أخباربيانات

أحزاب الوحدة الوطنية الكردية: انتفاضة قامشلو كانت خطوة على درب الحرية

تمرُّ علينا الذكرى السنوية الـسابعة عشر لانتفاضة قامشلو التي اندلعت في الـثاني عشر من شهر آذار عام 2004، والتي استخلص منها الشعب السوري بشكل عام والشعب الكردي على وجه الخصوص؛ دروساً كانت أساساً للعمل لاحقاً، حيث وجه النظام السوري وقتها بعضٌ من أزلامه ليخلق فتنة بين العرب والكرد، مستغلاً الأحداث التي حصلت نتيجة لمباراة كرة قدم بين نادي الجهاد ونادي الفتوة على أرض ملعب قامشلو البلدي، فكلنا نعلم كيف كانت الأجواء السائدة في المنطقة، وخاصة بعد سقوط النظام العراقي المستبد، حيث خلقت شعوراً لدى الأنظمة المستبدة في المنطقة بزعزعة عروشهم، حيث شعر النظام السوري بأنه بات مهدداً، قام النظام باستخدام أساليبه المعتادة من القمع والاستبداد ضد الشعب الكردي سعياً منه لكسر إرادة الشعب الكردي وإجباره على الرضوخ والاستسلام أمام آلته الأمنية القمعية، لكن الشعب الكردي أثبت بأنه قادر على الوقوف في وجه النظام الاستبدادي فقام بتنظيم نفسه مدركاً أبعاد المؤامرة التي تحاك ضده فوقف موقفاً واحداً ضدّه، حيث كانت الانتفاضة الكردية والتي عمت مختلف المناطق الكردية إضافةً إلى حلب ودمشق، ليقوم النظام السوري باستخدام مختلف أساليب القمع ضدَّ تلك الانتفاضة، من قتلٍ واعتقال وتعذيب، والنتيجة إعتقال الآلاف وتعذيبهم داخل المعتقلات إلى جانب استشهاد حوالي ٤٠ شخصا والمئات من الجرحى.

لقد كانت إنتفاضة قامشلو خطوة على درب الحرية نحو ثورة الشعب السوري في آذار ٢٠١١، ولا سيما ثورة روجآڤا ثورة التاسع عشر من تموز، وإن ما نشهده الآن من مشروع ديمقراطي في شمال وشرق سوريا، يستند بأحد جوانبه إلى تلك الإنتفاضة، بعكس ماكان النظام يروج له من تهم إنفصالية بحق الشعب الكردي، حيث أدرك الأخوة العرب والمكونات الأخرى أن الكرد ليسوا أعداء لهم، بل تمكنت مكونات شمال وشرق سوريا من كرد وعرب وسريان آشوريين وغيرهم من فهم عقلية النظام السوري وألاعيبه، فعملوا معاً بعيداً عن فتن النظام، على إنشاء إدارة ذاتية ديمقراطية، وبناء مؤسسات ديمقراطية ناطقة باسم جميع المكونات دون تمييز، إلى جانب قوات منظمة متماسكة متعاضدة مقاتلة في سبيل حريتها ومشروعها الديمقراطي.

إننا كأحزاب الوحدة الوطنية الكردية في الوقت الذي نستذكر فيه شهداء انتفاضة قامشلو وننحني إجلالاً أمام عظمتهم، نعاهدهم بالسير على طريقهم حتى تحقيق طموحاتهم في الحرية والديمقراطية المنشودة، ونؤكد بهذه المناسبة أن القمع والاستبداد وإقصاء الآخر وإنكار حقوقه وقضاياه، لا يمكن مطلقاً أن تكون حلاً لأي مسألة، وإنما الحلول تأتي عبر التقبّل والتفهّم والحوار والاعتراف بحقوق الآخرين وقضاياهم المشروعة، وندعو جميع أبناء شعبنا من كافة المكونات إلى مزيد من التلاحم في هذه الظروف التي باتت فيه إدارتنا ومشروعنا الديمُقراطي هدفاً لكل أعداء الشعوب وتجار الحروب.

المجد والخلود لشهداء إنتفاضة قامشلو وجميع شهداء الحرية والديمقراطية في سوريا.

أحزاب الوحدة الوطنية الكردية
11 آذار 2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى