الأولى منذ 2013.. ترحيب تركي بزيارة سامح شكري لأنقرة
قرَّب زلزال 6 فبراير في تركيا، بشكل لافت وسريع، المسافة بين الحكومتين في القاهرة وأنقرة، كما ظهر بداية بالمساعدات العاجلة التي أرسلتها الحكومة المصرية لمساعدة المتضررين، مرورا بمكالمة هاتفية بين الرئيسين المصري والتركي، والآن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري لأنقرة.
كما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخرا بدء مسار جديد مع مصر وتعاون يبدأ من الوزراء وينتهي بتطبيع علاقات كاملة.
يأمل محلل تركي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن تثمر هذه الخطوات عن إزالة كل الخلافات، وأن تستجيب الحكومة التركية لمطالب القاهرة بوقف دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية.
زيارة شكري
صباح الأحد، أعلن بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية الوزير سامح شكري، أنه سيتوجه صباح الإثنين إلى كل م نسوريا وتركيا، في زيارة “من أجل نقل رسالة تضامن من مصر مع الدولتين وشعبيهما، عقب زلزال 6 فبراير الذي خلف خسائر فادحة”.
أشار البيان إلى أنه “من المنتظر أن يؤكد وزير الخارجية في لقاءاته بكل من سوريا وتركيا على استعداد مصر الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمتضررين في المناطق المنكوبة بالبلدين، وأن مصر حكومة وشعبا، لا يمكن أن تتأخر يوما عن مؤازرة أشقائها”.
زيارة مهمة
المحلل السياسي التركي، جواد غوك، يصف زيارة الوزير المصري بأنها “في غاية الأهمية، ليس لمصر وتركيا فقط، بل وللمنطقة بأكملها”، بعد 10 سنوات من التأزم.
يلفت غوك إلى أن زيارة شكري تأتي عقب المكالمة الهاتفية التي جمعته بنظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، وهي “أول خطوة ملموسة في إطار عودة العلاقات بين البلدين”، مطالبا بعودة السفراء للقاهرة وأنقرة “لأنه أمر في غاية الأهمية”.
بعد التوافق على عودة العلاقات بين البلدين، سيطرح الجانب المصري طلبات تخص الجماعات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان، وعلى الحكومة التركية اتخاذ الخطوات اللازمة لمنعهم من تخريب العلاقات بين الجانبين مرة أخرى، وفق المحلل التركي.
عن موقف الحكومة التركية من الزيارة، قال إنها “سعيدة للغاية” بها، خاصة في هذه الأوقات الصعبة بالنسبة إلى الشعب التركي “وسوف يقدرون جهود مصر التي بذلتها لمساعدة المنكوبين من الزلزال وإرسالها للمساعدات”.
مساعدات مصرية
الخميس الماضي، أرسلت مصر طائرتي مساعدات إغاثة إلى تركيا تضامنا مع المتضررين من الزلزال، ومساهمة في تخفيف آثاره.
تأتي الطائرتان غداة رسو السفينة التابعة للقوات البحرية المصرية “حلايب” في ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا، محملةً بـ650 طنا من المساعدات الإنسانية.
عقب الزلزال، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا مع أردوغان، أعرب خلاله عن التعازي والتضامن إثر الكارثة.
في 8 فبراير، أعلن الجيش المصري تسيير 5 طائرات نقل عسكرية محمّلة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا.
مباحثات سابقة
تسعى تركيا لاستعادة العلاقات مع مصر، التي شهدت خلافات حادة منذ ثورة 30 يونيو المصرية عام 2013، بشأن قضايا مصرية وإقليمية، أبرزها غضب مصر من الدعم التركي لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، وللجماعات الإرهابية والمليشيات في ليبيا.
في السنتين الأخيرتين، أجرى البلدان جولتي محادثات استكشافية بدأت 2021، برئاسة نائب وزير الخارجية التركي السفير سادات أونال، ونظيره المصري حمدي لوزا، واتفق الجانبان مع نهاية الجولة الثانية التي عُقدت بأنقرة في سبتمبر الماضي، على مواصلة المشاورات، وأكدا رغبتهما في إحراز تقدم في قضايا محل نقاش، وتطبيع العلاقات بينهما.
أعلى مستوى من التواصل قبل الزلزال، كان مصافحة بين السيسي وأردوغان خلال حضورهما افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم التي أقيمت في قطر نوفمبر الماضي.
المصدر: سكاي نيوز.