أكيتو إرث وذاكرة الحضارات وارتباط الأحفاد بالأجداد
يتحضر الشعب السرياني الآشوري الكلداني، للاحتفال برأس السنة الآشورية البابلية، الذي يعدّ لهم هوية ثقافية وقومية متجذرة منذ 6774 عاماً، وستنظم في مقاطعة الجزيرة 3 احتفاليات جماهيرية.
مع حلول فصل الربيع، تجتمع الفرق الفنية السريانية في أحضان الطبيعة، تحضيراً للاحتفال بعيد أكيتو (رأس السنة الآشورية البابلية) الذي يتم الاحتفال به في مناطق مختلفة من مقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا.
عيد أكيتو
عيد أكيتو هو رأس السنة الآشورية البابلية، ويعدّ عيداً ذا بُعدٍ تاريخي، لا يزال مستمراً وحيّاً حتى اليوم في ذاكرة الشعوب، ويمثل التكوين وتجدد دورة الحياة في الطبيعة، من خلال الاعتدال الربيعي، حيث يتساوى في هذا اليوم طول الليل والنهار، وهو أول أيام السنة الجديدة السريانية الآشورية، ودلالة على الارتباط بالطبيعة والزراعة، لأنه يصادف قدوم الربيع (موسم الخير والعطاء والوفرة الزراعية)، واحتفل السومريون بطقوسه عبر 12 يوماً، التي تبدأ في 21 آذار وتنتهي في 1نيسان.
وهذا العام، يحل في الأول من نيسان 2024 عيد أكيتو 6774 حسب التقويم البابلي الآشوري، حيث ستنظم ثلاث احتفاليات في إقليم شمال وشرق سوريا يوم غد الإثنين، إحداها في قرية كري شيران في ريف تربه سبيه، وأخرى في تل ورديات في ريف مدينة الحسكة، وثالثها في قرية حكيمية في مدينة ديرك.
الأحفاد على خطا الأجداد
بالقرب من ساحة الكنيسة في قرية كرشيران في ناحية تربه سبيه، والتي تتزين بلون العشب الأخضر، تجتمع الفرق الفنية لتأدية البروفات الأخيرة من العروض التي ستقدمها للاحتفال، ومؤدية لطقوس عيد الأجداد، فأكيتو يجمعهم، فيما يغلب طابع الأعمار الصغيرة والشابة على الفرق الفنية والموسيقية.
وعلى الرغم من تقلص أيام الاحتفال من 12 يوماً إلى يوم واحد فقط، ما زال المحتفلون بعيد أكيتو في عصرنا الحالي يمارسون طقوساً شبيهة بالطقوس القديمة، وإن كانت بنوع من العصرنة والتحديث، فيتجمعون في الساحات يؤدون عروضاً راقصة وأغانٍ فلكلورية، يخرجون إلى الطبيعة المزهرة والمخضرة ببراعمها الوليدة التي توحي بالبعث بعد فترة من الموت القسري تحت وطأة الشتاء، ومنهم من يتوجه إلى الكنائس لتأدية الصلوات والقداديس.
ويرتدي المشاركون اللباس السرياني التقليدي، حاملين آلاتهم الموسيقية، مكررين في العروض ما كان يفعله القدماء من طقوس، من رقص وفرح، ويؤدون مشاهد درامية فلكلورية تصور ميثولوجيا، انبعاث الحياة من الأرض بعد الشتاء وسط أجواء الفرح والسعادة تشاركهم فيها مكونات المنطقة كما جرت العادة في السنوات السابقة.
المصدر: ANHA.