عقد حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، اليوم الجمعة، كونفرانسه الرابع في صالة زانا بمدينة قامشلو، بحضور 120 مندوباً من إقليم الجزيرة ومدينة كوباني، إلى جانب شخصيات سياسية وحزبية.
ومن الشخصيات التي حضرت الكونفرانس، الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو، والرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني سنحريب برصوم مع وفد من الاتحاد السرياني، والسيد عبد الاله عربو من مركز علاقات الاستشارة الدبلوماسية، وممثلون عن التحالف الوطني الكردي في سوريا.
إضافةً إلى وفد من حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني، ووفد من الحزب الديمقراطي الكردي السوري، ووفد من حزب آزادي الكردستاني، ووفد من الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، ووفد من حزب الاتحاد الديمقراطي، والاتحاد الليبرالي الكردستاني، والهيئة الوطنية العربية، وتيار المستقبل الكردستاني، ووفد من هيئة التنسيق الوطنية (حركة التغير الديمقراطي).
وبدأ الكونفرانس بالوقوف دقيقة صمت، تلتها كلمة للرئيس المشترك لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد، رحّب فيها بالحضور، مشيراً إلى أن الهدف من “عقد الكونفراس، هو مناقشة أعمال الحزب، وتخطي العوائق التي واجهها الحزب خلال العام المنصرم”.
وذكرَ طلال محمد أن: «انضمام الحزب إلى حركة المجتمع الديمقراطي، كان خطوة تاريخية، ليكون أعضاء الحزب قربيين من المجتمع أكثر، ولتقارب وجهات النظر، ولحل المشاكل التي كانت تواجه المجتمع على كافة الأصعدة».
وأشارَ طلال محمد إلى أن «تبني فكرة الأمة الديمقراطية، كان مرحلة تاريخية للغاية، بحسب الإمكانات المحدودة، حيث تمكنا من الاستفادة من هذا الفكر من الناحية التنظيمية والسياسية والاجتماعية والدبلوماسية والاقتصادية».
وأضاف: « نؤكد أننا متمسكون بهذا الفكر الذي يشمل جميع الآراء والأديان والمكونات تحت سقف واحد».
من جهته، ألقى عضو الهيئة السياسية في حزب السلام الديمقراطي الكردستاني مسلم عباس كلمةً مطولة باسم الحزب، قالَ فيها إن «كلّ طرفٍ يطلقُ على ما يجري داخلَ سوريا اسماً يتوافقُ مع سياستهِ ومصلحته، وهي أسماءٌ قابلةٌ للمدِّ والحزر، وفقاً لما تقتضيهِ السياسةُ والمصلحة، وفي خضمِّ هذه الأسماء، ثمةَ شعبٌ يدفعُ فاتورة الصراع الدامي، شعبٌ خرجَ يوماً إلى الساحاتِ طالباً أدنى مراتبَ الحريةِ والتغيير، إلا أن مطالبه قوبلت بالبنادقِ والمدافع، فخسرَ إلى الآن ما يزيدُ عن نصفِ مليون قتيل، أمامَ أنظارِ العالمِ أجمع».
وحمّل مسلم النظام السوري مسؤولية تفاقم الأزمة، قائلاً «نحمّلُ النظام السوري الجزءَ الأكبر من مسؤولية ما يحدث، فلولا فسادهِ واستبدادهِ وطغيانهِ لما انتفضَ الشعبُ ضدّه، ولولا إصرارهِ على البقاءِ والتمسّك بالسلطةِ بقوةِ السلاح، لما استغرقتِ المأساة السورية هذا الزمن، ولولا ألاعيبه وأحابيله وشِراكهِ، لما تحوّلت الأرض السورية إلى مرتعٍ للإرهابيين، كما لا ينبغي نسيان الدور الدولي والإقليمي في إطالة عمر هذه الأزمة».
كما تحدّث مسلم عن الاحتلال التركي، قائلاً: «هدف تركيا الاحتلالي من عملياتها العدوانية وهجماتها المتواصلة في شمال شرق سوريا لم يعد بالأمر الخافي، وهو ما يقتضي تحركاً دولياً عاجلاً لردعها وإيقافها عند حدّها، وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه عبر بيانات إدانة واستنكار، إنما عبر اتخاذ موقف صارم وحازم يكون مؤثراً وفعالاً على الأرض، فالمواقف الدولية الخجولة حيال جرائم قوات الاحتلال التركي وانتهاكاتها وممارساتها البربرية في المناطق التي احتلتها، من عمليات قتل وتهجير واعتقال وتغيير ديمغرافي وتطهير عرقي.. وغيرها، لم تزد تركيا إلا همجيةً وعناداً وإصراراً على المضي قدماً في مشروعها الاحتلالي وفي إجرامها ضدَّ مكونات المنطقة وفي هدفها الواضح بإعادة تنظيم داعش الإرهابي إلى الحياة ورص صفوفه مجدداً».
بدوره، طالب عضو مجلس عوائل الشهداء في مدينة قامشلو محي الدين حسن كافة الأحزاب السياسية بتوحيد «الآراء والجلوس إلى طاولة واحدة ووضع الخلافات الحزبية جانباً، والنظر إلى المصلحة الكردية العامة، والحفاظ على المكتسبات التي تحققت بفضل دماء الشهداء».
فيما بارك الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو، انعقاد المؤتمر على أعضاء الحزب والحضور، متمنياً أن يخرج الكونفراس بمقررات هامة تخدم مصلحة الشعب الكردي، وتكون مقدمة لتوحيد الرؤى.
وأشار إلى أن الكوانفرس ينعقد في “مرحلة حساسة للغاية، من جهة إطلاق دولة الاحتلال التركية تهديداتها على مناطقنا، ومن جهة أخرى الخطر المحدق بالشعب الكردي ومكونات المنطقة”.
وشدد حسو على ضرورة توحيد الصف الكردي، قائلاً: «توحيد الخطاب الكردي في هذه المرحلة مهم للغاية، من أجل مصلحة الشعب الكردي، والوقوف في وجه التهديدات التي تطال مناطقنا، والمحافظة على ما حققه أبناؤنا الشهداء».
وبعد انتهاء الكلمات، تمت قراءة برقيات التهنئة المرسلة من قبل الأحزاب السياسية لتهنئة الكونفرانس الرابع لحزب السلام الديمقراطي الكردستاني.
واستمر الكونفرانس مغلقاً أمام وسائل الإعلام، ليتم مناقشة الوضع التنظيمي على مدار عام.