تعليقاً على “مؤتمر الحوار الوطني”.. هاني شاكر: الفئة المسيّطرة لا تؤمن بأن سوريا للجميع

صرّح عضو المكتب السياسي في حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، هاني شاكر، بأن استبعاد القوى السياسية الكردية التي تمثل طيفاً واسعاً من الشعب السوري من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري يثبت أن الفئة المسيّطرة لا تؤمن بفكرة أن سوريا للجميع، مؤكداً أن هذا الإقصاء يتوافق مع توجه تركيا الرامي إلى منع الكرد من المشاركة في صياغة مستقبل سوريا، داعياً إلى تكاتف القوى السياسية الكردية وعقد مؤتمر وطني كردي شامل يوازي مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وقال هاني شاكر في تصريحٍ لموقع “السلام”: “تفتقر اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني السوري إلى الشرعية والمصداقية والشفافية، وذلك لهيمنة قوى وفصائل معينة على المشهد، لاسيما هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا، وقد ظهر ذلك جلياً عند اختيار هذه اللجنة بشخصياتها ذات اللون الواحد والخلفية السياسية والأيدولوجية الواحدة”.
وأشار عضو المكتب السياسي في حزب السلام إلى أن “الأسلوب الإقصائي الذي اتبعته اللجنة التحضيرية، لاسيما إقصاء القوى السياسية الكردية التي تمثل طيفاً واسعاً من الشعب السوري، فضلاً عن استبعاد فئات أخرى، يبيّن أن الفئة المسيّطرة على المشهد لا تؤمن بفكرة أن سوريا للجميع”.
وأضاف: “من خلال متابعة مسار هذه اللجنة والتصريحات الصادرة عنها، يتضّح لنا حجم التدخّل التركي في المسألة، فما صدر عن اللجنة من إصرار على استبعاد القوى السياسية الكردية عن المشاركة، يتوافق مع توجه تركيا الرامي إلى منع الكرد من المشاركة في صياغة مستقبل سوريا”.
واعتبر هاني شاكر أن “التركيز على أن مؤتمر الحوار الوطني يحضره الأفراد وليس المنظمات أو الكتل السياسية، إنما هو مناورة من طرف تركيا هدفها تفكيك الوجود السياسي الكردي ومنعه ككيان متماسك من لعب دور في بناء سوريا”.
وأعرب هاني شاكر عن مخاوفه حيال مستقبل سوريا في ظل الاجواء الأحادية التي تسود المشهد، قائلاً: “في ظل الأجواء الأحادية التي تسود المشهد في دمشق، لابدّ من أن تظهر مخاوف حيال مستقبل سوريا، هذا المستقبل الذي من المفترض أن تشارك فيه مختلف القوى السياسية في سوريا، بشكل عادل ومتساوٍ، دون إقصاء أي طرف”.
وانتقد عضو المكتب السياسي في حزب السلام ذهاب شخصيات كردية بشكل فردي إلى دمشق، معتبراً أن هذه الخطوة “لا تمنح الموقف الكردي قوةً وإنما تجعله هشاً وضعيفاً”، مؤكداً أنه “كان ينبغي أن تتكاتف القوى الكردية في مناطقها، للدفع بدمشق إلى السعي نحو الحوار والتفاوض، وليس العكس”.
كما أكدَ هاني شاكر أن “تكاتف القوى السياسية الكردية من شأنها أن تبعث برسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الكرد يشكلون قوة سياسية متماسكة لا يمكن تجاهلها، وأن لها ثوابت لا يمكن التنازل عنها”.
وقال: “يجب عقد مؤتمر وطني كردي شامل، يوازي مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي ينعقد في دمشق، والتأكيد على أن هذا المؤتمر يمثل الشعب الكردي بعمومه، ما يشكل قوة في فرض الشروط وتثبيت الحقوق”.