بيان إلى الرأي العام
منذُ نهاية شهر تشرين الثاني الماضي، تتعرض ناحية عين عيسى ومحيطها لقصف يومي عنيف من قبل جيش الاحتلال التركي والفصائل المتطرفة التابعة له، بواسطة أسلحة ثقيلة، في محاولةٍ إخرى لاحتلال مناطق جديدة في شمال سوريا والمحررة من تنظيم داعش الارهابي.
هذه الهجمات تأتي، لتؤكد عدم التزام تركيا بأي اتفاق يتعلّق بوقف إطلاق النار، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مصير ما تم التوصل إليه من تفاهمات بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية من جهة وتركيا وروسيا من جهة أخرى، هذا الخرق التركي الجديد لا يعتبر الأول من نوعه، فتركيا لم تلتزم أصلاً باتفاق وقف إطلاق النار، لأن هجماتها على مناطق شمال شرق سوريا لم تتوقف منذ إعلان وقف إطلاق النار، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن تركيا ومرتزقتها ليستا من الأطراف التي يمكن الوثوق بها حين يتعلق الأمر بالاتفاقات والتفاهمات.
نعلم جيداً إن هدف تركيا من عملياتها العدوانية وهجماتها المتواصلة لم يعد بالأمر الخافي؛ الغاية منها إحتلال مناطق إخرى في شمال وشرق سوريا، وهو ما يقتضي تحركاً دولياً عاجلاً لردعها وإيقافها عند حدّها، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه عبر بيانات إدانة واستنكار، إنما عبر اتخاذ مواقف صارمة وحازمة تكون مؤثرة وفعالة على الأرض، خصوصاً حيال جرائم قوات الاحتلال التركي وانتهاكاتها وممارساتها اللانسانية في المناطق التي تحتلها، من عمليات قتل وتهجير واعتقال وتغيير ديمغرافي وتطهير عرقي.. وغيرها.
إن الصمت الدولي وعدم المسؤولية من قبل حكومة دمشق، تدفع تركيا للزيادة في همجيتها وإصرارها على المضي قدماً في مشروعها الاحتلالي وفي إجرامها ضدَّ مكونات المنطقة وفي هدفها الواضح بإعادة تنظيم داعش الإرهابي إلى الحياة ورص صفوفه مجدداً.
إننا أحزاب الوحدة الوطنية الكردية، في الوقت الذي ندين فيه بأشد العبارات الهجوم التركي الجديد على بلدة عين عيسى والقرى المحيطة بها، نجدّد إيماننا بإرادة مكونات شمال وشرق سوريا وقدرة قواتها العسكرية، قوات سوريا الديمقراطية، على التصدي لأي عدوان وفي دفاعها المشروع؛ كما نطالب المجتمع الدولي بالتحرك العملي لوضع حدِّ لمطامع أردوغان في المنطقة عموماً وشمال وشرق سوريا خصوصاً، وإيقاف هجمات واعتداءات قواته ومرتزقته المشكّلة من مختلف التنظيمات المتطرّفة لاسيما تنظيمي (داعش- النصرة) الإرهابييّن.
أحزاب الوحدة الوطنية الكردية
٢٠ كانون الاول ٢٠٢٠