أخبار

الضربات الروسية.. تغيير لقواعد الاشتباك أم تثبيت؟

كما كان متوقعا أتى الرد الروسي على استهداف جسر القرم سريعا وعنيفا، حيث شنت موسكو صباح الاثنين، عشرات الضربات الصاروخية على العاصمة الأوكرانية كييف، والعديد من المدن والمناطق في مختلف أرجاء البلاد.

وأبدى مراقبون وخبراء عسكريون مخاوفهم من خروج الأمور عن السيطرة، ودخول الحرب المستعرة التي تكاد تكمل شهرها السابع، مرحلة جديدة تطيح بقواعد الاشتباك السابقة، وتفتح الطريق أمام حرب دموية مفتوحة قد تنزلق نحو حرب عالمية، لا تقتصر على المسرح الأوكراني المشتعل.

ويشير المراقبون والخبراء إلى أن ضرب كييف هي رسالة روسية بإن العودة لخيار اسقاط نظام زيلينسكي الذي طرح ببداية الحرب لا يزال قائما، وأن بإمكان موسكو تفعيله متى ما أرادت، خاصة وأن القصف طال شارعا غير بعيد عن مكتب زيلينسكي وفق مسؤولين أوكرانيين.

ويرجح محللون أن تكتفي روسيا حاليا بهذه الضربات، وأن يعتمد استئنافها وبوتيرة أشد على رد الفعل الأوكراني على سلسلة هجمات الاثنين، منوهين في هذا الصدد لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عقب تنفيذ الضربات والتي أكد فيها أنها ستكون أشد وأعنف حال تكرار تنفيذ أعمال إرهابية ضد بلاده من قبل الجانب الأوكراني.

رسائل متبادلة وحرب بلا قواعد

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي محمد صالح الحربي، في حوار مع سكاي نيوز عربية: “يمكننا القول إن الحرب دخلت مرحلة نوعية بعد نحو 8 أشهر على بدئها، وهي تشمل التركيز على الضربات الجوية والصاروخية العنيفة عوضا عن مرحلة التحرك البري، وبداية هذا التحول جاءت مع ضرب جسر القرم ولو أنه اقتصر على مسار واحد فيه، لكنه مثل رسالة سرعان ما بادرت روسيا للرد عليها عبر ضرب مختلف المناطق الأوكرانية واشعالها كافة الجبهات، والتي وصلت لحد استهداف مدينة لفيف في أقصى الغرب الأوكراني على الحدود مع بولندا”.

ويضيف الخبير العسكري: “ربما لم تنفرط قواعد اللعبة والاشتباك بعد، لكن ما يحدث الآن هو إرهاص ربما نحو انفلات الأمور ودخول الحرب مرحلة حرب مفتوحة بلا قواعد وبلا ضوابط لاتساعها واستعارها، حيث وصل الأمر لاستخدام أسطول البحر الأسود في تنفيذ هذه الضربات الصاروخية المكثفة، والتي تضمنت صواريخ فتاكة مثل كاليبر”.

ويستدرك الحربي قائلا: “وربما أننا أمام التصعيد من أجل خفض التصعيد، وفي هذا الإطار يندرج كذلك التلويح بالسلاح النووي التكتيكي الروسي، ومع ذلك فالعالم يحبس أنفاسه على وقع استعار الحرب الروسية الأوكرانية وتبادل الرسائل الدموية بين طرفي الصراع، بعد استهداف جسر كيرتش والتقدم الميداني الأوكراني بشرق البلاد وجنوبها، وتعيين موسكو قائدا جديدا للعملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا”.

ويوضح الحربي أنه “بات واضحا أن هناك توجها روسيا لإعلان الحرب وليس فقط الاكتفاء بتوصيف العملية العسكرية الخاصة، وهو ما قد يقود لتوسعها وتحولها لحرب عالمية، حيث أن واشنطن تراقب ما يحدث عن كثب وهي بصدد تقدير الموقف العسكري المستجد وتقييمه”.

رد فعل ورسالة ردع

بدورها تقول الباحثة الروسية بالعلاقات الدولية بمدرسة موسكو العليا للاقتصاد لانا بدفان، في لقاء مع سكاي نيوز عربية: “هذه الضربات الروسية هي رد على سلسلة هجمات أوكرانية، وآخرها ضرب جسر القرم الاستراتيجي، لكنها قد لا تعني بالضرورة المضي نحو العمل على الإطاحة بالحكومة الأوكرانية والسيطرة على كييف”.

وتضيف: “غالبا الضربات التي استهدفت مقار لصنع القرار الأوكراني، هي لإرضاء الرأي العام الروسي الغاضب من تصاعد هجمات قوات كييف على الروس في دونباس وخيرسون وحتى بشبه جزيرة القرم، وهي لردع تمادي أوكرانيا بتحريض أطلسي في تحدي روسيا واستفزازها”.

وتردف الباحثة الروسية: “كما وأن هذه الضربات تأتي من باب الضغط على زيلينسكي للقبول بالعودة للمفاوضات مع موسكو، والقبول بما تحقق في المناطق الأربع التي انضمت لروسيا، بعد استفتاءات تقرير المصير فيها نهاية الشهر الماضي”.

المصدر: سكاي نيوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى