طوَّر فريق من “ميتا” في باريس نظام ذكاء اصطناعي قادرًا على إنتاج صور من نشاط دماغ الانسان باستخدام إشارات كهرومغناطيسية (MEG).
ولفتت صحيفة “لوموند” الفرنسية أنه يمكن لهذا النظام، الذي يستخدم بنية فريدة من 3 أجزاء، إعادة بناء الصور التي يتصورها الدماغ في الوقت الفعلي، موضحة أن الإنجاز الجديد يعمّق فهمنا لكيفية معالجة الدماغ للصور، وقد يمهّد الطريق للتطبيقات السريرية، بما في ذلك مساعدة الأفراد الذين فقدوا قدرتهم على التحدث بسبب آفات الدماغ.
ويقوم النظام المكون من 3 أجزاء، والذي يتكون من جهاز تشفير الصور، وجهاز تشفير الدماغ، وجهاز فك تشفير الصور، بمحاذاة إشارات MEG مع تمثيلات الصور العميقة، ما ينتج عنه تدفق مستمر للصور التي تم فك تشفيرها من نشاط الدماغ.
وبحسب الصحيفة، درّب الباحثون النظام الجديد باستخدام مجموعة بيانات متاحة للجمهور من تسجيلات MEG من متطوعين أصحاء، حيث تمت إتاحة الوصول إلى مجموعة البيانات هذه بواسطة Things؛ وهو اتحاد دولي من الباحثين الأكاديميين الذين يشاركون البيانات التجريبية من نفس قاعدة بيانات الصور.
وختمت الصحيفة أن الباحثين قيّموا أداء الذكاء الاصطناعي من خلال مقارنته بالعديد من وحدات الصور المدربة مسبقًا، ووجدوا أن إشارات الدماغ تتوافق بشكل وثيق مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة لرؤية الكمبيوتر.
وأظهر ما سبق أن التعلم الخاضع للإشراف الذاتي في أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤدي إلى تمثيلات تشبه الدماغ، حيث تستجيب الخلايا العصبية الاصطناعية بشكل مشابه للخلايا العصبية في الدماغ عند تقديمها لنفس الصور.
ويعزز هذا البحث مبادرة “ميتا” البحثية طويلة المدى لفهم أسس الذكاء البشري، وتحديد أوجه التشابه وكذلك الاختلافات مقارنة بخوارزميات التعلم الآلي الحالية، وتوجيه تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المصممة للتعلم والتفكير مثل البشر في نهاية المطاف”، كتبت الشركة.
وعلى الرغم من أن الصور التي تم إنشاؤها غير كاملة، فإن هذا البحث يعد خطوة مهمة إلى الأمام في فهم الذكاء البشري، وتسليط الضوء على التقارب بين أنظمة الذكاء الاصطناعي والدماغ وتوجيه تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الشبيهة بالإنسان.
المصدر: إرم.