أخبار

بير رستم: دمشق وأنقرة على توافق بشأن ترسيخ التغيير الديمغرافي في عفرين

قالَ الكاتب والناشط السياسي الكُردي، بير رستم، إن الحكومات الغاصبة لكردستان تنسى الخلافات والصراعات الدائرة فيما بينها حين تكون هناك المسألة الكردية، مؤكداً أنه انطلاقاً من هذه القاعدة فإنه لا غرابة في أي اتفاق تركي- سوري ضد الكرد جغرافياً وديموغرافياً وسياسياً، مشيراً إلى أن النظامين السوري والتركي على توافق بشأن ترسيخ التغيير الديموغرافي في عفرين المحتلة.

جاء ذلك في تصريحٍ أدلى به “بير رستم” لـ “آدار برس” ردّاً على سؤالٍ مفاده: نُشرت أنباءٌ يوم أمس عن أن تركيا وروسيا بدأتا بتشكيل مراكز مصالحة وطنية في مناطق عدة في عفرين المحتلة شمال سوريا لتسوية أوضاع المرتزقة هناك.. لماذا عفرين بالذات؟ هل هو ترسيخ للاحتلال أم ترسيخ للتغير الديمغرافي؟ ولماذا تم استثناؤها من عمليات النظام السوري؟

وقالَ بير رستم في معرض إجابته: «أعتقد أنه ليس بجديد عندما نردد بأن الحكومات والدول الغاصبة لكردستان قد تختلف وتتصارع على ملفات وقضايا عدة، لكنهم سوف ينسون كل خلافاتهم تلك حينما تكون هناك المسألة الكردية، وانطلاقاً من هذه القاعدة السياسية الراسخة في العلاقات الإقليمية بين هذه الدول التي تستعبد كردستان؛ فلا أجد أي غرابة في اتفاق سوري تركي- رغم كل الصراع الحالي بينهما- ضد الكرد جغرافياً وديموغرافياً، ناهيك عن الاتفاقيات الأمنية لضرب كل مكسب سياسي لهم».

وأضاف: «لقد وجدنا ذلك على طول المراحل التاريخية السابقة وبين مختلف هذه الدول الغاصبة؛ إن كانت اتفاقية الجزائر بين الحكومتين العراقية والإيرانية برعاية جزائرية؛ أو اتفاقية أضنة بين النظامين السوري والتركي؛ أو مؤخراً الاجتماع الذي حصل بين رؤساء الأجهزة الأمنية للطرفين في موسكو، وبالمناسبة توافق أو اتفاق هذه الدول بخصوص الملف الكردي وتناسي صراعاتهم شيء طبيعي كون وكما هم يؤكدون بأن المسألة الكردية تهدد أمنهم القومي وبالتالي فمن الطبيعي تجاوز الخلافات لأجل الحفاظ على أمنهم القومي».

وتابع بير رستم: «وهكذا فمن مصلحة النظامين إجراء تغيير ديموغرافي بعفرين حيث سيكون حاجزاً بشرياً (طبيعياً) بدل الحاجز الإسمنتي الذي أنشأه أردوغان لفصل شمال وغرب كردستان عن بعضها، كما أن هذا التغيير الديموغرافي سوف يريح الحكومتين التركية والسورية وحتى الدول الأوربية من عبئ المهاجرين والنازحين الذين غادروا ريفي حلب وإدلب؛ وبنفس الوقت سيوجه ضربة جديدة للإدارة الذاتية ومشروعها السياسي ويفقدها المصداقية لدى فئة كبيرة من أبناء شعبنا وهم يرون هذا الاستلاب الظالم لجزء عزيز من جغرافية كردستان دون أن تكون لها القدرة على الرد والمواجهة، كما إنها لعبة روسية قذرة أخرى لإجبار قسد على تقديم المزيد من التنازلات في ظل صراعها مع الأمريكان لإخضاع الإدارة الذاتية وفق أجنداتهم السياسية».

وقال: «لذلك، أعتقد بأن النظامين على توافق بترسيخ التغيير الديموغرافي، ولو أن النظام السوري وبدعم روسي يطالب بإنهاء الاحتلال التركي، لكن ربما ليس من مصلحة الطرفين الاستعجال بإنهاء الاحتلال حتى تترسخ قضية التغيير الديموغرافي؛ حيث بالأخير يتحكم في منهجية النظامين عقل شوفيني عنصري واحد وإن اختلفا بالاسم والرموز، لكنها تحمل دلالات ومغزى واحد؛ إنهاء الوجود الكردي في جغرافيتهم التاريخية، وأعتقد من يراجع سجلات البلدين بهذا الخصوص سيدرك تماماً بأن ما قلناه ليس بأمر غريب عن منهجية النظامين السوري والتركي، ولذلك قلنا دائماً ونعيده؛ بأن لولا الحماية الأمريكية لأصبحت كل كردستان مناطق شبيهة بشنكال وكركوك وعفرين».

المصدر: آدار برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى