تحذيرات من “عمليات ترحيل واسعة للسوريين” من ألمانيا
حذرت نقابة عمالية ألمانية من “عمليات ترحيل واسعة النطاق للسوريين” من ألمانيا، بعد إطاحة نظام بشار الأسد.
وقال فرانك فيرنكه رئيس نقابة “فيردي” في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، إن عمليات الترحيل الواسعة “تتعارض مع مصالح الناس، ومن ناحية أخرى، تتعارض أيضا مع مصالح سوق العمل، على الأقل في بعض المناطق بألمانيا”.
ونصح بـ”التعامل مع الوضع بعقل هادئ”. وأضاف: “الكثير من السوريين اندمجوا وأصبحوا جزءا من سوق العمل هنا وهم مهمون بالنسبة لنا”.
وقال إن السوريين يعملون مثلا في قطاع التجزئة أو خدمات التوصيل أو في قطاعات الرعاية، وأصبح العديد منهم أعضاء في نقابة “فيردي”.
وحث فيرنكه الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي على مراقبة الوضع عن كثب في سوريا، مؤكدا أنه “عند تشكيل حكومة انتقالية يجب أخذ المجموعات العرقية والدينية في الاعتبار”.
ومن خلال محادثاته في الأيام الأخيرة، قال فيرنكه إنه رصد ردود فعل متنوعة من السوريين في ألمانيا، وقال إنهم يراقبون الوضع في سوريا عن كثب، وهم عموما سعداء للغاية بإطاحة الأسد.
وأضاف: “الكثير منهم يفكرون أيضا في العودة إلى سوريا ومتى يعودون”، ومع ذلك، أشار إلى أنه من الضروري أن يرى الجميع أولا ما الذي سيحدث فعلا في البلاد الآن.
لكن الباحث الألماني في شؤون الهجرة يوخن أولتمير، لا يتوقع أن يعود عدد كبير من السوريين من ألمانيا إلى بلدهم الأصلي.
وقال الأستاذ في جامعة “أوسنابروك” في تصريحات لصحيفة “أوغسبورغر ألغماينه” الألمانية: “من غير المرجح أن تعود موجة كبيرة من السوريين من ألمانيا إلى وطنهم. سيكون هناك بالتأكيد بعض الأشخاص المستعدين للعودة إذا استقر الوضع في سوريا، لكن لا ينبغي المبالغة في تقدير هذا الرقم”.
وأشار أولتمير إلى “الخبرات من حرب يوغوسلافيا في تسعينيات القرن الماضي”، موضحا أنه “حتى بعد انتهاء الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1995، لم تكن هناك أي عودة طوعية تقريبا”.
وقال المؤرخ الذي يقدم، من بين أمور أخرى، المشورة العلمية للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين: “حتى عام 1999، من بين 350 ألف لاجئ عاد 17 ألفا فقط إلى أماكن إقامتهم الأصلية”.
وأكد أولتمير أن “جميع الخبرات تظهر أن اللاجئين يطورون الكثير من الروابط في المجتمع الذين وفدوا إليه”، وقال: “نحن نتحدث عن الكثير من المتضررين الذين جاءوا إلى ألمانيا كأطفال ومراهقين وشباب، وذهبوا إلى المدارس هنا أو أتموا تدريبهم المهني أو يرون مستقبل أطفالهم في ألمانيا”.
وانتقد الباحث الجدل الذي بدأ في ألمانيا مباشرة بعد إطاحة نظام الأسد في سوريا حول كيفية التعامل مع اللاجئين من البلاد في المستقبل، وقال: “المناقشات المتعلقة بالعودة مثل تلك الحالية غالبا ما تكون غير ضرورية وتثير قلق أولئك الذين اندمجوا منذ فترة طويلة”.
وأشار إلى أن هناك شركات ومدارس وبلديات استثمرات الكثير في مجال الاندماج، وقال: “تعريض هذه النجاحات للخطر من خلال المطالبة بالعودة سيكون له نتائج عكسية”.
والإثنين قرر المكتب الاتحادي للهجرة تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الوقت الحالي، بسبب التطور الحالي للأوضاع في بلادهم.