القوات الأوكرانية “مُقيّدة اليدين”.. وزيارة بيلوسي إلى تايوان قد “تشعل الفتيل”
تناولت الصحف العالمية الصادرة، اليوم السبت، تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، في ظل احتدام المعارك شرق وجنوب أوكرانيا، دون مؤشر على توقف العمليات العسكرية قريبًا.
وأبرزت الصحف أيضًا التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بالموقف من تايوان، محذرة من أن عواقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إليها.
قيود على الأوكرانيين
قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن ”القوات الأوكرانية مقيّدة اليدين نتيجة تعهدها بعدم إطلاق النار على الأراضي الروسية“.
وأضافت الصحيفة في تقرير أنه ”عندما دحرت أوكرانيا القوات الروسية عن ثاني أكبر مدينة أوكرانية، وهي خاركيف، في مايو الماضي، سارعت تلك القوات إلى الحدود لوضع العلم الروسي على أراضٍ أوكرانية، سقطت لأول مرة في أيدي الروس“.
وأشارت إلى أنه ”منذ ذلك الحين، فإن الخطوط الأمامية على الجبهة الشمالية الغربية في أوكرانيا أصبحت راكدة إلى حد كبير، حيث تقوم المدفعية الروسية على الجانب الآخر من الحدود بقصف المواقع الأوكرانية والمباني المدنية، في الوقت الذي تعهدت فيه أوكرانيا بعدم قصف أراضٍ روسية بالأسلحة التي حصلت عليها من الغرب“.
ونقلت عن الجندي الأوكراني يفين تونتسا، من كتيبة المدفعية جنوب شرق خاركيف، قوله: ”أيدينا مقيدة، والقصف مقتصر على المواقع الأوكرانية المحتلة من قبل الروس“.
وبين تونتسا: ”لكن غير مسموح لنا بقصف المنطقة الحدودية المحيطة بمدينة بيلغورود، إذا كان لدينا تصريح بذلك، فإن النتيجة كانت ستكون مختلفة منذ فترة طويلة“.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن ”المعركة حول خاركيف تلقي الأضواء على القضية الرئيسة التي تواجهها القوات الأوكرانية، عندما تحصل على أسلحة غربية متطورة، فالولايات المتحدة والحكومات الأوروبية تشعر بقلق شديد من استفزاز روسيا، وفرضت قيودًا على كيفية استخدام كييف لتلك الأسلحة“.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف،: ”لقد وعدنا شركاءنا باستخدام هذه الأسلحة فقط على أرضنا من أجل الردع، وفي نفس الوقت فإن الروس يستخدمون أنظمة إطلاق صواريخ متنوعة، مثل غراد سكيرش، أو أوراغان من أرضهم ويستهدفون من خلالها مناطق مدنية في خاركيف. ويتعين أن نجد حلولًا لذلك، إنها مشكلة بالنسبة لنا“.
ولفتت ”وول ستريت جورنال“ إلى أنه ”في نفس الوقت، فإن المقاتلين في خاركيف يشيدون بفعالية راجمات الصواريخ الأمريكية هيمارس، ويقرون بأن القصف الروسي في بعض أجزاء المنطقة قد تراجع منذ وصول هذه الصواريخ“.
واستكملت: ”ومع ذلك، وفي ظل وجود ما يقرب من 12 راجمة صواريخ هيمارس فقط الآن في حيازة الأوكرانيين، فإنه يرون أنها ستكون أكثر فائدة بالنسبة لهم في التضاريس المرتفعة، حيث يمثل المدى الأطول لهم مزايا أكبر“.
مخاوف من اشتعال الفتيل
من جهتها، قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن محللين يحذّرون من أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان ستؤدي إلى إشعال الأزمة بين الولايات المتحدة والصين.
وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن ”الزيارة المرتقبة لنانسي بيلوسي إلى تايوان يمكن أن تؤدي إلى رد فعل عسكري من جانب جيش التحرير الشعبي الصيني الحديث“.
ولفتت إلى أن ”الصين صعدت من حملة التهديدات والمناورات العسكرية، في محاولة لإثناء نانسي بيلوسي عن زيارة تايوان في الأيام القليلة المقبلة“.
وأوضحت أن ”بكين حذّرت علانية من إجراءات مضادة قوية على أي زيارة، من شأنها أن تكون الأولى لرئيس مجلس النواب الأمريكي منذ 25 عامًا، وقامت بتصعيد مناوراتها العسكرية البحرية وللقوات البرية حول تايوان، وقال مسؤولون صينيون لنظرائهم الأمريكيين إن هناك احتمالًا لوجود رد فعل عسكري“.
ونقل التقرير عن ”وو شينبو“ مدير مركز الدراسات الأمريكية في جامعة فودان بشنغهاي، قوله ”إذا ذهبت بيلوسي، فإنه بالتأكيد ستكون هناك أزمة في مضيق تايوان“.
وأشار شينبو إلى أنه ”من المؤكد أنها ستكون أزمة أكبر من تلك التي وقعت في 1995 و1996، وذلك لأن القدرات العسكرية الصينية تفوق بمراحل تلك التي كانت عليها قبل 26 عامًا“.
”لكن باحثين صينيين ومسؤولين أمريكيين سابقين يرون أن بكين لا تزال تريد تجنب مواجهة عسكرية مفتوحة مع الولايات المتحدة“، وفق الصحيفة.
وقال ريتشارد بوش، مسؤول الاستخبارات الوطنية لمنطقة شرق آسيا، عندما وصلت التوترات في مضيق تايوان إلى ذروتها في 1995، إنه ”يجب أن نتعامل بجدية شديدة مع احتمال أن يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بإصدار أوامره لجيش التحرير الشعبي باستخداد محدود للقوة وليس فقط الاستعراض“.
وأضاف بوش أن ”الأمر محفوف بالمخاطر بالنسبة للصين في أن تدخل ولو حتى في حرب محدودة، لأنه من المؤكد وجود رد من جانب الولايات المتحدة“.
وتابع: ”كما أن الصينيين لا يضمنون الانتصار، كما أنهم لا يزالوا واثقين من أن الحرب النفسية التي يخوضونها منذ 6 سنوات لا تزال تحقق أهدافها“.
السلاح ينقلب ضد أردوغان
بدورها، قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حوّل أزمة اللاجئين السوريين إلى سلاح، إلا أن الطاولة انقلبت عليه الآن.
وأضافت الصحيفة في تحليل، أن ”الرئيس التركي استخدم ملايين اللاجئين كوسيلة ضغط ضد الاتحاد الأوروبي، لكن التصعيد الأخير في الحوادث العنصرية ضدهم تسبب في تصعيد الضغط على حكومته“.
وقالت إن ”الحكومة التركية أطلقت موقعًا إلكترونيًا، من خلاله يمكن تقديم شكاوى ضد موظفي الخدمة المدنية الذين يدلون بتعليقات عنصرية ضدهم“.
و“يعاقب القانون التركي على حالات العنصرية والاعتداءات على أساس الجنس والسخرية من الإعاقة، أو التمييز على أساس العرق أو لون البشرة“.
وأفاد التقرير أنه ”مع ذلك، يُطلب من الذين يتقدمون بشكوى ملء استمارات مفصلة باللغة التركية، ويتجنب كثيرون ذلك وكشف هوياتهم بشكل كامل، سواء لأنهم لا يعرفون اللغة التركية أو خوفاً من الانتقام ضدهم“.
وأشار إلى أن ”الحكومة التركية تبذل جهودًا كبيرة لاقتلاع خطاب الكراهية ضد اللاجئين السوريين، فعلى سبيل المثال، التقى وزير الداخلية سليمان صويلو في مكتبه مع 21 طالبًا سوريًا متميزًا من مختلف الجامعات، وأشاد بهم بقوة، واصفًا إياهم بأنهم إخوة المواطنين الأتراك“.
وتابعت الصحيفة: ”هذه الإيماءات تفقد معناها في اللحظة التي يدعو فيها عضو البرلمان أوميت أوزداغ إلى تلغيم الحدود بين تركيا وسوريا لمنع اللاجئين من الدخول“.
ولفتت إلى دعوة كمال كيليجدار أوغلو، رئيس أكبر حزب معارض، إلى ترحيل مليون لاجئ إلى سوريا“.
وقالت ”هآرتس“ إن ”اللاجئين السوريين الذين منحوا أردوغان نفوذًا على أوروبا في وقت سابق، أصبحوا الآن عبئًا وتهديدًا سياسيًا داخليًا“.
المصدر: إرم.