“المونيتور”: “أهداف انتخابية” وراء مشروع أردوغان لإعادة مليون لاجئ إلى سوريا
رأى موقع ”المونيتور“ الإخباري الأمريكي، أن خطة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة نحو مليون لاجئ سوري إلى مناطق في شمال سوريا، تهدف إلى دعم فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
ونقل الموقع عن مسؤولين في المعارضة السورية، قولهم، إن مثل هذه الخطة قد يكون لها نتائج عكسية بسبب اكتظاظ تلك المناطق باللاجئين الفارين من الحرب.
وأعلن أردوغان في الثالث من الشهر الجاري عن خطة تركية تسمح ”بالعودة الطوعية“ لمليون لاجئ سوري من تركيا إلى شمال سوريا، حيث تسيطر القوات التركية على مناطق عديدة.
وأوضح أنه ”بدعم من مؤسسات المجتمع المدني في كل من تركيا وحول العالم سيغطي المشروع 13 منطقة في شمال سوريا وسيوفر جميع الاحتياجات الضرورية للعيش الكريم كالمدارس والمستشفيات والمنازل لأشقائنا السوريين“.
فرص عمل
كما سيشمل المشروع إنشاء مناطق تجارية كالمناطق الصناعية الصغيرة والمتاجر والأسواق، وسيوفر فرص عمل جديدة لضمان استدامة الحياة اليومية في تلك المناطق، إضافة إلى بناء المدارس والمستشفيات والمساجد.
وبحسب الموقع سيوفر المشروع دورات مهنية لتعليم الحرف كما سيتم تنظيم ورش عمل مهنية وتقديم قروض صغيرة لتمكين اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم من العمل.
وستكون البرامج التعليمية جزءا مهما من مراحل المشروع الذي سيشهد أيضا تفعيل برامج إعادة التأهيل والدعم النفسي، فيما سيتم أيضا تقديم طلبات الدعم من قبل هيئات التمويل المحلية أو الدولية، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ونقل الموقع عن قيادي في المعارضة السورية قوله: ”أبلغت تركيا المعارضة السورية بهذا المشروع، لكنها لم تزودنا بعد بمزيد من التفاصيل، نخشى أن تكون هذه الخطة غير مدروسة وتؤدي إلى نتائج عكسية في مناطق شمال سوريا المكتظة بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين من جميع مناطق سوريا“.
تفاقم المشكلة
وأضاف المسؤول: ”السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو ماذا سيحدث إذا جلبت تركيا مليون لاجئ؟… هذا بالتأكيد سيفاقم المشكلة، وقد يؤدي إلى انسحاب تركيا من الملف السوري، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى أن تكون أقل حماسًا فيما يتعلق بتغيير النظام السوري“.
بدوره أوضح الباحث السوري محمد السكري، الحاصل على الجنسية التركية والمقيم في أنقرة أنه ”من الواضح أن هناك توجهاً تركياً لعودة الكثير من السوريين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، على الأقل كجزء من الدعاية السياسية أمام الجمهور التركي الذي زاد استياءه من وجود المعارضة السورية“.
وتابع: ”هذا هو نتيجة سياسات اللاجئين الضعيفة في تركيا منذ اندلاع أزمة اللاجئين، حيث عجزت تركيا عن توفير بيئة مستدامة للاجئين بعيدًا عن حالة الاستقطاب السياسي“.
تأليب الأتراك
ولفت السكري إلى أن ”المعارضة التركية سعت إلى تأليب الأتراك ضد اللاجئين منذ سنوات، ويبدو أن الأمور خرجت عن قدرة حزب العدالة والتنمية الحاكم على مواجهة هذه الدعاية ضد السوريين“.
وأضاف: ”لذلك، تعتقد تركيا أن عودة مجموعات من السوريين إلى بلدهم لاحتواء غضب الشارع التركي سيهدف إلى التخفيف من خسائر الأصوات الانتخابية ضد أردوغان خاصة في انتخابات 2023 المقبلة، وقد يساعد في نزع فتيل التوتر الشعبي“.
وشدد السكري على أن ”عودة اللاجئين لا يمكن وصفها بأنها طوعية كما أعلن أردوغان بل قسرية لأسباب عديدة، أهمها عدم الاستقرار والقصف المستمر في شمال سوريا الذي تسعى تركيا إلى عودة اللاجئين إليه“.
وأضاف: ”تدرك تركيا أنه حتى جنودها يتم استهدافهم في تلك المناطق التي يصفونها بأنها آمنة.. ومن ناحية أخرى فإن مصطلح العودة الآمنة والطوعية أبعد ما يكون عن الدقة ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل في سوريا“.
ورأى السكري أن ”القيود على اللاجئين السوريين في تركيا سترتفع إلى مستويات غير مسبوقة في الفترة التي تسبق الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل“.
المصدر: إرم.