تسريبات حول “مباحثات أمريكية روسية قبل قمة آستانا”.. وموسكو تشدد على حلفائها العمل لحل سياسي يشمل كل السوريين
لعل أبزر ما جعل قمة “ضامني آستانا” الجديدة، تختلف عن سابقاتها بين الأطراف الرئيسية للنزاع في سوريا، هو التأكيد الروسي على “الحل السياسي” في البلاد، إضافة إلى “وضع تركيا وإيران أمام مسؤولياتهما اتجاه عدم عسكرة الحلول”، خصوصاً بعد تطبيق “قيصر” وتهديده للدولة السورية، في قمة كان الزعيم الروسي طاغياً على مجرياتها.
موسكو تحث على الحل السياسي
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن أهم ما يميز هذه القمة، هو الحث والتشديد الروسي على “ضرورة البدء بالحل السياسي في سوريا، والعمل بفاعلية لحوار يشمل الجميع”.
ورجحت تلك المصادر إلى أن “حديث بوتين بعبارة (الجميع) هي إشارة لتركيا بضرورة إشراك الإدارة الذاتية في الحوار السياسي، كون مناطقها هي الخزان الحيوي الذي سيمكن سوريا من التعافي من الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها”، وبذلك تكون التسوية السياسية التي تشترط الولايات المتحدة تحقيقها في سوريا قد تمت، وبالتالي رفع العقوبات.
وقال الزعيم الروسي أثناء حديثه مع زعماء تركيا وإيران، “أن هناك أسس للتسوية السياسية في سوريا”، مشدداً على أن “الحوار السياسي والسلمي حاجة ملحة للأطراف المتصارعة”، وقد يكون حديث بوتين موجه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالدرجة الأولى، خصوصاً وأن تركيا تعمل على توسيع رقعة سيطرتها في شمال سوريا.
بعيداً عن الأضواء.. مباحثات روسية أمريكية قبل “آستانا”
وبحسب التسريبات، فإن “مناقشات أمريكية روسية” تمت قبيل القمة، لحث موسكو على إخضاع أنقرة وطهران للحل السياسي في سوريا، والكف عن الحلول العسكرية، وأشارت التسريبات إلى أن الطرفين (موسكو وواشنطن) سعيا خلال المباحثات التي سبقت “القمة الافتراضية” لتضييق الهوة بينهما حول سبل الحل في سوريا، وتركيز الحديث عل عدم إنشاء إيران لموطئ قدم دائم لها في سوريا وإخراج قواتها، وعدم رفض تركيا مشاركة الأكراد في الحوار السياسي.
وبحسب ما تم تسريبه أيضاً، فإن روسيا أدركت جيداً أن “الحل في سوريا لن يجري بمعزل عن أمريكا”، خصوصاً بعد تطبيق “قيصر”، وإنقاذ البلاد من الغرق في الأزمات الاقتصادية والعزل الدولي عبر “تسوية سياسية وفق قرار مجلس الأمن 2254” الذي حصل على موافقة موسكو.
وكشفت التسريبات أن بوتين أرسل رسائل ضمنية في تصريحاته أمام أردوغان وروحاني، “أن قيصر يهدف إلى خنق الاقتصاد السوري”، والحل لعدم حدوث ذلك “دعم الحل السياسي”. وحديث الرئيس الروسي يؤكد صحة التسريبات بشأن “قيصر”، ومباحثاتها مع واشنطن قبل القمة بعيداً عن الأضواء.
واشنطن تعترف بتنسيقها مع موسكو بشأن سوريا
وتزامن ذلك مع تصريحات من المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، حول أن واشنطن تتواصل أحياناً مع روسيا حول مسألة التسوية السياسية في سوريا، مشيراً إلى أنهم “لا يتواصلون مع آستانا ككل”.
التصريحات المتزامنة للروس والأمريكيين، تؤكدان بحسب متابعين للشأن السوري، أن “البلدين يدركان أن الحل في سوريا لن يتم دون الآخر”، والقمة الافتراضية العاجلة في إطار “آستانا”، كانت “لوضع تركيا وإيران أمام حقيقة المباحثات مع الولايات المتحدة، كونها من الأطراف الرئيسية في الأزمة السورية”.
وقال بوتين لأروغان وروحاني “يتعين الترويج بفاعلية لحوار يشمل الجميع في سوريا ضمن إطار عمل اللجنة الدستورية في جنيف. أقترح دعم هذه العملية لمساعدة المشاركين على اللقاء وبدء حوار مباشر”.
واتفقت الدول الثلاث على عقد القمة الثلاثية التالية بشأن سوريا في إيران، دون تحديد موعد، بينما ستعقد القمة حينما يكون ممكناً.
المصدر: أوغاريت بوست.