بيان بخصوص هجوم تنظيم داعش الإرهابي على الكرد في شنكال
في الثالث من شهر أغسطس/ آب عام 2014، هاجمَ متوحشو تنظيم “داعش” الإرهابي الكُرد الايزيديين في شنكال، فقتلوا الآلاف منهم شيوخاً ونساءً وأطفالاً، واختطفوا آلاف النساء الحرائر كسبايا إلى معاقل الإرهاب في سوريا والعراق، ليتم استعبادهن بأبشع الطرق، وبيعهن في أسواق الإرهابيين بصورةٍ ربما لم تكن موجودة في زمن الجاهلية نفسها، ولا يتصور العقل حدوثها في القرن الحادي والعشرين.
ولا تعدُّ هذه المجزرة الأولى التي يتعرّض لها الكرد الإيزيديين، إذ سبقتها عشرات المجازر التي استهدفت وجودهم وهويتهم وثقافتهم وخصوصيتهم وديانتهم على مر التاريخ، وقد كانت الذهنية البريرية المتوحشة نفسها وراء كل تلك المجازر.
إلا أن الملفت في هذه المجزرة الأخيرة هو أنها حدثت في زمن يدّعي فيه العالم الارتقاء والتقدّم والإنسانية، ويقيناً ما كانت لهذه المجزرة أن تحدث لولا بعض الجهات والدول التي سمحت لها بالحدوث، بل ودعمت حدوثها أيضاً، وفي رأس قائمة هذه الدول تركيا التي يحفل تاريخها بقصص الإبادة والجرائم بحق الشعوب.
حين نضع تركيا في رأس القائمة، فإن ذلك لا يعدُّ اتهاماً، بل حقيقةً باتت واضحةً للجميع، إذ أضحى العالم برمته على معرفةٍ يقينية بحجم الدعم الذي قدّمته تركيا ولا تزال تقدّمه للتنظيمات الإرهابية التي يشكّل تنظيم داعش واحداً منها، وبهذا المعنى، تكون تركيا التي يقودها أردوغان المتطرّف، مسؤولة عن مجزرة شنكال أكثر من تنظيم داعش الإرهابي نفسه، بحكم الروابط والدعم والعلاقة الواضحة بين الطرفين.
إن ما ارتكبته تركيا أردوغان في شنكال من جرائم لا يتصوّرها العقل، عبر تنظيم داعش، ترتكبه الآن في عفرين المحتلة عبر ما تبقى من إرهابيي التنظيم نفسه وإرهابيي التنظيمات الأخرى التي تنتهج المنهج نفسه والسلوك نفسه وتتلقى الدعم من المصدر نفسه..
ترى ماذا يمكن أن نسمّي عمليات القتل والخطف والتعذيب اليومية التي تحدث في عفرين؟ ماذا يمكن أن نسمّي تدمير القرى والمقابر الإيزيدية في عفرين؟ ماذا يمكن أن نسمّي عمليات السلب والنهب وسرقة الآثار ووضع اليد على أملاك المدنيين العزل، وتحويل المنازل إلى سجون للتعذيب؟ ماذا يمكن أن نسمّي عمليات التغيير الديمغرافي الجارية هناك، وفرض اللغة التركية، وإجبار ما تبّقى من الإيزيديين على اعتناق الدين الإسلامي بالقوة، وإضرام النيران في المنازل وأشجار الزيتون؟ .. الخ.
وأيضاً ماذا يمكن أن نسمّي تهديدات أردوغان ضدَّ أبناء شمال وشرق سوريا التي قال فيها «إما أن يدفنوا تحت التراب أو يقبلوا بالذل»؟.. إنها البربرية نفسها، ومحاولات الإبادة نفسها.
في الذكرى الخامسة لمجزرة شنكال، نحن في حزب السلام الديمقراطي الكُردستاني، نستذكر جميع شهداء المجزرة، ونؤكد أن ما تسعى إليه تركيا عبر تنظيماتها الإرهابية لن يتحقق طالما هناك إرادة خلاّقة حرّة تقف في وجه هذه المساعي والأهداف.
كما نحيي أبطال وبطلات وحدات حماية الشعب والمرأة، لدورهم الفعّال والجوهري في منع استكمال سيناريو المجزرة، إذ تمكّنوا من إنقاذ آلاف الإيزيديين عبر فتح ممرات آمنة لهم، والانتقام لهم بإزالة خلافة الإرهاب ومحوها في سوريا، وتحرير المئات من النساء والأطفال الإيزيديين من قبضة التنظيم الإرهابي وإعادتهم إلى ذويهم سالمين.
كذلك نطالب في هذه المناسبة بمحاكمة إرهابيي التنظيم المعتقلين لدى قوات سوريا الديمقراطيّة، عبر محاكم دولية في شمال شرق سوريا، لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم من جرائم.
حزب السلام الديمقراطي الكردستاني
قامشلو ٣/٨/٢٠١٩