أخبار

​​​​​​​المستوطنات.. فصول أخرى للتغيير الديمغرافي في المناطق المحتلة تحت مسمى “إنسانية”

تواصل دولة الاحتلال التركي وبشكل ممنهج تغيير ديمغرافية المناطق المحتلة في سوريا، وبناء المستوطنات بدعم من جمعيات خليجية (قطرية وكويتية)، فيما يرى صحفي مصري أن تركيا تحرك مشاعر الشعوب العربية للحصول على دعم وتمويل مادي، داعين الكرد على إظهار حقيقة الدولة التركية في المناطق المحتلة في سوريا، للشعوب العربية.

تستمر دولة الاحتلال التركي بإنشاء المستوطنات ضمن المناطق التي احتلتها. وسخرت تركيا منذ احتلالها للمناطق السورية كل إمكاناتها في تغيير ديمغرافية المنطقة، وفرض واقع جديد عليها، فباشرت عام 2013 إنشاء أولى مشاريعها الاستيطانية في المنطقة؛ وقد زادت في الفترة الأخيرة بناء المستوطنات وبوتيرة متسارعة، بدعم وتمويل من قبل جمعيات قطرية وكويتية، وذلك تحت مسميات “خيرية”.

وكانت قد حمّلت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا في وقت سابق دولتي قطر والكويت المسؤولية في مساعدة تركيا ببناء المستوطنات في عفرين وجميع المناطق المحتلة بهدف تغيير ديمغرافية المنطقة، وتحقيق أهداف تركيا الاستعمارية في سوريا بإعادة أطماع اجدادها العثمانيين.

وشاركت نحو 24 جمعية تركية وقطرية وكويتية وفلسطينية في عملية بناء المستوطنات في المناطق المحتلة وهي “جمعية الأيادي البيضاء التركية – جمعية الإحسان للإغاثة والتنمية التركية – جمعية عطاء بلا حدود القطرية – الجمعية الكويتية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير- جمعية العيش بكرامة (فلسطين)- جمعية الشيخ عبد الله بن النوري الخيرية الكويتية – وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في دولة الكويت – جمعية الإصلاح ولجنة الأعمال الخيرية البحرينية – جمعية IHH التركية – تجمّع عرب فلسطين – الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة – الهلال الأحمر القطري – منظمة الدعوة الاسلامية – جمعية الهبة القطرية – هيئة تنظيم الاعمال الخيرية القطرية – الجمعية القطرية للسرطان – جمعية حفظ النعمة البحرينية – عرب فلسطين 48 – جمعية الشام الخيرية – وقف الديانة التركية (ديانت) – جمعية بيان القطرية – منظمة إعادة الأمل للأرامل – مؤسسة تآخ بلا حدود ذات الخلفية الإخوانية – جمعية البنيان القطرية ـ التركية المشتركة”.

واستخدمت تركيا المساعدات الإنسانية وأموال الإغاثة وخاصة من قطر وفلسطين والكويت وغيرها من الدول التي تساهم في تغيير ديمغرافية المنطقة لبناء مجمعات سكنية كبيرة، ويأتي ذلك في إطار مخطط خطير يهدف في النهاية إلى تغيير ديمغرافي شامل لتسهيل ضم هذه المناطق وغيرها من المناطق إلى تركيا فيما بعد.

وكانت قد عملت مؤخراً “الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني” عبر جمعية (الإغاثة 48) الفلسطينية حملة لاستكمال بناء المستوطنات في المناطق المحتلة.

وذكرت الحركة “الإسلامية” والتي يترأسها (حماد أبو دعابس) في منشور لها عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الافتراضي “فيس بوك” أنها تجمع تبرعات لبناء 1200 وحدة سكنية جديدة في سوريا.

وأكدت أن الحملة لا تزال مستمرة، كما بيّنت أن آلاف النازحين السوريين بلا مأوى، وناشدت من جهتها التبرع والمساهمة في تأمين مأوى لحمايتهم من برد الشتاء.

وضمن حملة أسمتها تلك الجمعيات بـ (دفء القلوب الرحيمة) وصلت قيمة التبرعات التي قام بها الفلسطينيون إلى 10 مليون دولار أميركي.

وأنشأت الحركة الإسلامية مع بداية مطلع عام 2022 مجمعاً استيطانياً في بلدة باسقلة بريف مدينة إدلب باسم “يافا البرتقال” بتنفيذ من قبل جمعية “طريق الحياة” التركية، بإشراف الجهات الحكومية التركية.

وقال رئيس الحركة الإسلامية حماد أبو دعابس إن عدد المنازل التي تم بناؤها وصلت إلى 600 منزلاً، ويتكون من غرفتين وحمام ومطبخ، مشيراً إلى أنها تكفي لأسرة مؤلفة من 5 أفراد، ويشمل التجمع الاستيطاني مسجداً ومدرسة ومجمعاً تجارياً ومستوصفاً.

وقال أبو دعابس إن تكلفة كل منزل يصل إلى 1560 دولاراً أميركياً، بينما تبرع أهالي بلدة طوبا الزنغرية الفلسطينية، خلال الشهر الجاري بمبلغ يزيد على 100 ألف دولار أميركي، لمساعدة المحتاجين في الشمال السوري ضمن حملة أطلقتها “جمعية الإغاثة 48” حملت عنوان (شتاء دافئ لكل محتاج ولاجئ).

 2013أولى خطوات الاحتلال التركي نحو واجهة المشاريع الاستيطانية في سوريا

وفي خطوة خطرة من نوعها أسست دولة الاحتلال التركي جمعية باسم “جمعية العطاء” مطلع 2013 تكفلت ببناء جمعيات استيطانية في الشمال السوري وصولاً إلى مناطق في محافظة إدلب.

وانطلقت فكرة المجمعات الاستيطانية بداية 2014 بوحدات سكنية لتتطور بعدها وتصبح مجمعات استيطانية، لتوطين أسر من معظم المناطق السورية، وكانت البداية من قرية حمد العمار والتي تقع على الحدود السورية التركية في محافظة إدلب، وضمت 100 وحدة سكنية عام 2015.

وفي عام 2016 قامت جمعية العطاء بإنشاء 520 وحدة سكنية في بلدة أطمة شمال محافظة إدلب، وتجمُّع عطاء السكني الاستيطاني الثاني ضم 748 وحدة سكنية عام 2017.

وكانت لمدينة الباب في ريف حلب الشرقي ومدينة سري كانيه نصيب من التجمعات الاستيطانية حيث، ضمت 250 وحدة سكنية في مدينة الباب، بالإضافة إلى 200 وحدة سكنية في مدينة سري كانيه.

وفي مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي تم خلال المرحلة الأولى بناء 260 وحدة سكنية، تتضمن أكثر من نموذج، منها بناء طابقي يضم منازل بمساحات مختلفة، وتضم كل شقة سكنية ثلاث غرف ومطبخاً وحماماً، أو غرفتين ومطبخاً وحماماً.

والمرحلة الثانية من المشروع وتعرف “بالتجمُّع السكني الاقتصادي” يضم 540 وحدة سكنية، بمساحة من 38 متراً إلى 60 متراً مكعباً، ويضم مسجداً ومستوصفاً بالإضافة إلى سوق تجاري.

أما المرحلة الثالثة ضمت 800 وحدة سكنية، كانت بحضور نائب والي غازي عنتاب التركية، ومدراء الصحة والتعليم الأتراك ومسؤولين في جهات ومنظمات محلية.

ويقع المشروع الاستيطاني في مدينة قرية العمارنة بريف مدينة جرابلس على الطريق الرئيس، يصله بجميع القرى والبلدات التابعة لمدينة جرابلس.

وبحسب ما يعرف بالمجالس المحلية التابعة للمرتزقة، وكان من المقرر أن يصل عدد الوحدات الاستيطانية في جرابلس خلال عام 2021 إلى 3500 وحدة سكنية، وإنشاء مجمع استيطاني في مدينة إعزاز من 400 وحدة سكنية، بالإضافة إلى 282 وحدة أخرى في جرابلس.

إنشاء عشرات المستوطنات في قرى مقاطعة عفرين المحتلة

وفي مقاطعة عفرين المحتلة، لجأ الاحتلال التركي إلى الجمعيات الإخوانية القطرية والكويتية والأوروبية لبناء المجمعات الاستيطانية، وذلك تحت مسميات إنسانية، منها “جمعية العيش بكرامة ـ الأيادي البيضاء ـ الخوذ البيضاء ـ الجمعية التعاونية”.

وكانت أولى خطواتها في الـ 15 من تشرين الثاني لعام 2018، إنشاء مجمع استيطاني باسم “القرية الشامية” نسبة لمرتزقة الجبهة الشامية، وذلك شرق مدينة عفرين المحتلة، على السفوح الجبلية غرب بلدة مريمين غرب مدينة عفرين.

وتكفلت جمعية “البيان” القطرية بإنشاء مجمع استيطاني في قرية آفرازة بناحية موباتا بريف عفرين المحتلة، في الساحة التي كانت تقام عليها احتفاليات عيد النوروز.

وتقدر مساحة المشروع بنحو 1 إلى 2 كم، وتتألف كل وحدة سكنية من غرفة ومطبخ وحمام وتم تزويدها بألواح الطاقة الشمسية.

وفي قرية حاج حسنو، أعلن المنتدى السوري الذي يرأسه غسان هيتو الرئيس الأسبق لحكومة الائتلاف المؤقتة التابعة للمرتزقة، أن مؤسسة ما تسمى “الإحسان للإغاثة والتنمية” ويرأسها براء الصمودي، قد بدأت في الـ 2 من نيسان من العام الفائت بتنفيذ مشروع بناء 247 وحدة سكنية تقدر مساحتها بـ 40 م، وتتضمن حديقة منزلية، وذلك على موقع جبلي يعرف باسم “جياي شاوتي” بالقرب من جبل قازقلي في محيط قرية كفر صفرة بناحية جندريسه.

وفي ناحية شيه وراجو، عمل الاحتلال التركي على إنشاء ثلاث مجمعات استيطانية على طول الشريط الحدودي الممتد من قرية جقلا وسهل قرية شاديا في ناحية راجو، بدعم وتمويل من قبل مرتزقة “السلطان سليمان شاه” والمعروف بالعمشات.

كما أنشأ بين قرية جقلا وقرمتلق مجمعاً استيطانياً لتوطين 300 أسرة من أسر المرتزقة الذين قاتلوا في ليبيا.

وفي قرية بافليون الإيزيدية بناحية شرا، بدأ الاحتلال التركي في الـ 12 من تشرين الثاني لعام 2020 بالعمل على إنشاء مجمع استيطاني يضم 70 وحدة سكنية باسم “مخيم التعاون”.

وأشرفت على بنائه سلطات الاحتلال التركي بتمويل من قبل جمعيات قطرية وكويتية إخوانية، وتقديم مبلغ مالي قدره 200 دولار أميركي للمستوطنين في تلك الوحدات السكنية.

وفي مركز مدينة عفرين المحتلة، أقدمت سلطات الاحتلال التركي على الاستيلاء على محاضر السكان الأصليين في حي الأشرفية العائدة ملكيتها إلى كل من محمود كلش وحنان ناصر ومحمد علي من أهالي قرية قيبار، وذلك لإنشاء مخيم لأسر المرتزقة فيها.

بالإضافة إلى إنشاء شقق سكنية على ضفاف نهر عفرين في مركز المدينة في الـ 4 من كانون الثاني لعام 2021 بدعم وتمويل من قبل منظمات إغاثية.

وفي ناحية شيراوا أقدمت جمعية ما تسمى “العيش بكرامة لأهالي فلسطين 48” على إنشاء مجمع استيطاني يضم 99 وحدة سكنية تحت اسم “بسمة”، في قرية شاديريه الإيزيدية لتوطين الأسر الفلسطينية الذين جلبتهم تركيا من مخيمات الفلسطينيين في سوريا منها مخيم اليرموك.

وفي قرية خالتا التابعة لناحية شيراوا، عملت تركيا مؤخراً على إنشاء مجمع سكني يضم 300 وحدة سكنية تحت اسم “كويت الرحمة” بدعم وتمويل من قبل جمعيات إخوانية كويتية.

وعمد الاحتلال التركي على توطين الأسر التركمانية على طول الشريط الحدودي الممتد من ناحية شرا وحتى بلبلة، ومن ناحية جندريسه وحتى ناحية راجو، وإنشاء عشرات المجمعات الاستيطانية.

حيث تم بناء مستوطنات في (قرية محمدية ودير بلوط في ناحية جندريسه، بالإضافة إلى إنشاء وحدات استيطانية فوق تل ناحية جندريسه الأثري وقرب قرية يلانقوز وقرية جلمة وديوان تحتاني وقولكه وإيسكا) وتشرف عليها جمعية “الآفاد” التركية حيث تقدم جميع الدعم المالي والإغاثي للمستوطنين.

وفي ناحية راجو عمل الاحتلال على إنشاء مستوطنة في قرية ميدان أكبس والتي تقع على الشريط الحدودي مع تركيا.

وبحسب مصادر خاصة في عفرين المحتلة، فإن منظمة الهلال الأحمر التركي بالتعاون مع والي هاتاي، تعمل على إنشاء مئات الوحدات السكنية في ناحية جندريسه.

وفي إطار التغيير الديمغرافي يعمل الاحتلال التركي على محو وطمس ثقافة القرى الإيزيدية في مقاطعة عفرين المحتلة، وفصل مدينة عفرين عن باقي المناطق السورية الأخرى.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى