تركيا تعادي جميع الكرد والمواجهة تتطلب الوحدة
تعادي تركيا جميع الكرد، إذ تعتقل السياسيين الكرد في باكور كردستان، وتحتل أجزاء من روج آفا، وتشن هجمات على باشور كردستان، ويقول باحث كردي إن الكرد مطالبون بالوحدة للوقوف بوجه هجمات الإبادة التي تستهدفهم.
منذ الـ 15 من الشهر الجاري، بدأت تركيا هجماتها الدموية مرة أخرى على الشعب الكردي في باشور كردستان مستهدفة المدنيين العزّل، بدأت من شنكال التي تعرض سكانها من الكرد الإيزيديين للمجازر على يد داعش عام 2014 وبالكاد بدأوا يتعافون منها، وفي انتهاك للقوانين الدولية قصفت طائرات الاحتلال التركي مشفى سردشتي بشكل مباشر.
وأيضاً، قصفت طائرات الاحتلال مخيم مخمور للاجئين الذين هربوا في تسعينيات القرن الماضي من مجازر الدولة التركية واستقروا في هذا المخيم الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، وإلى جانب ذلك تعرضت مناطق ميديا الدفاعية للقصف.
وقالت قيادة العمليات العراقية إن العدوان التركي تم من خلال 18 طائرة اخترقت الأجواء العراقية بعمق 193 كم مِن الحدود التركية داخل الأجواء العراقية، واستهدفت مخيم للاجئين قرب مخمور وشنكال.
ومن جانبها قالت القيادة العامة لوحدات مقاومة شنكال إن القصف التركي استهدف 6 قواعد لقواتها، وأصيب 4 من مقاتليها، واعتبرت أن الهجوم التركي “محاولة لإعادة إحياء هجوم داعش سنة 2014، والسعي إلى تغيير ديمغرافية المنطقة، ونشر فكر الإخوان المسلمين بشكل ممنهج في شنكال”.
وفي ذلك السياق كذبت قوات الدفاع الشعبي، ادعاءات وزارة الدفاع التركية التي تحججت بأن الطائرات استهدفت مقرات لحزب العمال الكردستاني، وقالت القوات “إنّ مقاتليهم غير موجودين في المناطق التي استُهدفت من قبل الطائرات التركية”، وأوضحت خلال بيان أنّ الدولة التركية حاولت أن تبرّر نيّتها في ارتكاب المجازر بحق الكرد بالتحجج باستهداف مواقع لحزب العمال الكردستاني.
وعلى الرغم التنديدات العربية والدولية بالانتهاكات التركية على سيادة العراق الا أن تركيا استمرت بعدوانها على المنطقة وأعلنت في فجر يوم الأربعاء 16 حزيران إطلاق هجوم بري جديد على منطقة حفتانين في مناطق الدفاع المشروع (ميديا).
إدانات عربية للغزو التركي
هجمات الاحتلال التركي على باشور كردستان ومناطق الدفاع المشروع لاقت تنديداً واسعاً من قبل الدول العربية وجهات كردستانية، حيث استدعت العراق السفير التركي في بغداد فاتح يلدز خلال الهجومين على العراق، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على الغارات الجوية التركية.
ومن جانبها أعلنت العمليات المشتركة في العراق استنكارها لاختراق الطائرات التركية الأجواء العراقية، واصفة الأمر بأنه “تصرف استفزازي”، وشددت على ضرورة إيقاف هذه الانتهاكات.
الجامعة العربية أيضاً ادانت هجمات الاحتلال التركي على العراق وعبرت عن رفضها للهجمات على شنكال، وأكّدت بأنّ التدخّلات التركيّة أصبحت مصدر قلق، فيما وصفت السعودية الهجوم التركي بـ “العدوان التركي” على أراضي العراق، محذرة من خطورته بالنسبة لأمن المنطقة.
فيما استنكرت وزارة الخارجية الإماراتية التدخلات العسكرية التركية والإيرانية في العراق، وأكدت أن هذه الأفعال تمثل “انتهاكاً لسيادة دولة عربية شقيقة”، لاحقه بيان مصري استنكر أيضاً التدخل التركي في العراق، وطالب بوقف عدوانها على العراق.
أما حكومة إقليم كردستان فطالبت تركيا بـ “احترام سيادة أراضي إقليم كردستان”، كما أعلنت أحزاب وكيانات سياسية عراقية رفضها للانتهاكات التركية المتكررة للسيادة العراقية، وطالبت جيش الاحتلال التركي بالانسحاب من العراق.
الاحتلال يستهدف المدنيين وعشرات القتلى في صفوف الاحتلال
دولة الاحتلال التركي، تعادي الشعب الكردي في كل مكان وترتكب المجازر بحقه، لذلك تقصف وبلا هوادة قرى المدنيين من أجل تفريغها، وفي هذا السياق تستمر دولة الاحتلال التركي بقصف مناطق وجود المدنيين حيث استشهد ما لا يقل عن 5 أشخاص بينهم أحد عناصر البيشمركة، بالإضافة إلى العشرات من الجرحى في قرى شيلادزي وباقي المناطق التي استهدفتها طائرات الاحتلال التركي عمداً.
ومن جانبها تستخدم قوات الدفاع الشعبي حقها في الدفاع المشروع عن المنطقة، واستطاعت حتى الآن إفشال كافة هجمات الاحتلال، وقالت القوات يوم الجمعة، في بيان أن أكثر من 20 عنصراً من جيش الاحتلال التركي قتلوا في منطقة حفتانين.
‘شعب ووطن اغتصب حقه نتيجة المؤامرات الدولية’
وفي هذا السياق قال الباحث والحقوقي الكردي آرام حاجي، إن القضية الكردية لها شرعيتها التي تستند إلى وجود شعب ووطن اغتُصب حقه في الماضي البعيد نتيجة تآمرات إقليمية ودولية مبنية على مصالح جيوستراتيجية، أدت إلى تقسيم هذا الحق المشروع بين عدة دول إقليمية مساندة دولياً وتحريم صاحبها الأصلي منها.
وأشار آرام حاجي إلى أنه منذ ذلك الحين بات الشعب الكردي محكوماً بالنضال من أجل استرداد حقوقه وبات مستمراً في نضاله حتى الآن، وقدم الكثير من التضحيات والتاريخ يشهد على ذلك.
‘حجج بعيدة عن الواقع’
وأوضح حاجي أن تركيا حاولت وتحاول تسخير طاقات الكرد أنفسهم من أجل إجهاضها وتحويلها ضد شرعية القضية، وأشار إلى أن تركيا تبرر هجماتها على الكرد بمعاداتها لحزب العمال الكردستاني الذي له شرعية في النضال، وقال “تركيا توظف الإرهاب لاحتلال الأراضي الكردية”.
وبيّن حاجي إن هذه المعاداة هي في الأصل معاداة للكرد والكردستانيين جميعاً وليس لحزب العمال الكردستاني بل أيضاً للشرق الأوسط برمته.
وأكد الباحث والحقوقي الكردي أن ازدياد حدة هجمات تركيا وشراستها ما هو إلا إصرار منها على تقويض جميع المساعي الكردية والكردستانية التي تصب في مصلحة رص الصف الكردي من جهة، والتمسك بإبقاء الجغرافية السياسية السائدة التي تنحدر من اتفاقية سايكس بيكو من جهة أخرى.
تركيا تستغل ضعف سوريا والعراق للهجوم على الكرد
ولفت آرام حاجي أن تركيا تحاول الاستفادة من ضعف سوريا والعراق وجرهما ودمجهما في أقلمة القضية الكردية بدلاً من حلها سلمياً وديمقراطياً داخل تركيا والتي نادى بها القائد عبد الله أوجلان ومنظومة المجتمع الكردستاني KCKوقدمت مبادرات عدة لتسهيل التوصل إلى حل جذري لها.
وأردف “الأهداف التوسعية لحكومة أنقرة بقيادة أردوغان وعدم الاكتراث لأي حل سلمي وسياسي وديمقراطي للقضية الكردية في تركيا هي في الأصل اتّباع استراتيجية توظيفية من أجل أهداف توسعية ومحاولة إعادة السلطنة العثمانية للمنطقة، وخير دليل على ذلك الإشارة إلى العهد المللي ومطالباته المتكررة بولاية في الموصل وأجزاء من شمال سوريا”.
وأوضح الباحث والحقوقي الكردي آرام حاجي أن تركيا وكل دول المنطقة التي تتقاسم المسألة الكردية، تحارب أي تحرك سياسي أو ديمقراطي أو أي ادّعاء بشرعية تلك الحقوق المغتصبة.
وأشار إلى أن هذه الدول تعمل الآن على توظيف بنود كل من مؤتمر سوتشي و آستانة و حتى طهران في هذه الاستراتيجية، ولكن كل ذلك مرهون بالتغييرات التي تطرأ على المنطقة دولياً وإقليمياً.
لا خيار للكرد سوى وحدة الصف
وتحدث حاجي عن أهمية الوحدة الكردية في مواجهة الهجمات التركية وقال ” ليس أمام الكرد سوى العمل على رص الصف الكردي وتوحيد قدراته وطاقاته من أجل تحقيق أهدافه المشروعة، والتمسك بمبادئه النضالية من أجل تحقيقها”، لافتاً إلى أهمية العمل الدؤوب المبني على مشروعية حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وحماية مصالحها من أجل بناء عيش كريم للكرد جميعاً.
المصدر: وكالة أنباء هاوار.