أخبار

الرئيس التركي.. “مجرم الحرب” في دول عديدة يطالب بإيقافها في غزة!

بينما يذرف الرئيس التركي دموعه على أهالي غزة، ويتحدث مسؤولو سلطاته عن “جرائم حرب” ارتكبت هناك، تواصل قواته والمرتزقة التابعون لها بارتكاب الجرائم ذاتها في سوريا والعراق وليبيا ودول أخرى، كما يتزايد التبادل التجاري بين أنقرة وتل أبيب، ما يُظهر النفاق التركي بأوضح صوره.

يواصل الرئيس التركي ومسؤولو سلطاته استخدام القضية الفلسطينية لتجييش الرأي العام العربي والإسلامي، وذلك بعد أن فشلت أنقرة بلعب دور الوساطة بين حركة حماس وإسرائيل، اذ يشير أردوغان في تصريحاته إن “إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية في غزة”، فيما ذكر وزير خارجية الاحتلال التركي، آخرها أمس، أن “الهجمات الإسرائيلية البربرية على غزة تُعدّ جرائم حرب”.

 بحث أردوغان وسلطاته عن دور

مع بداية التصعيد بين حماس وإسرائيل طرحت تركيا نفسها كوسيط، إلا أن الأطراف المتحاربة لم تهتم بتلك العروض، وذلك بسبب ما وصفت أوساط إسرائيلية وغربية تركيا بأنها وسيط غير نزيه وغير موثوق، كما أن تراجع دعمها لحماس خلال الفترة التي أعقبت المصالحة التركية – المصرية – الخليجية، انعكس على تأثير تركيا على الحركة.

ونتيجة لذلك، فإن السلطات التركية تحاول الموازنة بين مهاجمة إسرائيل إعلامياً بهدف استقطاب الرأي العام العربي والإسلامي وتكون مؤثرة على حركة حماس مجدداً، وتقديم المبادرات السياسية لإسرائيل والغرب، وتطمح أن يكون لها دور فيما يجري الحديث عنه بشأن تشكيل إدارة لغزة مدعومة إقليمياً ودولياً، حيث طرحت ما يسمى “صيغة الضامنين” كي تكون ضامنة لحماس في أي اتفاق.

تصريحات مرتفعة لا تؤثر على العلاقات الاقتصادية

وعلى الرغم من هذه التصريحات، التي وصفها الكثير من المراقبين بأنها أشبه بـ “دموع التماسيح” إلا أن مسؤوليها لا يزالون يحافظون على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، حيث تبحر ناقلاته في البحر، محملة بالنفط الخام والمحروقات والفولاذ وترسو في موانئ إسرائيل.

ووفقاً لتقارير عديدة، تعمل أنقرة على زيادة حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى 15 مليار دولار. كما ارتفع عدد السياح الإسرائيليين في تركيا إلى أكثر من 631 ألفاً، بزيادة خمس مرات ونصف مقارنة بالعام السابق.

وفي 2022، قالت وزارة النقل الإسرائيلية إن إسرائيل وتركيا ستوسعان حركة الطيران الثنائية، بموجب اتفاق طيران جديد، هو الأول بينهما منذ عام 1951.

ومن أبرز الاتفاقيات التي أبرمت بين الطرفين خلال الأشهر الأخيرة، الإعلان عن اتفاق لنقل الغاز الإسرائيلي عبر الأراضي التركية كبديل لخط “إيستميد” الذي يمر عبر الأراضي اليونانية والقبرصية، كما أبرمت تركيا مع إسرائيل اتفاقات للتنقيب المشترك عن الغاز في البحر المتوسط.

مجرم يتحدث عن إيقاف الجرائم!

وفي وقت يتحدث أردوغان وحكومته عن ضرورة إيقاف جرائم الحرب في غزة، إلا أن قواته متورطة بارتكاب الكثير من جرائم الحرب في سورية ودول عديدة بالمنطقة، وتواصل جرائمها، سنسردها أدناه.

وبهدف إفشال مساعي الكرد في شمال كردستان للوصول إلى حقوقهم المشروعة، أعلنت السلطات التركية الحرب عليهم ونتج عن ذلك تدمير العديد من المدن وتضررت 11 مدينة و49 منطقة من ضمنها (سور، هكاري، شرناخ، جزير، نصيبين، هزخ، ديريك، كفر، كمكم، فارقين)، بفعل هجمات جيش الاحتلال التركي البرية والجوية.

وتأثر ما لا يقل عن مليون و809 آلاف شخص يعيشون في هذه المناطق، وهُجّر ما لا يقل عن 500 ألف شخص قسراً بسبب الدمار.

ودمر 72% من أحياء مدينة سور التاريخية العريقة، باستخدام المدافع الثقيلة والطائرات، ولا يزال حظر التجوال سارياً فيها منذ 7 سنوات، حيث يتم عمداً طمس تاريخ وهوية هذه المدينة وتدمير هويتها التي هي أرث للكرد والأرمن والسريان وغيرهم من الأعراق.

وتم تدمير 3569 مبنى بما في ذلك المساجد والكنائس والمدارس، وفق تقرير أعدّه اتحاد غرف المهندسين والمعماريين الأتراك.

وهدم الجيش التركي 70% من مدينة شرناخ الكردية، ودمرت 7 أحياء رئيسية بالكامل، إذ أدى الهجوم الذي استمر حتى ربيع 2016 إلى تشريد ما يزيد عن نصف مليون كردي.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقرير أصدره في آذار 2017 إن أحياءً برمتها في بلدة نصيبين سُوّيت بالأرض.

واستشهد 594 مدنياً وأصيب 437 أخرون، بينهم 45 طفلاً دون سن 18 عاماً، وفق جمعية حقوق الإنسان (IHD)، ووفقاً لتقارير أخرى صادرة من قوائم حزب الشعوب الديمقراطي، أكدت استشهاد نحو 700 مدني في غضون 12 شهراً.

ولم يكتف جيش الاحتلال التركي بارتكاب هذه الجرائم الشنيعة في شمال كردستان، وهاجم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في الـ 20 من كانون الثاني 2018، مقاطعة عفرين، وفي 18 أذار تم احتلالها، هُجّر خلالها ما يزيد عن 350 ألف نسمة من سكان مدينة عفرين قسراً.

وحسب منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، فإن الاحتلال التركي وعلى مدار خمسة أعوام من الاحتلال (2018-2023) اختطف قرابة 8334 مواطناً، بينهم أكثر من 430 امرأة، و153 طفلاً، وقتل 690 مواطناً بينهم 95 امرأة، وعشرات الأطفال.

وهاجم الاحتلال التركي ومرتزقته في الـ 9 من تشرين الثاني 2019، مدينة سري كانيه، وكري سبي/تل أبيض، واحتلها، وطوال أربع سنوات، قتل 59 مدنياً، بينهم 5 نساء، واعتقال 592 آخرين، بينهم 73 امرأة، و53 طفلاً وطفلة، وذلك وفق إحصائية لـ رابطة “تآزر” للضحايا.

ووثقت الرابطة احتجاز 163 شخصاً، تم اخفاؤهم قسراً، حيث لا تزال عائلاتهم لا تعلم شيئاً حول مصيرهم، في حين تعرّض 492 شخصاً للتعذيب في مراكز الاحتجاز التي يديرها “المرتزقة الموالون لتركيا” في سري كانيه وكري سبي، بينهم 6 معتقلين على الأقل قضوا تحت التعذيب.

وشهدت مناطق سري كانيه، وكري سبي ما لا يقل عن 79 تفجيراً، راح ضحيتها 146 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأكثر من 300 جريح، فضلاً عن نشوب 65 من حالات اقتتال داخلي بين المرتزقة قتل نتيجتها 5 مدنيين على الأقل وجرح أكثر من 36 آخرين، بحسب “تآزر“، كما وثقت “تآزر” قتل 11 شخصاً، تم تصفيتهم من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.

وهجر ما لا يقل عن 300 ألف شخص من السكان المنطقة قسراً، وحلّ محلهم أناس غرباء، بينهم نساء وأطفال من مرتزقة داعش معظمهم عراقيين، في سياق عمليات تغيير الهندسة السكانية في المنطقة.

واستخدم جيش الاحتلال التركي أسلحة محرّمة دولية كـ “الفوسفور الأبيض”.

وفي عام 2019 قالت منظمة العفو الدولية إن هناك أدلة دامغة على جرائم الحرب وغيرها من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال التركي ومرتزقته في سوريا، وفي عام 2020 نبّه محققون من الأمم المتحدة، إلى أن أنقرة قد تكون أمام “مسؤولية جنائية” في جرائم حرب ارتكبت في شمال سوريا.

وفي وقت يندد أردوغان ومسؤولو الدولة التركية بالهجمات على المشافي في غزة، قامت قواته بتدمير الكثير من البنى التحتية ودور العبادة والمدارس والمراكز الصحية في شمال وشرق سوريا، حيث تم تدمير مشفى كورونا بالكامل في مدينة كوباني وحوّله إلى كتلة من الركام والخراب في الـ 19 من تشرين الثاني 2022، كما دمّر مشفى كورونا في قرية كري فرا في منطقة ديرك إثر هجمات الطائرات التركية.

وفي إحصائية نهائية، كشفت الإدارة الذاتية خلال مؤتمر صحفي عقدته في 18 تشرين الأول، عن استهداف دولة الاحتلال التركي لـ 104 مواقع ومنشآت ومراكز؛ تشمل محطات وقود وكهرباء ومياه، بتنفيذ 580 ضربة جوية وبرية من أقصى ديرك وصولاً إلى الشهباء، وذلك من 5 حتى 9 تشرين الأول الجاري.

المصدر: ANHA.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى