الحرب تستعر شرقي أوكرانيا.. و”فرصة” من أجل الحلم الأوروبي
مع احتدام الحرب في شرق أوكرانيا، تلقت كييف دفعة كبيرة عندما أوصى الاتحاد الأوروبي بأن تصبح مرشحا للانضمام إلى التكتل، فيما سيكون تحولا جيوسياسيا مثيرا في أعقاب الاجتياح الروسي.
من المتوقع أن يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي على توصيات اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا المجاورة، والتي تم الإعلان عنها يوم الجمعة، في قمة تعقد الأسبوع المقبل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على تويتر إن شجاعة الأوكرانيين أوجدت الفرصة لأوروبا “لإنشاء تاريخ جديد من الحرية وأن تزيل أخيرا المنطقة الرمادية في أوروبا الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا”.
وفي خطابه المسائي على التلفزيون الوطني، قال زيلينسكي إن قرار الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي غير مؤكد بعد، لكنه أضاف: “يمكنك فقط تخيل قوة أوروبية قوية حقا، واستقلال أوروبي، وتطور أوروبي مع أوكرانيا”.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قرار السلطة التنفيذية وهي ترتدي ملابس بلوني علم أوكرانيا الأصفر والأزرق.
وقالت: “الأوكرانيون مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي. نريدهم أن يعيشوا معنا الحلم الاوروبي”.
وانتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، في خطاب حافل بالشكوى ألقاه في سان بطرسبرغ يوم الجمعة، لكنه سعى إلى التقليل من شأن قضية الاتحاد الأوروبي.
قال: “ليس لدينا شيء ضده. إنه ليس كتلة عسكرية. من حق أي دولة الانضمام إلى اتحاد اقتصادي”.
الاتحاد الأوروبي
ومع ذلك، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تتابع عن كثب طلب أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة في ضوء زيادة التعاون الدفاعي بين التكتل المكون من 27 دولة.
وتقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد 4 أيام من تدفق القوات الروسية عبر حدودها في أواخر فبراير.
وانضمت إليها بعد أيام مولدوفا وجورجيا وهما دولتان سوفيتيتان سابقتان أصغر حجما تتصارعان أيضا مع مناطق انفصالية تدعمها روسيا.
وعلى الرغم من أن ترشيح أوكرانيا ومولدوفا للانضمام إلى الاتحاد ليس سوى بداية لعملية قد تستغرق سنوات عديدة إلا أنها تضع كييف على المسار الصحيح لتحقيق طموح كان من الممكن أن يكون بعيدا عن متناولها قبل أشهر فقط.
كان أحد أهداف بوتن المعلنة في شن اجتياح أسفر عن سقوط آلاف القتلى وتدمير مدن ودفع ملايين إلى الفرار هو وقف توسع الغرب شرقا من خلال حلف الأطلسي العسكري.
لكن إعلان يوم الجمعة أكد كيف كان للحرب تأثير معاكس وهو إقناع فنلندا والسويد بالانضمام إلى حلف الأطلسي، والآن للاتحاد الأوروبي للشروع في التوسع المحتمل الأكثر طموحا منذ قبول دول أوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة.
وندد بوتن في خطابه بالولايات المتحدة لاعتبار نفسها “ظل الله على الأرض” وقال إن تعنت الغرب لم يترك لروسيا أي خيار سوى تنفيذ “عمليتها العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.
كما تساءل عما إذا كان “من المستحسن” أن يسمح الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بالانضمام، قائلا إن كييف ستحتاج إلى دعم اقتصادي ضخم قد لا يكون أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين على استعداد لتقديمه.
يذكر أن أوكرانيا ومولدوفا أفقر بكثير من أعضاء الاتحاد الأوروبي الحاليين ولديهما تاريخ حديث من السياسات المضطربة والجريمة المنظمة والصراعات مع الانفصاليين المدعومين من روسيا.
لكن الاتحاد يرى في زيلينسكي (44 عاما) ومايا ساندو (50 عاما) زعيمين مواليين للغرب من جيل خارج حقبة الاتحاد السوفيتي.
المصدر: سكاي نيوز.