إنسايدر: تصاعد معارك أوكرانيا يزيد خطر المواجهة بين واشنطن وموسكو
ذكر موقع ”إنسايدر“ الأمريكي، في تقرير له، اليوم السبت، أن تصاعد حدة المعارك في أوكرانيا والتورط غير المباشر للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين أدى إلى تزايد مخاطر وقوع مواجهة عسكرية مباشرة بين الولايات المتحدة ودول حلف ”الناتو“ من جهة، والقوات الروسية من جهة أخرى.
وسارعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى دعم أوكرانيا بعد الغزو الروسي فيما عززت وجودها العسكري على طول الجناح الشرقي لحلف ”الناتو“.
وحذر الموقع في تقريره من أن ”هذه الجهود تعني أن المزيد من الطائرات الأمريكية والحليفة تعمل بالقرب من أوكرانيا حيث تعمل الطائرات العسكرية الروسية هناك، ويزيد قربها من فرص المواجهة الوثيقة التي تؤدي إلى صدام وتصعيد محتمل“.
ونقل الموقع عن مسؤول دفاعي أمريكي قوله إن الولايات المتحدة ”تحتفظ بعدد من القنوات المباشرة لمناقشة القضايا الأمنية الحرجة مع الروس أثناء الطوارئ“.
وأضاف: ”لكنهم كانوا دون خطة لإدارة عملياتهم الجوية حتى 1 الشهر الجاري، عندما أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية مثل هذا الخط الساخن مع وزارة الدفاع الروسية لأغراض منع سوء التقدير والحوادث العسكرية والتصعيد“.
وجود عسكري كبير
ولفت التقرير إلى أن القوات الجوية لحلف الناتو تمتلك بالفعل وجودا كبيرا في جميع أنحاء أوروبا الشرقية، حيث تقوم بعمليات شرطة جوية فوق منطقتي البلطيق والبحر الأسود.
وتوجهت المزيد من الطائرات الأمريكية إلى دول البلطيق في الأسابيع التي سبقت الغزو الروسي، وفي الساعات والأيام التي تلت ذلك فيما قامت طائرات الناتو بدوريات في الجناح الشرقي للحلف ونشرت الولايات المتحدة المزيد من المقاتلات في المنطقة.
وقال آرون شتاين من ”معهد أبحاث السياسة الخارجية“ في واشنطن إنه مع التعزيز العسكري الروسي وجهود التعزيز التي يبذلها الناتو، ”هناك الكثير من الفولاذ في البحر الأسود وفي بولندا، ولكن في ظل الظروف الحالية ليس هناك مصدر قلق كبير من أن يؤدي حادث إلى تصعيد أو مواجهة شاملة“.
وأضاف: ”الجانبان لديهما جيشان محترفان وحتى الآن فالولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي نفسه كانا واضحين جدًا في أنهما لن يعبرا الحدود“.
ولفت شتاين إلى أنه في ظل هذه الظروف، يمكن تخفيف خطر المواجهة ”بمجرد زيادة القدرة على نقل المعلومات بين الجانبين“، وهو ما يوفره خط أساسي لحل النزاع.
تصعيد غير مرغوب فيه
وتابع: ”هناك الآن مخاوف من أن يتزايد خطر المواجهات عن قرب والاشتباكات بين القوات الروسية والناتو مع تصاعد حدة الصراع، لا سيما إذا زادت روسيا من عملياتها في غرب أوكرانيا، المتاخمة لأربع دول تابعة لحلف شمال الأطلسي“.
وأشار شتاين، الذي أجرى أبحاثًا عن دور روسيا في الحرب الجوية على سوريا، إلى قصف روسيا للأرتال العسكرية هناك كعلامة على ما قد يحدث.
وقال: ”لم تكن كل تلك الأرتال أسلحة بالضرورة… ربما كان الكثير منها يحمل مساعدات إنسانية… لذا تبدأ في قصف الأرتال فور وصولها ومن ثم يكون لديك نشاط جوي روسي على الحدود مباشرة“.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أنهم لم يروا القوات الروسية تحاول التدخل في جهود إعادة الإمداد هذه، لكن ورد أن الطائرات الروسية بدأت رحلات اعتراض بالقرب من الحدود الأوكرانية مع بولندا أخيرا.
ضبط النفس
وقال ماتيو بوليج، الباحث الدفاعي في مركز أبحاث ”تشاتام هاوس“ البريطاني، إن القوات الروسية أبدت ضبط النفس في الأيام الأولى من الحرب، ما يشير إلى أنها تريد ”تجنب أي تصعيد غير مرغوب فيه“ مع قوات ”الناتو“.
وأضاف: ”ومع ذلك، ليس لأن لديك قاعدة واضحة للاشتباك إذ يبدأ طيار متهور يبلغ من العمر 20 عامًا في فعل ما لا يفترض أن يفعله وهو ما قد يؤدي إلى التصعيد“.
بدوره كتب صامويل تشاراب، كبير المحللين السياسيين في ”مؤسسة راند“ الأمريكية للأبحاث، في صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ الأسبوع الجاري قائلا: ”خطأ الاستهداف الذي يؤدي إلى غارة على أراضي الناتو أمر منطقي بدرجة أكبر في ضباب الحرب“.
وأضاف تشاراب أن موسكو يمكن أن تنظر إلى جهود التعزيزات التي يبذلها حلف ”الناتو“ على أنها محاولة للتدخل ”وقد ترد وفقًا لذلك“.
ولفت شتاين إلى أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن الطائرات الأمريكية لا تعمل في المجال الجوي الأوكراني فيما أعلن قادة الناتو أن الحلف لن يرسل قوات أو طائرات إلى أوكرانيا، ”لكن الأخطاء أو الحسابات الخاطئة من قبل الأفراد على أي من الجانبين قد تجعل قوات الناتو والروسية على خط المواجهة“.
وقال:“ إن الطيارين يمكن أن يطيروا بطريق الخطأ عبر الحدود، وقد تلاحق الطائرات الروسية على وجه الخصوص الطائرات الأوكرانية في المجال الجوي للناتو عن طريق الصدفة أو عن قصد لمعاقبة الأوكرانيين… التاريخ مليء بالأخطاء الفنية والحوادث التي تتحول إلى نزاع أوسع“.
المصدر: إرم.