الولايات المتحدة تعلن عن أهدافها الحقيقية بخصوص “قيصر”.. وتشدد على أن تغيير النظام هو قرار بيد الشعب السوري وحده
بينما يقترب قانون العقوبات الأمريكي “قيصر” لأسبوعه الأول، قالت الولايات المتحدة أن “قيصر” ليس هدفه ضرب الاقتصاد السوري، وهم لا يسعون لتغيير النظام بضربة عسكرية أمريكية أو دولية، فهذا القرار يتخذه السوريون وفق 2254 الأممي.
دفع العملية السياسية
وقال المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، “أن الولايات المتحدة تسعى إلى دفع العملية السياسية في سوريا التي رسمتها الأمم المتحدة وليس إلى تغيير النظام ولا إلى صفقة مستقلة مع أحد”، وأشار إلى أن قوله بأنهم “لايسعون لتغيير النظام، أي أنهم لن يغيروه بعمل عسكري أميركي أو دولي، وإذا أراد الشعب السوري تغيير النظام فالأمر يعود له”.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن “قيصر”، فرض على سوريا بعد توقيع الرئيس الأمريكي عليه، وحصوله على إقرار بإجماع مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي، وهذا يدل على أن “السياسة الأميركية تجاه سوريا مدعومة من قبل كل فئات النظام الأميركي من اليمين إلى اليسار ومن الجمهوريين إلى الديمقراطيين (..) تشريع قيصر يعطينا أدوات أكثر لملاحقة المقربين الذين يدعمون الأسد وعائلته”.
ماذا يستهدف قيصر ؟
وأوضح جيفري، أن هدف قيصر، “ليس ضرب الاقتصاد السوري، فالأسد هو أكثر قدرة على القيام بذلك”، وأشار إلى أن الهدف من “قيصر”، “تغيير من يحيطون بالأسد لسياساتهم، وعدم السماح بنمو الإرهاب في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ووقف استخدام السلاح الكيماوي”.
ورغم أن المحللين السياسيين والخبراء الذين تحدثوا لأوغاريت بوست، أكدوا على أن “قيصر يستهدف بالدرجة الأولى الشعب السوري ولقمة عيشه”، إلا أن لجيفري رأي آخر، حيث قال، أن “العقوبات لا تستهدف الشعب السوري، ولا الأغذية المساعدات الإنسانية له”، وأشار إلى أنهم سيضمنون “تحقيق مساهمة أميركية كبيرة لتلبية الحاجات الإنسانية لسوريا مع وصول المساعدات التي قدمناها حتى الآن إلى 10.6 مليار دولار”.
مساعدة الأقليات
وتابع أنهم يتطلعون إلى طرق تعزيز المساعدات لإعادة الاستقرار في شمال شرق سوريا، حيث أعلموا الكونغرس بنيتهم منح 54 مليون دولار كمساعدات لشمال شرق سوريا تستهدف الأقليات والمجموعات الدينية وستساعد الوضع بمجمله ونتطلع أيضاً إلى سبل أخرى للمساعدة. حسب جيفري.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن العقوبات تستهدف تبييض الأموال والمصرف المركزي السوري وقطاع الطيران وخاصة العسكري منه وقطاعي الطاقة والبناء. وقال “نريد أن نوضح لأي كان يحاول بناء سوريا الأسد بأن هذا لن يحصل مع قانون قيصر حتى يتم التوصل إلى حل سياسي”، معرباً عن اعتقاده بأن “الوضعين العسكري والاقتصادي والعقوبات والمحاسبة ستسمح للولايات المتحدة بأن تضغط على الروس من أجل تحقيق تسوية متفاوض عليها بموجب القرار 2254”.
السياسة الأمريكية تجاه سوريا لن تتغير
وشدد على أن ما يصبون إليه هو “رؤية الأسد وحلفائه يتبنون القرار الأممي 2254، ووقف العمليات العسكرية بشكل دائم، ودور حقيقي للجنة الدستورية والتعاون معنا لملاحقة الإرهابيين الحقيقيين، بدل اعتبار المواطنين السوريين إرهابيين ومهاجمتهم”، مشيراً إلى أن “الروس والإيرانيين والنظام يعرفون أجندتنا ويعرفون ماذا نريدهم أن يفعلوا والأمر يتعلق بهم لاتخاذ خطوات في هذا الاتجاه”.
وفي السياق وبتعليق سابق حول الجهات التي ستطالها قيصر، قال المعارض السوري بدر منصور، في حديث خاص “لأوغاريت بوست”، أنه “من سيتأثر بقانون العقوبات قيصر غير الشعب السوري، الشركات والمصالح الروسية، والإيرانية في المنطقة”، وتابع “اعتقد أن الضغط سيأتي من الروس، حفاظاً على مصالحها في سوريا، فالذي سيتأثر بالقانون هم الروس، لذلك سيكون هنا موقف حاد وجاد من الحكومة الروسية اتجاه السلطة السورية”.
يشار إلى أن جيفري أكد أن السياسة الأمريكية لن تتغير في حال حصول تغيير في منصب الرئاسة، خلال الانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
المصدر: أوغاريت بوست.