أخبار

بعد مرور 32 عامًا على وفاة محمد شيخو لا يزال فنّه حيًّا

يمر اليوم 32 عامًا على رحيل الفنان الكردي محمد شيخو، لكن ذكراه لم تغب عن ذاكرة الشعب الكردي، الذي يستذكره كل عام ويخلد ذكراه ونتاجاته التي ساهمت في حمايته الثقافة الكردية.

عندما يغني محمد شيخو بحنجرته الكردية ” Ay LÊ GULÊ GULA MINÊ ” يتبادر إلى ذهن المرء ألوان كردستان، حيث يشير في أغنيته إلى كردستان المحتلة التي شهدت الكثير من المجازر ومحاولات الإبادة.

ولد الفنان محمد شيخو عام 1948 في قرية خجوكي التابعة لمدينة قامشلو في أسرة فقيرة، وعاش بالإضافة إلى الفقر معاناة كبيرة بسبب عشقه للفن الكردي.

عندما يغني محمد شيخو بحنجرته الكردية ” Ay LÊ GULÊ GULA MINÊ ” يتبادر إلى ذهن المرء ألوان كردستان، حيث يشير في أغنيته إلى كردستان المحتلة التي شهدت الكثير من المجازر ومحاولات الإبادة.

ولد الفنان محمد شيخو عام 1948 في قرية خجوكي التابعة لمدينة قامشلو في أسرة فقيرة، وعاش بالإضافة إلى الفقر معاناة كبيرة بسبب عشقه للفن الكردي.

‘لم ينحنِ أمام الضغوطات

بعد أن أدرك محمد شيخو ووعى الحياة التزم بالوطنية وتوعية الشعب الكردي من خلال الارتباط بالفن والقومية الكردية.

وبسبب وجوده ضمن إطار القومية الكردية، تعرض للكثير من الضغوط الأمنية من قبل الحكومة السورية، واعتقل عدة مرات وتعرض للتعذيب أثناء اعتقاله، وفي فترة التحقيق أيضًا طلبوا من محمد شيخو أن يتخلى عن الفن والأغاني الكردية ولكنه رفض ذلك.

وفي عام 1970 توجه محمد شيخو إلى العاصمة اللبنانية بيروت، واشترك في عدد من الأمسيات الفنية هناك، وبقي فيها قرابة الـ 4 سنوات.

ومن لبنان توجه إلى العاصمة العراقية، وقام هناك بتسجيل عدد من أغانيه. وفي عام 1974 سجل محمد شيخو أول ألبوم غنائي له في العاصمة السورية دمشق، وبسبب غنائه باللغة الكردية تعرض لضغوطات كبيرة من قبل حكومة دمشق.

 وفي عام 1983 عاد محمد شيخو إلى مدينة قامشلو. وظل يتعرض حينها للمضايقات من قبل حكومة دمشق عن طريق أفرعها الأمنية.

وبسبب استهدافه من قبل الأنظمة الحاكمة، اضطر محمد شيخو للهجرة عدة مرات، وهذا كان سبب تعرّفه إلى الكثير من الفنانين الكرد والعرب.

الفنان محمد شيخو كان يرى نفسه ضمن ثورات الشعب الكردي دائمًا. في كل لحظة كان يعتبر نفسه معنيًّا بألم ومعاناة الكرد ويظهر هذا الأمر في أغانيه. وعلى الرغم من كل المضايقات من قبل الأنظمة الحاكمة إلا أنه لم ينحنِ أبدًا، ولم يستسلم لها.

في 6 آذار عام 1975، وبحسب نتائج اتفاقية الجزائر بين العراق وإيران، قطعت إيران دعمها للبرزاني. ما دفع محمد شيخو للتوجه إلى مدينة مهاباد في روجهلات كردستان وسجل هناك ألبومه الثاني.

‘من خلال كلماته وصوته يصل الإنسان إلى عمق آلام الشعب الكردي’

بالطبع هناك العديد من الفنانين الكرد الذين أخذوا مكانتهم في قلوب الشعب الكردي، لكن هناك خصوصية لمحمد شيخو تجعله الأكثر اهتمامًا بين الفنانين الكرد، حيث يظهر صوته العذب وأنامله الطويلة التي يعزف بها على البزق شجون الألحان الكردية، وهذا ما يجعل له مكانه خاصة في قلوب جميع الكرد.

يصادف 9 مارس/ آذار، الذكرى السنوية الـ 32 لوفاته، وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة، إلا أنه لا يزال في قلوب أبناء شعبه، حتى أن نسبة الأشخاص الذين يستمعون إلى أغانيه لا تزال الأعلى مستوى في روج آفا وعموم كردستان.

قام محمد شيخو بتأليف العديد من الأغاني، مع كتابة 22 قصيدة، بالإضافة إلى غنائه بجميع اللهجات الكردية وبصوت جميل وإحساس عالٍ.

معظم أغاني محمد شيخو يغلب عليها الطابع الحزين، وهذا يشير إلى إحساسه العميق بمعاناة واضطهاد الشعب الكردي. ومن خلال كلماته وصوته يصل الإنسان إلى عمق آلام ومعاناة الشعب الكردي.

‘عامًا بعد عام يزداد الحب لمحمد شيخو’

صديقه الفنان سعد فرسو، الذي تعرف إليه منذ عام 1969، هو فنان ومعلم العزف، يقوم بتعليم الأطفال والفتيات الكرد في قامشلو العزف على آلة البزق، ويقول إن سيره على نهج محمد شيخو محل فخر واعتزاز له.

وقال فرسو إن محطة تلفزيونية تونسية بثت مؤخرًا برنامجًا عن حياة وفن محمد شيخو، وهذا يعني أنه كان معروفًا جدًّا حتى على المستوى العالمي وتابع: “محمد شيخو أصبح مدرسة للكثيرين، وعندما وافته المنية، وضع الآلاف من الفتيان والفتيات الكرد صوره على صدورهم وساروا وراء جثمانه”.

وكشف فرسو أن حبهم لمحمد شيخو يزداد عامًا بعد عام، لأن لديه الكثير من التفاصيل التي يحبها الناس، مثل ألحانه ومحتوى أغانيه، ووطنيته، وصوته، وعزفه.

وأضاف فرسو “إن محمد شيخو كان من الأشخاص الذين أحبوا أصدقاءه الفنانين، فضلًا عن كونه فنانًا اجتماعيًّا متصلًا بمجتمعه، وتابع: “محمد شيخو لم يتجاوز خطه الوطني، قال لي ذات مرة “جاءتني دعوة من الخارج”، قلت له “اقبل هذه الدعوة من أجل القضية الكردية”. قال لي إنني أخشى أن يكون هؤلاء الناس غير صادقين، وأن يكونوا عكس ما يتحدثون به عن أنفسهم”.

‘بث الحياة في المجتمع الكردي’

بعد الثورة في روج آفا، أتيحت الفرصة للشعب الكردي للتعبير بحرية عن ثقافته وفنه، وتم إنشاء مراكز ثقافية وفنية خلال الثورة.

وافتتحت هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة مركزين باسم محمد شيخو، وفي هذا الصدد، صرح الفنان والرئيس المشترك لهيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة دانيش بوتان “أن شيخو كان فنانًا ذو مكانة مرموقة وصاحب دور ريادي في توعية الشعب الكردي”، مضيفًا: “بفنه بث الحياة في المجتمع الكردي وجعل الفن الكردي يقف على قدميه”.

وأضاف بوتان أنه من أجل الحفاظ على اسم وصوت الفنان محمد شيخو، افتتحوا مراكز باسمه وقالوا: “حتى يومنا هذا نسير على خطا محمد شيخو”.

‘لدينا جهود ومشاريع لتحقيق أحلامه’

وتابع بوتان: “من إحدى الآمال التي تحققت أن يغني الأطفال في سن الـ 8 سنوات أغانيه، مثل أغنية ” Ay lê gulê وهذا يعني أن حلم محمد شيخو يتحقق اليوم”.

ونوّه بوتان إلى أنهم افتتحوا ورشة لتصنيع آلة البزق وقال: “الفنان محمد شيخو كان من عشاق البزق، ونحاول تحقيق حلمه هذا أيضًا”.

الفنان محمد شيخو وفي تاريخ 6 آذار 1989 تعرض لنوبة قلبية ونقل على إثرها إلى أحد مشافي قامشلو، ليرحل عن هذه الحياة بتاريخ 9 آذار من العام نفسه، وترك محمد شيخو خلفه إرثًا من الأغاني بلغ عددها 120 أغنية.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى