أخبار

الحكومة السورية والنظام التركي يستهتران بحياة سكان شمال وشرق سوريا

تستهتر الحكومة السورية وكذلك النظام التركي بحياة سكان شمال وشرق سوريا، الأولى عن طريق استمرار نقل المسافرين إلى المنطقة عبر مطاراتها، والثاني عبر نقل مصابي كورونا من تركيا إلى المناطق التي تحتلها في سوريا وخصوصاً سريه كانيه وكري سبي/تل أبيض.

تبذل خلية الأزمة في شمال وشرق سوريا التي شُكلت في 15 آذار، والمؤلفة من هيئة الصحة، قوى الأمن الداخلي والمؤسسات واللجان الطبية، جهوداً كبيرة لمنع ظهور فيروس كورونا في المنطقة؛ هذا الفيروس الذي أودى بحياة ما يقارب 100 ألف حول العالم.

فمنذ ظهور فيروس كورونا في الدول المجاورة لسوريا، اتخذت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التدابير الاحترازية والوقائية في المنطقة، لحماية الأهالي ولمنع ظهور الفيروس، كإنشاء مراكز الحجر الصحي في مدن شمال وشرق سوريا وتجهيزها بالمعدات الطبية كخطوة أولى، ومن ثم إنشاء مراكز أكبر في المدن والنواحي بعيد اًعن المناطق السكنية كمرحلة ثانية، وفرض حظر تجوال ضمن كافة مناطق شمال وشرق سوريا.

ولم يتوقف عمل الإدارة الذاتية هنا فحسب، بل شكلت فرقة طوارئ تم تدريب أعضائها على كيفية التدخل بشكل سريع في حال الاشتباه بوجود إصابة بفيروس كورونا في المنطقة، كما كثفت هيئة الصحة أبحاثها الطبية وتمكنت بالتعاون مع معهد PEAS السويدي من الوصول لاكتشاف من شأنه الكشف عن وجود إصابة بفيروس كورونا في غضون 30 ثانية، وتم تطبيقه في ووهان الصينية مركز بؤرة تفشي كورونا، وأعطى الاختبار نتائج مذهلة بنسبة تصل إلى 85%.

وتأتي كل هذه الإجراءات في ظل إمكانات ضعيفة تمتلكها الإدارة الذاتية، وسط تخاذل من منظمة الصحة العالمية، وعدم تقديمها أي دعم للقطاع الصحي في المنطقة حتى الآن لمواجهة الفيروس، رغم أنها قدمت المساعدة لحكومة دمشق ومنطقة إدلب التي تخضع لسيطرة وإدارة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة المصنفة على لائحة الإرهاب الدولي).

ويرى الأطباء والمختصون أن الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من إغلاق المعابر مع المنطقة، وفصل المدن عن بعضها وإجراءات حظر التجوال، يجعل من احتمال ظهور الإصابة بالفيروس في المنطقة ضئيلاً جداً، كونه ينتقل من المصابين به.

ولكن ما يظهر في الفترة الأخيرة هو تصرفات الحكومة السورية وممارسات دولة الاحتلال التركي، اللتان تستهتران بحياة سكان شمال وشرق سوريا ويبدو أنهما تسعيان جاهدتين إلى نقل العدوى بالفيروس إلى المنطقة، للنيل من شعوبها التي ظلت صامدة بوجه ممارساتهما.

فالحكومة السورية لم تقطع الرحلات الوافدة من العاصمة دمشق التي ظهرت فيها أول حالة إصابة بكورونا أواخر شهر آذار، إلى مدينة قامشلو؛ ففي غضون أسبوع واحد سمحت الحكومة بثلاث رحلات طيران إلى مطار قامشلو قادمة من دمشق.

في المرة الأولى تم إجراء الفحوصات للوافدين بتاريخ 5 نيسان وفحصهم عبر اختبار “الكيت”، وبعد التأكد من عدم إصابتهم تم نقلهم إلى مراكز حجر الصحي لمدّة 14 يوماً، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس وضمان سلامة سكان المنطقة.

وبتاريخ 7 نيسان قدم وافدون جدد على متن رحلة طيران ثانية، ولكن الملفت للانتباه أن سلطات الحكومة السورية هرّبت عدداً منهم من المطار عبر طرقها لمنع إجراء الفحوصات لهم، ووضعهم في الحجر الصحي.

وعليه، أصدرت هيئة الصحة في شمال وشرق سوريا في 8 نيسان بياناً للرأي العام أوضحت فيه أن السلطات السورية لا ترغب في التعاون معهم، وتعرض عبر قراراتها الخاطئة حياة أبناء شمال وشرق سوريا للخطر من خلال إدخال المدنيين إلى المنطقة، دون أن يتم إجراء اختبارات وفحوص تؤكد سلامتهم وعدم إصابتهم بفيروس كورونا.

وفي 9 نيسان، حطت طائرة أخرى في مطار قامشلو قادمة من دمشق رغم مناشدات الإدارة الذاتية بإيقاف تلك الرحلات.

وبحسب المعلومات كان على متن الطائرة 100 طالب وطالبة يدرسون في جامعة دمشق ومدنيون، إلا أن عدد الذين تم فحصهم من قبل لجان الطوارئ لم يتجاوز 15 شخصاً، وللمرة الثانية قامت سلطات الحكومة السورية بتهريبهم إلى داخل مدينة قامشلو.

وتم نقل المدنيين الذين تم فحصهم احترازياً إلى مراكز للحجر الصحي مجهزة بكافة المعدات الطبية والمواد اللوجستية، حيث أوضحت روجين أحمد إدارية لجنة الصحة في مقاطعة قامشلو، بأن خلية الأزمة جهزت كافة مراكز الحجر الصحي للوافدين من الخارج بكافة المستلزمات، وبأن الإدارة الذاتية حملت على عاتقها كافة المصاريف لحين انتهاء مدة الحظر التي مدتها 14 يوماً.

وأكدت روجين أحمد وجود 65 شخص ضمن مركزي الحجر في مدينة قامشلو، ويتم فحصهم مرتين كل يوم للتأكد من حالتهم الصحية.

استهتار الحكومة السورية بحياة المواطنين لم يتوقف عند هذا الحد، حيث نقلت عناصر الجيش المسرحين من الخدمة الإلزامية إلى المنطقة دون إجراء اختبارات لهم؛ وفي هذا السياق دخل أحد المسرحين إلى قرية أم الحوش في مقاطعة الشهباء دون أي تنسيق مع الإدارة الذاتية هناك.

وبعد تدخل فرق الطوارئ وإجراء الاختبارات اللازمة للعنصر تبين وجود أعراض فيروس كورونا عليه، لذا تم نقله إلى مشافي حلب للتأكد من حالته، كما تم فرض حجر صحي مؤقت على القرية.

وفي سياق متصل يحاول الاحتلال التركي أيضاً نقل العدوى إلى المنطقة عبر نقل المصابين بفيروس كورونا في تركيا إلى المناطق التي تحتلها في سوريا مثل سريه كانيه وكري سبي/تل أبيض.

وبحسب المعلومات الواردة من سريه كانيه، فإنه يتم نقل مصابي كورونا من تركيا إلى مشفى روج.

وبخصوص ما يجري في كري سبي قال الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة كري سبي حميد العبد لوكالتنا بأن الاحتلال التركي يقوم بإرسال المرضى المصابين بفيروس كورونا في تركيا إلى مدينة كري سبي، وأشار إلى أن جميع المصابين يحملون الجنسية التركية.

ويشار إلى أنه بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا حول العالم ما يزيد عن مليون و 600 ألف وعدد الوفيات ما يقارب 100 ألف.

المصدر: هاوار ANHA

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى