صرّحت عضوة المكتب السياسيّ في حزب السلام الديمقراطيّ الكُردستانيّ، أفين قافور، بأن “مبادرة الحوار” التي أطلقها الحزب كان لابدَّ منها في ظلّ التطوّرات الإقليميّة الجارية، بهدف لم شمل القوى والأحزاب السياسيّة في شمال شرق سوريا، والوصول إلى مواقف ورؤى سياسيّة مشتركة تكون بمثابة سدّ أمام المخاطر المستقبلية المحتملة، مؤكدةً أن القوى السياسيّة التي التقى بها حزب السلام حتى هذه اللحظة تفاعلت بإيجابية مع المبادرة.
وقالت “أفين قافور” في تصريحٍ حول أسباب إطلاق الحزب لمبادرة الحوار في هذا الوقت بالذات: «في الواقع، عندما يتعلّق الأمر بأزمة ما، فمن المفترض ألا يحتاج الحوار إلى أوقاتٍ معيّنة، كون الحوار هو أساس حل أي أزمة، وبالتالي فإنه مطلوب في كل وقت».
وأضافت: «لكن ما دفعنا إلى إطلاق هذه المبادرة بهذا المستوى من الإصرار، هو التطوّرات الإقليميّة الأخيرة، كالحرب الدائرة في غزّة وامتدادها إلى الضفة الغربيّة ومن ثم إلى جنوب لبنان، واحتمالية امتدادها بقوّة إلى سوريا، وسط تحليلات بإمكانية وقوع حرب كبرى في المنطقة. ما يعني أننا نقف أمام خطر كبير جداً قد يحدث في أي لحظة».
وتابعت: «بالتالي، كان لابدَّ من طرح هذه المبادرة كمحاولة جديّة للم شمل القوى والأحزاب السياسيّة في شمال شرق سوريا، ودفعها إلى وضع خلافاتها البينيّة جانباً، والنظر إلى المسألة بعين الضرورة والمسؤولية الوطنية، بهدف الوصول إلى مواقف ورؤى سياسيّة مشتركة أو موحّدة، تكون بمثابة سدّ أمام المخاطر والتحديات المستقبلية المحتملة».
وعن كيفية تفاعل الأحزاب والقوى السياسيّة في شمال وشرق سوريا مع المبادرة، قالت عضوة المكتب السياسيّ في حزب السلام: «من حيث المبدأ، لا نتوقّع أن يرفض أي حزب أو تيار سياسي مؤمن بالديمقراطيّة والحلول السلمية ومبدأ الحوار كأساس للحل، مثل هذه المبادرة، كونها لا تخدم طرفاً دون الآخر، ولا تهدف إلى مصلحة حزبية ضيقة، وإنما تصب في إطار المصلحة العامة».
وأضافت: «حتى الآن، الأحزاب والقوى السياسية التي التقينا بها، تفاعلت بصورة إيجابية جداً مع المبادرة، وأبدت دعمها ومساندتها واستعدادها الصريح للتعاون في نجاحها، ما يشير إلى وجود نيّة وإيمان بالحوار كطريق نحو الحل، لكن هذه النية لابد أن تتحول إلى فعل، فالنيات وحدها لا تكفي، والأوطان تُبنى بالأفعال».
وأردفت: «هناك أحزاب تحدّثت عن وجود صعوبات وتحدّيات قد تقف أمام إنجاز هذه المبادرة، مثلما وقفت أمام مبادرات شبيهة سابقة، لكن هذه الصعوبات لن تمنعنا من الاستمرار، بل على العكس، ينبغي النظر إلى هذه الصعوبات كأحد أسباب هذه المبادرة.. معاً سنحاول قدر المستطاع تجاوز هذه الصعوبات».
وفيما إذا كان حزب السلام يتوقّع أن تحقق مبادرته نتائج إيجابية مثمرة، أفادت أفين قافور: «كما قلنا، هناك ترحيب من قبل الأحزاب بالمبادرة، ولكن نجاحها مرهون بمدى جدية هذه الأحزاب في تحويل ترحيبها إلى فعل… نحن نحتاج إلى أفعال حقيقية في هذا الإطار، وسنسعى بكل جهدنا إلى تحقيق نتائج إيجابية مثمرة».