تقرير: حرب أوكرانيا تزيد فرص المصالحة بين الأسد وأردوغان
أدت الحرب في أوكرانيا إلى تخفيف التوتر بين النظام السوري وتركيا، وفق موقع ”المونيتور“ الأمريكي، لكنه رأى أن المصالحة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان قد لا تتحقق ما لم يتراجع النفوذ الروسي والإيراني في سوريا بشكل كبير.
وأشار ”المونيتور“ في تقرير نشره أمس الجمعة إلى أن الحرب الأوكرانية أدت إلى إذابة الجليد في العلاقات بين أردوغان وشركائه الغربيين، وأوقفت تآكل دعمه الشعبي رغم تفاقم المشاكل في الاقتصاد التركي خلال الفترة الأخيرة.
ولفت الموقع إلى أن أردوغان يأمل في تحقيق مكاسب في سوريا، معتمدًا على انشغال روسيا بأوكرانيا، مشيرًا إلى أنه وسط تراجع النشاط الروسي في سوريا، اتخذت تركيا خطوات تصعيدية على الخطوط الأمامية الشمالية الشرقية مع الأكراد على وجه الخصوص، وتحركت لتعزيز قواعدها في إدلب شمال سوريا.
تطبيع العلاقات
وقال الموقع: ”الأهم من ذلك، أن أردوغان أرسل رسالة إلى الأسد في محاولة لتطبيع العلاقات.. وحسب تقارير يرى المسؤولون الأتراك أن زيارة الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة في آذار/مارس الماضي علامة على أنه يسعى إلى فرص جديدة ودعم عربي“.
ولفت إلى أن تقارير شبه حكومية تركية أفادت أخيرًا بأن ”الحكومة تناقش بدء حوار مع نظام الأسد“ على أساس ثلاث نقاط رئيسية، هي الحفاظ على التركيبة الموحدة لسوريا، تأمين وحدة أراضيها، وضمان عودة آمنة للاجئين.
وذكر ”المونيتور“ أن أنقرة أبلغت دمشق بأولوياتها قبل زيارة الأسد لأبو ظبي، على أمل أن تساعدها المصالحة الأخيرة مع الإمارات في فتح صفحة جديدة مع سوريا، الأمر الذي قد يؤدي في النهاية إلى عودة ما لا يقل عن نصف اللاجئين السوريين الموجودين حاليًا في تركيا.
واعتبر الموقع أن هذا التقييم يتجاهل أولويات دمشق والمكاسب الكردية على الأرض منذ عام 2011، وبعض العوامل الأساسية التي تكمن وراء الأزمة السورية، وأن بعض التقارير تبدو ”ساذجة في تحليل مواقف روسيا وإيران“.
حماية روسية
وقال الموقع في تقريره: ”تستند حسابات أنقرة إلى الافتراضات القائلة بأن حماية موسكو لدمشق ستضعف الآن، وإن إيران ستخفف وجودها في سوريا بمجرد توصلها إلى اتفاق نووي مع الغرب، وإن دمشق التي ترى حليفيها الرئيسيين يتراجعان ستقبل عرض أنقرة“.
واضاف: ”من جانبها تأمل أنقرة أن التوحد حول هدف تفكيك الحكم الذاتي الذي يقوده الأكراد في شمال شرق سوريا يمكن أن يبشر ببداية جديدة مع دمشق“.
ونقل الموقع عن الكاتب والصحفي السوري، سركيس كسارجيان قوله إن الحكومة السورية ليس لديها حافز كبير في الوقت الحالي للسعي إلى المصالحة.
وتابع: ”الوساطة الإماراتية قد تؤدي إلى التقارب مع تركيا بشرط أن تنتج عنها استثمارات إماراتية في سوريا.. لكن لا يمكن أن يكون هناك تطبيع من أجل التطبيع فقط.. لا يوجد شيء يمكن لدمشق أن تكسبه من مثل هذه الخطوة في الوقت الحاضر“.
واعتبر أن قدرة دمشق على النأي بنفسها عن طهران هي ”مجرد تمني“، وأنه من المرجح أن يملأ الإيرانيون بسرعة أي فراغ يتركه الروس في سوريا.
دور تركيا في الناتو
ووفقا للموقع، فإنه بعد أن أصبح دور تركيا كعضو في ”الناتو“ مهمًا لواشنطن في الأزمة الأوكرانية، تتوقع أنقرة أن تغض إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الطرف عن درجة معينة من النشاط العسكري التركي في سوريا، مدعومة برسالة الإدارة إلى الكونغرس لدعم طلب تركيا شراء طائرات F- 16 وإطلاق ”آلية إستراتيجية“ للحوار خلال زيارة وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، لأنقرة الشهر الجاري.
وقال الموقع: ”مع ذلك، فإن مثل هذه التوقعات التركية تتعارض مع نية واشنطن زيادة تدخلها العسكري والسياسي والمالي في شمال شرق سوريا، في محاولة لجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لروسيا“، مشيرًا إلى أن بايدن طلب بالفعل أموالًا جديدة لدعم قوات سوريا الديمقراطية الموالية لواشنطن في ميزانية 2023.
ولفت الموقع إلى أن حرب أوكرانيا أدت إلى تنشيط المعارضة السورية، بينما يرى أعضاء الائتلاف الوطني السوري المقربون من قطر الحرب على أنها فرصة لإحياء ”الثورة“، وهو موقف يتماشى مع هدف واشنطن المتمثل في إبقاء روسيا تحت الضغط، مضيفًا أن تركيا مصممة على إبقاء قوى المعارضة ضمن حدود أجندتها الخاصة.
تحويل التيار
ورأى الموقع أن دمشق، من جانبها، ليست لديها نية للسماح للمعارضة ”بركوب الرياح الخلفية للأزمة الأوكرانية وتحويل التيار“، لافتًا إلى أن الجيش السوري كثف عملياته في إدلب بالتزامن مع غارات جوية روسية على الجبهتين الشرقية والشمالية الغربية.
وختم ”المونيتور“ تقريره بالقول: ”باختصار، تعتمد حسابات أنقرة بشأن المصالحة مع دمشق على ظروف مثل عدم قدرة روسيا على رعاية سوريا، وفقدان إيران نفوذها على دمشق، وتخلي الولايات المتحدة عن حلفائها للأكراد وهو ما لا يعدو كونه مجرد تمنيات.. وبالنسبة لدمشق، فإن انسحاب تركيا من سوريا هو عتبة حاسمة للحوار.. ويبدو أن احتمال خسارة أردوغان لانتخابات عام 2023 قد أخذ في الاعتبار أيضًا في التقييمات السورية“.
المصدر: إرم.