أزمة مياه الحسكة تعود للواجهة مجدداً
مع الارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة وقدوم فصل الصيف، تعود المعاناة اليومية لسكان مدينة الحسكة، والتي تحولت لمدينة منكوبة نتيجة قطع الاحتلال التركي لمياه الشرب عن المدينة منذ احتلاله لمدينة سري كانيه أواخر عام 2019.
ومع الجهود التي تبذلها الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا لسدّ حاجة الأهالي من المياه من خلال الحلول الإسعافية ووضعها 60 صهريجاً للمياه في خدمة الأهالي، وفتحها المجال أمام المواطنين للعمل على الصهاريج وتعبئة المياه من مناهل المياه التي حفرتها إلا أن المعاناة لا تزال مستمرة، كون مدينة الحسكة تحتاج يومياً إلى أكثر من 130 ألف متر مكعب من المياه.
“نحجز دوراً للحصول على المياه في ساعات متأخرة من الليل”
وخلال جولة لوكالتنا ضمن مدينة الحسكة رصدت عدستنا معاناة أهالي حي غويران، وقال المواطن عبد الله جيدع: “المعاناة لتأمين المياه كبيرة وبشكل لا يوصف في الحسكة، وحتى الخزانات التي وضعتها المنظمات لنا في الأحياء كحل مؤقت لم تعد كافية، بسبب الكثافة السكانية، وحاجة السكان للمياه في ظل ارتفاع درجات الحرارة”.
عبد الله جيدع أضاف: “من جهة أخرى لدينا معاناة من ارتفاع أسعار مياه الصهاريج، وليس بمقدورنا تعبئتها دائماً، فأنا اليوم أسكن في منزل بالآجار، ودخلي المالي محدود وهذه معاناة بحد ذاتها”.
ونوه عبد الله: “نستيقظ من النوم على أمل الحصول على المياه، فأنا مع صلاة الفجر أضع الغالونات أمام الخزان لأحجز دوراً في الصباح لتعبئة المياه، وكل سكان الحي هكذا، يضعون غالوناتهم في ساعات متأخرة من الليل على أمل أن يحصلوا على المياه في أسرع وقت”.
وحسب الأرقام التي حصل عليها مراسلنا، فإن نحو 800 صهريج متنقل يغذي المدينة يومياً، إلى جانب توزيع المنظمات المدنية المياه من خلال تعبئتها لخزانات ووضعها في الأحياء لخدمة الأهالي.
“ساعات للحصول على غالون من المياه”
من جانبها، قالت المواطنة منيفة حمزة: “نعاني من أزمة المياه منذ عام 2019 وإلى يومنا الراهن، ونلبي احتياجاتنا اليومية من الخزانات التي وضعت في الأحياء للشرب، أما المياه التي نستخدمها لغسل الأواني والملابس فهي مياه الآبار التي لا تصلح لشيء كونها مالحة ومرة، وهذا يتسبب لنا بمعاناة كبيرة بشكل يومي”.
أوضحت منيفة حمزة: “نعاني لساعات لنستطيع الحصول على غالونين من المياه بسبب التزاحم الكبير لسكان الحي عند الخزان”، وطالبت: “العالم أجمع بإنهاء هذه المعاناة وأن تعود المياه لمجاريها وخطوط منازلهم كما كانت في السابق”.
وأطلقت هيئة الإدارة المحلية في إقليم شمال وشرق سوريا في آب 2023، مشروعاً جديداً، وذلك من خلال عملها على جرّ المياه من ريف مدينة عامودا إلى مدينة الحسكة عبر حفر 20 بئراً، وإيصال المياه لمدينة الحسكة عبر خط أنابيب بطول 62 كم، وبكلفة تقدر بـ 18 مليون دولار، وعلى 4 مراحل رئيسة، إلى جانب تفعيل خط جرّ مياه الفرات إلى مدينة الحسكة.
وقالت مديرية مياه الحسكة في بيان لها في تموز 2023، أنّ تركيا حوّلت الحسكة إلى منطقة منكوبة، ودعت المنظمات المعنية للالتفاف حول الكارثة الإنسانية جراء قطع الاحتلال التركي مياه الشرب عنها للعام الرابع على التوالي.
المصدر: ANHA.