بساتين عطشى.. معاناة مزارعي الحسكة بسبب قطع تركيا للمياه
يعيش جاسم المحمد من قرية تل صخر الواقعة غرب مدينة الحسكة على طريق تل تمر بالقرب من نهر الخابور، الذي كان مصدراً يعتمد عليه سكان القرية بزراعتهم وبساتينهم.
ومع حبس الاحتلال التركي للمياه عن نهر الخابور منذ سنوات، حُبست معه آمال سكان القرى الواقعة على سرير نهر الخابور، لتصبح المياه حلماً لسكان تلك القرى ومن بينها قرية تل صخر لسقاية بساتينهم وأشجارهم المثمرة.
ويمتلك الثلاثيني جاسم المحمد بستاناً بمساحة 15 دونماً، مزروعة بالأشجار المثمرة مثل العنب والرمان والمشمش والدراق والإجاص إلى جانب التين والزيتون.
وقال جاسم المحمد: “كانت بساتيننا تعمل بشكلٍ جيد ولكن جفاف نهر الخابور تسبب لنا بمشكلات كبيرة، فاليوم الأشجار المثمرة التي زرعناها لا تفيدها الأمطار بشيء كونها من الفواكه الصيفية وما نحتاجه هو مياه الخابور”.
وقطعت دولة الاحتلال التركي مياه نهر الخابور بشكل شبه تام منذ بداية الأزمة السورية عام 2011، باستثناء بعض المرّات القليلة التي يمتلئ بها النهر بسبب الفيضانات ومياه الأمطار، أو بداية فصل الربيع بسبب ذوبان الثلوج على الجبال. ما تسبب بجفاف مجاريها وإحداث ضرر كبير في المساحات الزراعية والمجمعات السكنية المعتمدة عليها.
ويعتمد سكان قرية تل الصخر على مياه الآبار (وهذه المياه هي مرة تضر في الكثير من الأحيان بالمحاصيل الزراعية) لسقاية بساتينهم عبر المولدات الكهربائية، ولكن ذلك لا يقلل من حجم معاناتهم وخسائرهم؛ ويوضح المزارع جاسم المحمد: “هذه الأشجار زرعناها بدماء أجسادنا، واليوم نعاني بشكل كبير من نقص المحروقات إلى جانب المياه المرّة التي تضر بأشجارنا، كروم العنب تضررت منتصف الموسم نتيجة قلة المياه ومرارتها”.
ووصف جاسم المحمد خسائره: “خسائرنا إلى الآن لا توصف، فقد خسرنا قرابة الـ 1000 شجرة من الأشجار المثمرة نتيجة قلة المياه، فنهر الخابور تسبب لنا بأضرار كبيرة، وواقع السقاية لدينا صعب للغاية، فالجميع يتبنى كلمة (إزرع ولا تقطع)، ولكننا أجبرنا على قطعها بسبب المياه”.
ويبلغ طول نهر الخابور 320 كم، وينبع من شمال كردستان ويعبر الحدود جنوباً إلى سوريا من مدينة سري كانيه المحتلة، وتصطف على ضفافه العشرات من القرى، ليندمج في نهر جقجق ثم يصبّان في نهر الفرات.
المصدر: ANHA.