تقرير: “نقاط ضعف” تركيا تضع أردوغان على المحك أمام بوتين والنفوذ الروسي
رأت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية، أن ”التقارب التركي الأوكراني مؤخرا، يضع الرئيس رجب طيب أردوغان على المحك أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويهدد أنقرة بعواقب واسعة النطاق، على الصعيد الاقتصادي والعسكري أيضا“.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته، اليوم الخميس: ”الزعم بأن القوات المسلحة الأوكرانية استخدمت طائرة مسيرة تركية، في أكتوبر الماضي، خلال عملية لتدمير وحدة مدفعية تابعة للانفصاليين الأوكرانيين المدعومين من روسيا، أدت إلى رد فعل من جانب موسكو“.
ومضت تقول: ”أشار المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن روسيا لديها علاقات جيدة للغاية مع أنقرة، ولكنه حذّر في الوقت نفسه من أن الطائرات التركية المسيرة يمكن أن تزعزع استقرار الجبهة الأمامية“.
وتابعت الصحيفة: ”رد الفعل الروسي أوضح عملية التوازن الصعبة التي وجد أردوغان نفسه أمامها، وهو يزور كييف اليوم، في استعراض لدعم أوكرانيا، ما يتناقض مع العلاقة المعقدة مع الرئيس الروسي بوتين، والنفوذ الروسي الكبير على تركيا“.
وأشارت إلى أن ”أردوغان الذي واجه اتهامات على مدار سنوات بأنه يتقرب من روسيا، ويتخلى عن حلف شمال الأطلسي الناتو، لم يحذّر فقط من مخاطر الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكنه قام بإمداد كييف بأسلحة وطائرات مسيرة“.
وأضافت: ”هذا الدعم كان مصدر سرور للحلفاء في الناتو، ولكنه يضع تركيا أمام مخاطر هائلة، في ظل الاعتماد الاقتصادي التركي على روسيا، وخطر أن يستخدم بوتين الغاز، والسياحة، والتجارة، والصراع في سوريا كأسلحة سياسية ضد أردوغان“.
ونقلت عن أسلي أيدينتاشباش، الزميلة البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها: ”ستحاول تركيا أن تلتزم أكبر قدر من الحرص، وألّا تثير غضب روسيا وهي تدعم أوكرانيا، ولكن هذه ليست مهمة سهلة“.
ونوهت إلى بعض أوجه التقارب بين روسيا وتركيا، خاصة عندما قررت أنقرة المضي قدما في صفقة الحصول على نظام الدفاع الجوي الصاروخي ”إس 400″، ما تسبب في قرار الولايات المتحدة بإبعاد تركيا عن برنامج الحصول على طائرات إف 35.
إلا أن الصحيفة قالت، إنه رغم العلاقات الدافئة أحيانا بين أردوغان وبوتين، فإن الرئيسين عادة ما يجدا نفسيهما في وضع التنافس أكثر من التعاون، خاصة في إطار السياسة الخارجية، وبشكل خاص في سوريا وليبيا والقوقاز.
وأشارت إلى أن تركيا في موقف ضعيف أمام روسيا، حيث تعتمد بشدة على واردات الغاز الطبيعي من الخارج في تشغيل محطات الطاقة وتدفئة المنازل، وعانت بالفعل من نقص الإمدادات هذا العام، وجاءت نصف واردات الغاز الطبيعي التركية من روسيا في الأشهر الـ11 الأولى من العام 2021، في الوقت الذي أظهر فيه بوتين قدرته على استغلال سلاحي السياحة والتجارة في مواجهة تركيا.
وقالت الصحيفة: ”ولكن أكثر نقاط الضعف التي تثير قلق تركيا تتمثل في إدلب السورية، آخر معاقل المتمردين في سوريا، حيث تراقب الآلاف من القوات التركية المأزق الصعب مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا“.
ويتعرض أردوغان إلى ضغط سياسي كبير في الداخل، مع وجود 3.6 مليون لاجئ سوري، وتعتقد أنقرة أن الضربات الجوية الروسية الأخيرة على أهداف مدنية في إدلب كانت بمثابة تحذير إلى تركيا وأوروبا، بأن موسكو تستطيع إرسال ملايين اللاجئين إليهم.
المصدر: إرم.