أخبار

تركيا واليونان.. حرب بيانات أم “نذر صراع” جديد؟

وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات شديدة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس وسط مخاوف من عودة البلدين إلى “نذر التصعيد” الذي كان اقترب من مرحلة المواجهة العسكرية قبيل وساطات عديدة نجحت في التهدئة، لكنها وفق محللين “لم تنه الأزمة المتجذرة”.

وفي كلمة ألقاها عقب اجتماع للحكومة، قال أردوغان إن تركيا ألغت اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك مع اليونان، متهما رئيس الوزراء اليوناني بمحاولة عرقلة صفقة طائرات إف-16 مع الولايات المتحدة، مضيفا: “كنا قد اتفقنا على عدم إشراك دول ثالثة في نزاعنا. على الرغم من ذلك، زار الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وتحدث في الكونغرس وحذرهم من منحنا طائرات إف-16”.

وتابع: “كنا سنعقد هذه السنة اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك، لم يعد هناك أحد اسمه ميتسوتاكيس بالنسبة لي، ولا أقبل بعقد لقاء كهذا معه إطلاقا، لأننا نواصل طريقنا مع الأشخاص الشرفاء الذين يحفظون عهودهم”، مؤكدا أن الولايات المتحدة لن تأبه لما يقوله رئيس وزراء اليونان.

ويدور خلاف بين الجارتين حول مجموعة قضايا تتراوح بين المجال الجوي والمناطق البحرية في شرق البحر المتوسط وقبرص المنقسمة، ومرت علاقة البلدين بأزمة كبيرة في صيف 2020 كادت تؤدي لمواجهة عسكرية مع إصرار تركيا على التنقيب عن النفط والغاز في مياه إقليمية متنازع عليها مع اليونان.

وبعد توقف دام 5 أعوام وحالة من التوتر على مدى أشهر، اتفق الجانبان العام الماضي على استئناف المحادثات في مسعى للتوصل إلى تفاهم والسماح ببدء مفاوضات رسمية، وجرت بالفعل عدة محادثات استكشافية لكن لم يتم إحراز أي تقدم يذكر.

كان آخر لقاء بين أردوغان وميتسوتاكيس، في مارس الماضي، وأعلنت الرئاسة التركية آنذاك أن الجانبين اتفقا خلال محادثاتهما على تحسين العلاقات الثنائية رغم الخلافات، بينما تحدثت أثينا عن “أجواء إيجابية”.

أسباب التوتر

وعن سبب التوتر، قال المحلل السياسي التركي، إيمري أيدوغان، إن الأزمة بين أنقرة وأثينا متجذرة إلى ما قبل إنشاء الجمهورية التركية الحديثة تخللها 4 حروب، وليست وليدة الأعوام الأخيرة، وما حدث فقط مؤخرا تهدئة وليس حلا نهائيا، والخلافات الحالية هي أكبر دليل على أن جميع الحلول كانت بمثابة مسكنات لم تعالج جذور المشاكل”.

وأضاف أيدوغان، لـ”سكاي نيوز عربية”، أن هناك مشاكل المهاجرين والوضع في قبرص وكذلك الصراعات الدائرة على النفوذ في المنطقة، وأحدثها التنقيب شرق المتوسط والذي كان الجانبان خلاله اقتربا من المواجهة العسكرية وما تبعه من تحويل متحف أيا صوفيا في إسطنبول الذي كان كاتدرائية مسيحية أرثوذكسية إلى مسجد.

وأشار إلى أنه بعد فترة من التهدئة، عادت اليونان تستغل علاقاتها مع أوروبا والغرب للتحريض ضد تركيا، حيث دعا ميتسوتاكيس خلال جلسة مشتركة للكونغرس الأميركي على عدم إسقاط الحظر المفروض على عضوية تركيا في برنامج شراء الجيل القادم من الطائرات المقاتلة F-35 الأسبوع الماضي.

وأوضح أن بعد عقد تركيا صفقة S400 من روسيا حظرت إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، الصفقة، لكن مؤخرا ومع موقف تركيا من حرب أوكرانيا ودعمها بالسلاح تغير موقف إدارة بايدن، وكانت بالفعل تفكر في إلغاء الحظر وتخشى تركيا أن تؤثر مثل هذه الدعوات على إتمام الصفقة، ومن ثم عودة التوتر بين أنقرة وواشنطن.

تاريخ من الحروب

منذ استقلال اليونان عن الإمبراطورية العثمانية عام 1832، خاض البلدان 4 حروب، هي حرب 1897، وحرب البلقان الأولى في 1912، والحرب العالمية الأولى (1914-1918)، والحرب اليونانية التركية (1919-1922).

وبعد الحرب العالمية الثانية، تحسنت العلاقات نوعا ما بين البلدين، وانضما إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في 1952، قبل أن يتفجر التوتر من جديد على خلفية سلسلة من الأحداث، أبرزها الخلاف حول قبرص والسيطرة التركية على شمالي الجزيرة في 1974، والتوتر بسبب بحر إيجة.

ورغم محاولات التطبيع النسبي في العلاقات نهاية القرن الماضي، فإن القضايا الخلافية بين الجانبين بدت أكبر من أن يحتويها أي تقارب ممكن، خصوصا الخلافات حول قبرص الشمالية والتي بقيت عقبة في طريق تحسين العلاقات حتى اليوم.

المصدر: سكاي نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى