أخبار

​​​​​​​الصحف العربية: صراع بين مرتزقة تركيا وأردوغان يكتب نهايته بنفسه

​​​​​​​تشهد المناطق السورية التي تحتلها المجموعات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي، اغتيالات متبادلة ومحاولات تصفية ناتجة عن صراع داخلي, فيما يسعى رئيس الحكومة العراقية المكلف إلى إبعاد بلاده عن الصراعات الإقليمية, في حين رأى خبراء أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يكتب نهايته بيده.

تطرقت الصحف العربية، اليوم، إلى الأوضاع في المناطق التي يحتلها مرتزقة تركيا, بالإضافة إلى الوضع العراقي, وإلى مصير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

البيان: تجدد الاغتيالات داخل التنظيمات الإرهابية في سوريا

تناولت الصحف العربية الصادرة، صباح اليوم، في الشأن السوري عدة مواضيع كان أبرزها الوضع في المناطق التي تحتلها المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا, وفي هذا السياق قالت صحيفة البيان “تجددت الاغتيالات داخل هيئة تحرير الشام الإرهابية، حيث استهدفت عبوة ناسفة القيادي في الهيئة في ريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل القيادي المدعو أبو «حريتان» على الفور ومرافقه الخاص، فيما قال ناشطون إن هذه العملية تأتي في سياق الصراع الداخلي بين أعضاء الهيئة ومحاولة التصفية للتخفيف من العناصر المحلية السورية”.

وأضافت “تكررت حوادث الاغتيال في الشمال السوري، إذ استهدف مسلحون قيادات سابقة في حركة أحرار الشام المتطرفة، فيما جرى استهداف قيادات في الفصائل المسلحة الشهر الماضي”.

الشرق الأوسط: الكاظمي: مهمتي إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية

وفي الشأن العراقي قالت صحيفة الشرق الأوسط “أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي، أمس، أن حكومته جاهزة، وأنه راعى في اختيار الوزراء النزاهة والكفاءة، مضيفاً إن مهمته الأساسية إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية.

وفي لقاء محدود مع كتاب وإعلاميين عراقيين حضرته «الشرق الأوسط»، شدد الكاظمي على أن مهمته هي إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية، وذلك في رده على سؤال حول طبيعة الموقف من الولايات المتحدة وإيران، وأضاف الكاظمي: «سيكون لدينا حوار جاد مع الولايات المتحدة بشأن طبيعة وجودهم في العراق، والأهم أن ما يجب أن أتعامل معه بحزم هو ألا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات مع تأكيد أنني سوف أعمل على الانفتاح بشكل جاد على المحيطين العربي والإسلامي وطبقاً لمبدأ المصالح المشتركة وهو ما يتطلب منا عملاً جاداً في هذا الاتجاه».

وأكد الكاظمي أن «أسماء أعضاء الكابينة الحكومية أصبحت جاهزة الآن، وأنا بصدد التفاوض مع الكتل السياسية بشأن ذلك من أجل تمريرها داخل قبة البرلمان بأسرع وقت حتى أتمكن من بدء العمل طبقاً للأولويات الضاغطة»، وبشأن المعايير التي اعتمدها في اختيار الوزراء، قال الكاظمي إن «أهم معيار وضعته هو النزاهة والكفاءة، ورغم أن كلتا المفردتين أصبحتا مستهلكتين لكنني سوف أفاوض جميع الكتل السياسية على هذا الأساس».

العرب: أردوغان يكتب نهايته بيده

وبخصوص السياسية التي ينتهجها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كتب الصحافي تونسي محمد علي العوني مقالاً حول ذلك نشرته صحيفة العرب قال فيه “النرجسية.. حب الذات.. وعظمة الأنا.. ثلاث كلمات كفيلة بأن تكتب نهاية أي زعيم سياسي يقع أسيراً لها، وينتهي به المطاف مجرّد ذكرى بين طيات الماضي، وفي صفحات التاريخ دروس وعبر.

لكن يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لم يقرأ التاريخ ولم يعتبر من تجارب سابقيه، فجنون العظمة ألقى بهتلر إلى غياهب ماض أسود، وعنجهيّة نيقولاي تشاوشيسكو وضعته أمام محاكمة شعبية انتهت بإعدامه.

فأي نهاية سيكتبها التاريخ لرئيس استنزف كل إمكانات بلاده لإشباع رغباته وآماله المعلقة بخيوط الوهم لاسترجاع أمجاد الماضي، من أجل تغطية مركّب النقص الذي بداخله ويلازمه.

إن المتمعّن في سياسات حزب العدالة والتنمية منذ اعتلائه سدة الحكم في تركيا إلى اليوم، يمكن أن يميّز بين مرحلتين: الأولى هي مرحلة التمكين وقد سعى خلالها أردوغان إلى بسط السيطرة على كامل دواليب السلطة بدعم من قيادات مؤسسة الحزب مثل الرئيس السابق عبدالله غول ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو.

أما المرحلة الثانية، فقد أطلق فيها أردوغان العنان لهوسه بالسلطة، متخلّصاً من رفقاء الأمس، وحصر جميع الصلاحيات بيد واحدة خدمة لنزعة ذاتية تسلطية لا تتردّد في تسخير كل مقدرات الدولة لإشباع رغبات نفس مريضة بعظمة الأنا، الأنا التي فوق الدولة وفوق القانون وفوق الجميع.

كانت البداية من داخل الحزب، فتفرّد برسم توجهات العدالة والتنمية وكانت النتيجة خسارة مدوّية في الانتخابات البلدية لحساب المعارضة، وتصدّع سقف الحزب الحاكم الذي فقد أعمدته بعد استقالة عدد كبير من قيادات الصف الأوّل.

هذا التشخيص النفسي الدقيق لمرض النرجسية وجنون العظمة بات واضحاً في حركات الرئيس التركي الذي يرى في نفسه الرجل المناسب في المكان والتوقيت المناسبين، ومن يقول غير ذلك فهو مخطئ ومجرم في حق وطنه ومكانه وراء القضبان، وهو ما يفسّر سياسات تضييق الخناق على حرية الإعلام وإسكات أي صوت معارض أو منتقد لتوجهات الزعيم الأوحد.

تركيا اليوم تدفع ثمن إخفاقات الرئيس التركي بتدخله في الأزمة السورية والملف الليبي والرهان على ورقة الإسلام السياسي بدعم جماعات مسلحة تربطها صلات وثيقة بتنظيمات إرهابية، بات يُنظر إلى أنقرة كمصدر تهديد فعلي للأمن والاستقرار في أي زيارة يقوم بها أردوغان إلى دولة في الشرق الأوسط أو شمال أفريقيا.

ففي الوقت الذي خُيّل لأردوغان أنه يمسك بيد من حديد زمام السلطة في تركيا، بدأ الوضع يخرج عن السيطرة، وكان التمرّد من داخل الجيش أول المؤشرات.. وأول خطوة نحو الهاوية.

لقد أغفل الرئيس التركي في طريق البحث عن السلطة والمجد حقيقة أن من يريد كل شيء يخسر كل شيء.

المصدر: هاوار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى