشكيل قواته الدفاعية، ثمّ حرّر مناطقه، ثمّ بدأ بخوض عملٍ عظيمٍ من أجل سوريا بأسرها.

كانت جميع القوات الموجودة في سوريا مدعومة خارجياً، ولم تكن لديها خطّة سوريّة، لم تكن أي منها حريصة على مصالح الشعب السوري، فقد تمّ تشكيلها على أساس التطرّف الديني والعنصرية والتعصّب القومي، لكنّ ثورة 19 تموز مهّدت لمرحلة جديدة، وتشكّلت قوات الحماية أولاً من أبناء الشعب الكردي لكنّها ضمّت تحت لوائها لاحقاً جميع المكونات في سوريا، وأصبحت قوّات سوريّة تتّخذ مصالح الشعب السوري أساساً لها، وبهذه الطريقة مهّدت لمرحلة جديدة.

استمرار المخاطر

• تزايدت التهديدات والهجمات على ثورة 19 تموز مع دخولها عامها الثالث عشر، فما المخاطر المحدقة بها؟

يمكنني القول إنّ المخاطر كانت موجودة في جميع السنوات، لقد قضينا سنواتٍ عديدة في ظلّ المخاطر والحرب وقدّمنا تضحيات عظيمة، لقد كان العام الأول للثورة صعباً جداً، ففي عام 2012-2013، كانت الثورة في عامها الأول، وكانت جميع مناطق روج آفاي كردستان من عفرين إلى ديرك تتعرّض للهجوم، كانوا يريدون القضاء على الثورة من جذورها، لكنّهم واجهوا مقاومة عظيمة، بعدها ظهر تنظيما القاعدة وداعش، والآن تتعرّض المنطقة لهجمات الدولة التركية، شكّلت هذه كلّها مخاطر وتهديدات كبيرة، لم تتوقّف المخاطر يوماً، لكنّنا تغلّبنا على كلّ المخاطر ودحرنا التهديدات بالمقاومة العظيمة، بوحدة مكونات الشعب السوري، بوحدة الكرد والعرب والمسيحيين والسريان، ولا يزال الخطر مستمراً.

أولاً، يرفض النظام السوري الحوار، لذا يخوض ضدّنا حرباً غير مباشرة، ويسعى إلى ضرب الوحدة بين مكونات شمال وشرق سوريا من خلال إثارة الفتن والألاعيب.

وتسعى الدولة التركية إلى القضاء على مشروع الإدارة الذاتيّة وقوات سوريا الديمقراطية، وهي تحتّل بعض مناطقنا وتحاول احتلال باقي المناطق.

علينا أن نتكاتف

يُعدّ وضعنا الداخلي من المخاطر الحقيقية التي نواجهها، فمنطقتنا محاصرة، وهناك تدخلات خارجية على الصعيد الاقتصادي، إنّهم يتعمّدون القضاء على موارد الإدارة الذاتيّة لئلّا تتمكّن من خدمة الشعب، العام الفائت، استهدفوا مؤسساتنا الخدمية، وأُلحقت بها أضرار كبيرة، بالطبع، جزء من هذه المشكلة هو أسلوب إدارتنا، لكنّ هناك أيضاً حصار وهجمات، وهذا يتسبّب بمعاناة شعبنا ويجبره على السفر، لذا على جميع مكونات شمال وشرق سوريا وجميع مؤسساتنا التكاتف من أجل التغلّب على المخاطر والتحدّيات.

كان من المرتقب إجراء الانتخابات البلدية في إقليم شمال وشرق سوريا في شهر حزيران، وسعت الدولة التركية إلى اتّخاذ هذه الانتخابات كذريعة لهجماتها..

لقد ضخّموا مسألة الانتخابات جدّاً، إنّ الانتخابات حقّ من حقوق هذا الشعب، فمن حقّه انتخاب ممثليه، إنّه حقّ طبيعي، وطلبت منّا العديد من الأطراف الأخرى تأجيل الانتخابات، لقد جعلوا منها قضية كبيرة، لا يحقّ لأحد مطالبتنا بتأجيل الانتخابات لكن يتوجّب علينا التفكير بمصالح شعبنا، وأنا أثق أنّ شعبنا ومؤسساتنا وأحزابنا التي ستخوض الانتخابات سيقيمون الموضوع، وأثق أيضاً أنّ الهيئة العليا للانتخابات ستتّخذ القرار الأكثر صواباً من أجل مصالح الشعب.

• أحدثت الثورة والنظام الذي بُني على إثرها صدىً واسعاً على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، فماذا تقولون في تقييمكم لهذا الموضوع؟

يجب فهم هذا الموضوع بشكل صحيح، فالموضوع ليس متعلقاً بأداء رفاقنا، إنّ أداء مؤسساتنا الدبلوماسية مهمّ بلا شك، لكنّنا في شمال وشرق سوريا نعايش وضعاً خاصاً، فالقوى الإقليمية المعنية بالملف السوري ومن بينها الدولة التركية والنظام السوري، تعارض انخراط الشعب الكردي في العملية السياسية منذ اليوم الأول، وقد انعقدت العديد من الاجتماعات الدولية بشأن سوريا، لكن استُبعد منها إقليم شمال وشرق سوريا الذي يشكّل ثلث مساحة سوريا ويعيش فيها ربع سكّان سوريا، بسبب ضغوط تركيا والنظام السوري.

هناك تطوّرات

أصبح العمل والنضال المستمرّان في المنطقة اليوم حقيقة لا يمكن لأحد إنكارها، وهناك بعض التطورات خلال الأيام الأخيرة، فالجميع مقتنع الآن بأنّه يتوجّب على الأمم المتحدة والقوى المعنية الأخرى، إشراك ممثلي هذا الجزء من سوريا في عملية الحوار، من ناحية هناك معارضة كبيرة، لكن لأنّ شعبنا وقواتنا قاموا ببطولة كبيرة، تمّ التغلّب على ذلك إلى حدّ ما، أعتقد أنّه من النادر اليوم أن يقول أحد “سيتمّ التوصّل إلى حلّ بدون شمال وشرق سوريا”.

تعمل قواتنا بشكل جيّد مع التحالف وروسيا وباقي الدول والمؤسسات المدنية الدولية، وقد وضعنا على جدول أعمالنا مخططات ومشاريع تمهّد لتحقيق تطورات سياسية في المنطقة العام المقبل، وسنشهد بعض التطورات خلال العام المقبل.

لا يمكن لنا العودة إلى ما قبل 12 عاماً

• ما الذي يخشاه المعارضون؟

كلّ قوّة منهم تخشى شيئاً، لا يمكننا الجمع بينهم، لكن فيما يتعلّق بالقضية الكردية وحلّها على وجه الخصوص، تخشى الدول المحتلة ولا سيما دولة تركيا والنظام السوري الاعتراف بحقيقة ووجود الشعب الكردي، يرفضون أن يكون للشعب الكردي كيان سياسي، إنّنا نتحاور مع الجميع، لكن هناك مشكلة في مسألة الاعتراف بالكيان السياسي للشعب الكردي، وهذا هو أساس العداء، إنّهم يدركون جيداً أنّه في حال تمّ ضمان مكتسبات الثورة في شمال وشرق سوريا،  ستُحلّ العديد من القضايا الرئيسة، والتطور، الحماية والحصول على اعتراف سياسي كلّها أمور تقلب حسابات النظام السوري، الدولة التركية وبعض القوى الدولية رأساً على عقب. واليوم وبعد مرور 12 عاماً، حان وقت اقتناعهم بالتخلي عن عدائهم هذا، فلا يمكن العودة إلى ما قبل 12 عاماً.

من الصعب أن تتوصّل دمشق وأنقرة إلى اتفاق

·  تسعى تركيا مؤخراً إلى عقد اجتماعات على مستوى رفيع مع دمشق، فما تعليقكم على هذا؟ ولماذا تسعى تركيا باعتقادكم إلى التقارب مع دمشق؟

تعاني الدولة التركية من أزمة داخلية وخارجية، وفشلت جميع مخططاتها المتعلقة بسوريا منذ عام 2011 وحتى الآن، لقد قامت بالاحتلال، وأصبحت جزءاً من الأزمة السورية، ولم تصبح جزءاً من الحل، وهم يعمّقون المشكلة ويفاقمونها أكثر مهما استمرّوا بقول: “إنّنا نحل المشكلة”، لقد غرقوا في المستنقع السوري، والهدف الأساسي للدولة التركية هو القضاء على قواتنا؛ قوات سوريا الديمقراطية ونظام الإدارة الذاتيّة، وقد سعت إلى القضاء عليها بالعديد من الطرق والأشكال، لكنّها لم تصل إلى هدفها، لذا فهي تحاول مجدداً الآن.

النظام السوري ليس ضد ذلك تماماً، بل إن لديه مطالب أيضاً. ربما يتفقون هم والدولة التركية، لكن لديهم مطالب مختلفة. ويريد النظام السوري من تركيا أن تتخلى عن المعارضة والإخوان المسلمين والجماعات المسلحة في إدلب وعفرين وسري كانية والقوات الأخرى. وعندما يقول النظام السوري إن على الدولة التركية أن تنسحب من سوريا، فإن هدفه الأساسي هو قطع دعم تركيا لهذه القوات حتى يتمكن من السيطرة على تلك المناطق من جديد.

وهناك أمر آخر أيضاً، ربما تكون لدى تركيا طلبات مماثلة، وقد لا يكون النظام السوري منغلقاً على ذلك، وهو يعلن عن مطالبه. ولكن من الصعب تنفيذها. الأمر ليس مستحيلاً ولكنه صعب. يتطلب وقتاً طويلاً. على سبيل المثال، خلال 12 عاماً، استهدف النظام السوري الجميع، ووافقت تركيا على جمع المجموعات المسلحة وعائلاتهم في إدلب، وهم الآن يرسلونهم إلى عفرين.

الجميع يريدون الحل، تركيا لا تقبل بعودتهم إلى تركيا مرة أخرى، والرأي العام التركي يعارض ذلك، والنظام السوري لا يقبلهم أيضاً. المشكلة عميقة، ولا أعتقد أنه يمكن حلها في وقت قصير.

يرسلون هؤلاء المرتزقة إلى مناطق عديدة مثل مناطق الدفاع  ميديا، ونيجيريا وليبيا

يذهبون بصفة مسلحين، ولكن يمكننا القول إنهم ليسوا مجرد مسلحين، بل إن لديهم أيضاً ملايين العائلات التي تعارض النظام السوري وقد سالت الدماء بينهم. يجب حل ملفهم. لقد تم إخراجهم من مناطقهم بموجب صفقات. وسبق أن اتفقت الدولة التركية والنظام السوري عدة مرات في الباب وعفرين وإدلب وحلب وحمص. في ذلك الوقت كان الموضوع سهلاً حيث تم إخراج المعارضين من مناطقهم. لكن الآن وصلوا إلى الوجهة الأخيرة، هناك حاجة إلى حل شامل. أعتقد أنه لن يكون من الممكن تحقيق النجاح في وقت قصير.

نحن على ثقة أنه سيكون هناك حل مع النظام السوري

· قبل عام طرحت الإدارة الذاتية الديمقراطية مبادرة للحوار والحل. كما دعت إلى الحوار أيضاً قبل أشهر قليلة، هل تعتقدون أنه من الممكن تطوير حوار بين حكومة دمشق والإدارة الذاتية؟

منذ 12 عاماً ونحن نحاول التوصل إلى حل مع النظام السوري عبر الحوار. ونحن على ثقة أنه سيتم التوصل إلى حل مع النظام السوري. وسنواصل جهودنا من الآن ولاحقاً أيضاً. هناك تواصل بيننا. لكن لا يوجد اتفاق. لأن النظام السوري ليس مستعداً بعد للحل. ولديه شروط، فهو يريد العودة إلى الوضع الذي كان عليه قبل عام 2011. وهو ينظر إلى الموضوع في إطار العفو فقط. القضية الكردية كبيرة جداً في سوريا. النظام لم يقبل حتى الآن سوى تدريس حصتين للغة الكردية في الأسبوع. ليس لديه نهج شامل للحل.

خلال الفترة الماضية أردنا التوصل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا التي يمكن تنفيذها، مثل المعابر الحدودية والقضايا الاقتصادية والتجارة والتعليم، لكنهم ليسوا منفتحين على ذلك أيضاً. على النظام السوري إعادة النظر في نهجه حيال الحل، وأن يرى في جهود الإدارة الذاتية فرصة. وهذا هو الأهم الذي سيساهم في استقرار سوريا وحل المشاكل.

لقد تم ترسيخ واقع هنا على مدار 12 عاماً، هناك واقع أمني وعسكري وإداري. الطلاب يرتادون الجامعات باللغة الكردية، وليس من الممكن أن نعود إلى ما كنا عليه سابقاً. يجب على النظام السوري أن يعيد النظر في نهجه في هذا الصدد حتى نتمكن من دفع هذا الحل إلى الأمام قليلاً.

يجب زيادة الضغوطات

·هل تعتقدون أن حكومة دمشق يمكن أن تتخذ مثل هذه الخطوة؟

حالياً الأمر صعب بعض الشيء، لكننا لم نفقد الأمل. ولهذا السبب تستمر لقاءاتنا معهم. ويجب على النظام السوري أن يتحمل هذا العبء بشكل أكبر، وأن يصل إلى قناعة بأنه لا يمكنه الاستمرار على هذا المنوال. كما أن لديهم مشاكل اقتصادية وأمنية، وإذا قارنا وضعهم بوضعنا فوضعنا أفضل من وضعهم بكثير. هذا ما يقولونه بأنفسهم ويعترفون به. لكن على الرغم من ذلك فهم ما زالوا متعنتين. يجب ممارسة ضغط أقوى عليهم للانفتاح على للحل.

نحن منفتحون على الحوار، ولكن لدينا شروط أيضاً

لقد أدليتم بتصريح قبل أيام وصرحتم بأنكم على استعداد للجلوس مع كل الأطراف بما فيها تركيا من أجل حل المشكلة السورية. ما هي شروطكم من أجل ذلك؟

نحن منفتحون على اللقاءات مع كافة السوريين والقوى الإقليمية والدولية المهتمة بالملف السوري. نحن نؤمن أن المشكلة السورية لا يمكن حلها بالحرب، يكفي، هناك حرب منذ 12 عاماً؛ من المستحيل إيجاد حل بهذه الطريقة. إن الحل لا يمكن أن يتحقق من خلال الأساليب الأمنية، بل يجب أن يتحقق من خلال الحوار. طبعاً الحوار لن يكون فقط مع النظام السوري، بل مع جميع الأطراف. إذا كان الأشخاص الموجودون حالياً في إدلب وعفرين وغيرها من الأماكن المحتلة منفتحين على الحوار ويقبلون شرطنا الأساسي، فنحن منفتحون على الحوار.

شرطنا الأساسي لتركيا والموالين لها هو أن نبحث أولاً في موضوع إنهاء الاحتلال. لهم شروطهم ولنا شروطنا. شرطنا هو إنهاء احتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه. وبناء على ذلك، فإننا منفتحون على التواصل مع هذه القوى من أجل حل هذه المشاكل فيما بيننا.

الدولة التركية تدعم المجموعات المسلحة، وهي قوة احتلال؛ ومن أجل إنهاء الاحتلال، نحن مستعدون للتفاوض معهم. ولكن هذا صعب بعض الشيء. لأن الدولة التركية حالياً في حالة هجوم، فهي تهاجم الكرد. تهاجم مناطق يومياً هذه المناطق وكذلك مناطق الدفاع المشروع ميديا. ولكن كمبدأ للحل، فنحن منفتحون على الحوار. وعليهم أيضاً الاقتناع بأنه بعد 12 عاماً لا يمكن حل هذه المشكلة عبر القتل والهجوم والاحتلال.

·هناك مساعٍ لعقد لقاء بين دمشق وأنقرة في بغداد بوساطة العراق. كيف تقيّمون هذا؟

 أعتقد أنه لن يكون هناك أي تقدم. وهو استمرار للاجتماعات التي جرت سابقاً في موسكو. روسيا نفسها تقول “إننا لسنا خارج العملية التي تريد الحكومة العراقية تطويرها”. لا أعتقد أن النتيجة ستكون مختلفة عما كانت عليه من قبل. هذه محاولة خاطئة ومن المستحيل أن تنجح. المشكلة لا تتعلق بالنظام السوري فقط. هناك قوى أخرى، ونحن أيضاً موجودون هنا. ومن الخطأ أن يتم لقاء بين الدولة التركية وحكومة دمشق على حساب أجزاء أخرى من هذا البلد. إذا أرادت الحكومة العراقية تطوير شيء من هذا القبيل، فعليها أن تدعو ممثلي شمال وشرق سوريا أيضاً.

إذا تعاونّا نحن وشعبنا فسنحقق الإنجازات

هناك تطورات كثيرة أيضاً على صعيد بناء النظام الاجتماعي. على سبيل تقييم الـ 12 سنة الفائتة، ماذا تقولون في هذا الصدد؟

توجد في سوريا 3 أجزاء؛ جزء منها تحت سيطرة النظام السوري، وجزء تحت احتلال الدولة التركية والقوات التابعة لها، وجزء تديره الإدارة الذاتية. وإذا أجرينا مقارنة بين هذه الأجزاء، فقد حدثت ثورة بالفعل في مناطقنا من ناحية التغيير. وصولاً إلى عام 2019، حاربنا وبنينا مؤسساتنا في الوقت نفسه. في السنوات الأخيرة كانت لدينا مساع وجهود لمواصلة تطوير المؤسساتية. وطبعاً هناك العديد من أوجه القصور. هناك شكاوى من قبل الشعب. لدينا مشاكل على الصعيد الاقتصادي وقضايا الفساد في المؤسسات ونظام القضاء. ونعاني أيضاً من الحصار والتدخلات الخارجية. في العام الثالث عشر للثورة، نحن مضطرون للاستماع إلى مطالب شعبنا ونقوم بإجراء تصحيح قوي. إذا تعاونّا نحن وشعبنا، قد لا نتمكن من حل جميع المشاكل، ولكن خلال هذا العام ووصولاً إلى العام القادم، سنخطو خطوات لتحسين الوضع الحالي.

•  تم عقد ملتقى لعشائر مناطق شمال وشرق سوريا. ما هي الخطوات التي تم اتخاذها بعد هذا الملتقى؟

في الوقت الذي كنا نتعرض فيه للهجمات، فإن عقد الملتقى كان بمثابة الإعلان عن موقف. لقد تم التلاعب بالعشائر بشكل كبير، نفذت الدولة التركية والنظام مشروع تقسيم وتفتيت المجتمع. في الحقيقة لقد كان ملتقى ناجحاً شارك فيه ممثلو جميع المناطق. لقد أعلنوا عن مواقفهم كما كانت لديهم بعض المطالب. وكانت مطالبهم الرئيسة تتمحور حول الملف الأمني. طالبوا بإطلاق سراح أولئك الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء ولا ضرورة لإبقائهم في الحجز. كما طالبوا بعودة العوائل السورية الموجودة في مخيم الهول إلى مناطقهم. بالإضافة إلى المطالبة بزيادة جهود مكافحة المخدرات وتصعيد الجهود الإدارية والخدمية. لقد أخذنا هذه المطالب على محمل الجد وتم تحقيق نتائج جيدة بهذا الصدد. حيث أقر مجلس الشعوب قانون العفو وسيتم إطلاق سراح حوالي 1500 سجين. كما بدأت العائلات السورية في مخيم الهول بالعودة إلى مناطقها.

• كانت هناك مساعٍ للحوار الكردي – الكردي، إلا أنها لم تحقق أية نتيجة، ما هي أسباب عدم استمرار الحوار؟

لقد تم تحقيق خطوات جيدة في مسار الحوار. وعلى الصعيد السياسي، توصلت أحزاب الوحدة الوطنية  PYNK والمجلس الوطني الكردي إلى وجهة نظر مشتركة. فيما بقيت بعض القضايا العملية عالقة، مثل “كيفية المشاركة في الإدارة والانتخابات”. وهنا توقفت الحوارات. وكانت هناك أسباب عدة لتوقف الحوار، حالياً يطلب منا ومن أمريكا وبريطانيا وفرنسا استئناف عملية الحوار. ومن المحتمل جداً استئناف عملية الحوار في شهر آب المقبل.

• في العام الـ 13 للثورة، ما الذي ينتظر سوريا وشمال وشرق سوريا؟

مثلما تمكنّا نحن وشعبنا من اجتياز 12 عاماً الماضية بجهود ومقاومة جبارة، فإننا سوف نجتاز العام القادم بنفس الوتيرة. أنا على ثقة بأننا سنحقق تطورات مهمة وجادة. يجب أن يكون العام الـ 13 عاماً للحل. واتخاذ خطوات مهمة من أجل حل المشكلة السورية بشكل عام. قد لا يتم حل الأزمة السورية بشكل كامل، وربما يطول أمد الأزمة، لكن سوف يتم ترسيخ مبدأ أن الأزمة لا يمكن حلها إلا عبر الحوار. كقوات سوريا الديمقراطية، سنواصل جهودنا للدفاع عن الشعب. لقد تم تحقيق الكثير من التقدم خلال السنوات الماضية، ونسعى إلى استكمال استعداداتنا للعام المقبل أيضاً. على صعيد الدفاع والحماية، لدينا مشروع كبير ونسعى إلى إنجاحه. الإدارة الذاتية أيضاً حققت إنجازات عديدة، حيث تم صياغة العقد الاجتماعي، وإصدار القوانين، وسارعت وتيرة العمل المؤسساتي. أتمنى أن يتم العمل من أجل تعزيز جبهتنا الداخلية ووحدة المكونات من أجل تحقيق مشروعنا.

لقد تجاوزنا الجزء الصعب، لذلك يجب ألا ينخدع أحد مرة أخرى، وألا يهاجروا، ثورتنا لا تستحق هذا. لنكن إلى جانب إدارتنا رغم كل النواقص، انتقدوا النواقص، ولكن تكاتفوا وتعاضدوا واعملوا معاً من أجل تحقيق التطور.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى