البهاق هو حالة يفقد فيها الجلد خلاياه الصبغية (الخلايا الميلانينية)، قد ينتج عن ذلك ظهور بقع متغيرة اللون في مناطق مختلفة من الجسم، بما فيها الجلد والشعر والأغشية المخاطية.
يبين هذا المقال إمكانية أن يكون البهاق معدياً بين الزوجين؟ هل يُمكن أن تُنتقل الحالة عن طريق اللمس؟ وما هي آثارها وعلاماتها على الجسم؟ هل يُمكن أن يُورث مرض البهاق للأطفال؟ وهل يوجد علاج لهذا المرض؟ هل هناك طرق للوقاية من الإصابة به؟ وما هي النصائح لأولئك الذين يعانون من البهاق ليعيشوا حياة طبيعية؟ كل تلك الاستفسارات سيتم الإجابة عنها من خلال السطور القادمة.
هل البهاق معدي بين الزوجين
ما زال هناك الكثير من المعلومات الخاطئة بشأن مرض البهاق، بما في ذلك الافتراض الخاطئ بانتقال العدوى بين الزوجين، فعندما يصاب أحد الزوجين بمرض البهاق، قد يخشى الطرف الآخر من الإصابة بالمرض نتيجة للاتصال الجسدي بالشريك، لكن الحقيقة هي أن مرض البهاق ليس معدياً.
هل البهاق معدي باللمس
إن المعرفة والتصورات الخاطئة القديمة تعتبر من الأسباب الرئيسية للقلق من مرض البهاق، حيث يشعر البعض بأن البهاق يمكن أن ينتقل عبر اللمس، لكن في الواقع، البهاق ليس مرضاً جلدياً معدياً، ولا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عند لمسه؛ لذلك فهو لا يشكل خطورة على الأشخاص المحيطين، ولا يوجد حاجة للابتعاد عن الأشخاص المصابين به.
آثار وعلامات البهاق في الجسم
أعراض البهاق
تتعدد أعراض وآثار مرض البهاق ومن أهم هذه الأعراض:
ظهور بقع فاتحة على الجلد، والذي تظهر عادةً على اليدين، والوجه، والمناطق المحيطة بفتحات الجسم، والأعضاء التناسلية. الشيب لشعر فروة الرأس، أو الرموش، أو الحاجبين، أو اللحية. فقدان اللون في الأنسجة التي تبطن داخل الفم والأنف (الأغشية المخاطية).
أنواع مرض البهاق
تتعدد أنواع مرض البهاق وتتباين في آثاره على الجسم من نوع إلى آخر، ومن أهم هذه الأنواع:
البهاق الشامل: من اسمه البهاق الشامل يشمل تأثيره كل أسطح الجلد، حيث يتغير لون جميع أسطح الجلد تقريباً. البهاق المعمم: يتجلى وجوده في مناطق مختلفة من الجسم، وهو النوع الأكثر انتشاراً، وعادةً ما تتطور بقع لونية متغيرة على الجانبين المتناظرين من الجسم. البهاق المقطعي: يتميز البهاق الجزئي بظهوره فقط على جانب واحد من الجسم أو جزء محدد، وغالباً ما يظهر هذا النوع من البهاق في سن مبكرة، ويستمر لمدة تتراوح بين عام وعامين، ثم يتوقف عن التطور. البهاق الموضعي (البؤري): يظهر هذا النوع من البهاق في منطقة واحدة أو مناطق قليلة فقط من الجسم. البهاق الحاد: يظهر هذا النوع من البهاق على بشرة الوجه واليدين وحول فتحات الجسم، مثل العينين والأنف والأذنين.
ملاحظة: من الصعب التنبؤ بمدى تطور المرض، ففي بعض الأحيان يتوقف ظهور البقع من دون علاج، وفي معظم الحالات ينتشر مرض البهاق ليصيب في نهاية المطاف معظم الجلد، إلا أن الجلد يستعيد لونه في بعض الأحيان.[3]
هل مرض البهاق يورَّث للأطفال
السبب الدقيق للبهاق غير معروف، على الرغم من أن العديد من الأبحاث تشير إلى أنه حالة من أمراض المناعة الذاتية في كثير من الحالات.
يتسائل الأشخاص المصابون بالبهاق عما إذا كانت هذه الحالة وراثية أم تنجم عن عوامل بيئية، وتشير الدلائل إلى أن للبهاق عامل وراثي؛ حيث يكون لدى ما يقرب من 25 – 50% من المصابين بالبهاق أقارب لديهم هذا المرض.
يشير الدكتور بيرل إي غرايمز، مدير مركز غرايمز للأمراض الجلدية والتجميلية ومدير معهد البهاق والتصبغ في جنوب كاليفورنيا، إلى أنها قضية تمت دراستها لسنوات، وعموماً يمكن القول بأن ما يقرب من 30 – 35% من مرضى البهاق لديهم سجل عائلي للإصابة بهذا المرض.[4]
هل البهاق له علاج
تتعدد خيارات العلاج للبهاق ومن أهم هذه العلاجات:
العلاج بالضوء
ثبت أن العلاج بالضوء بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق يساعد في توقف أو بطء تطور حالات البهاق النشطة، كما يبدو أن العلاج قد يكون أكثر فعالية عند استخدامه بالتزامن مع الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات الكالسينيورين.
يتطلب العلاج لمرضى البهاق جلسات متكررة تصل إلى مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وقد يستغرق بضعة أشهر قبل أن يظهر أي تحسن، وقد يستغرق الأمر ستة أشهر أو أكثر للحصول على النتائج المرجوة بالكامل، ومن الآثار الجانبية الشائعة لهذا العلاج الاحمرار والحكة والحرقان، وعادة ما تختفي هذه الأعراض في غضون ساعات قليلة بعد الجلسة.
العمل الجراحي
إذا لم ينجح العلاج بالضوء والأدوية، يتم اللجوء إلى العمل الجراحي عبر استخدام عدد من الطرق أهمها:
تطعيم الجلد: عند استخدام هذا العلاج، يقوم الطبيب بنقل أجزاء صغيرة من الجلد الصحي المصبوغ إلى المناطق التي فقدت الصبغة، يستخدم هذا العلاج بين الحين والآخر عند وجود بقع صغيرة من البهاق لدى المريض، ومن أهم المخاطر المحتملة العدوى، والتندب، واللون المتقطع، وفشل المنطقة في إعادة التلوين. زرع المعلق الخلوي: يقوم الطبيب بجمع بعض الأنسجة من الجلد الصحي المصبوغ ويضع الخلايا في محلول قبل زراعتها في المنطقة المصابة المحضّرة، تبدأ النتائج الظاهرة لعملية إعادة التصبغ في الظهور خلال فترة تتراوح بين أربعة أسابيع.
طرق الوقاية من البهاق
تتعدد طرق الوقاية من البهاق ومن أهم هذه الطرق:
منع حروق الشمس عبر حماية البشرة من الشمس وذلك بارتداء الملابس الواقية واستخدام واقي الشمس. الحد من الإجهاد والتوتر والعمل على الاستقرار النفسي، لأن التوتر يضرّ بالاستجابة المناعية. تجنب استعمال الكريمات والخلطات غير المرخصة طبياً.
نصائح للتعايش مع البهاق
للتأقلم مع البهاق اتبع النصائح التالية:[6]
احرص على التواصل الجيد: من خلال البحث عن طبيب متخصص ذو خبرة في حالتك المرضية، حيث يمكنك الحصول على المساعدة المناسبة عندما تتعاون مع طبيب جلدية متخصص في علاج الأمراض الجلدية. تعرف على حالتك: تعرَّف على أكبر قدر ممكن من المعلومات حول البُهاق وخيارات العلاج الخاصة بك حتى تتمكن من تحديد الخطوات التي يجب اتخاذها. امنح ثقتك للمقربين منك: توجّه إلى الأشخاص القريبين منك وثق بتفهمهم لموقفك واطلب منهم مساعدتك والوقوف بجانبك.
البهاق غير مؤلم، لكنه قد يحدث آثاراً نفسية لدى المصابين به، من حيث قدرتهم على التأقلم مع وضعهم. هناك العديد من العلاجات، التي تساعد على التخلص من البهاق، أو التخفيف منه، بما في ذلك العلاج الضوئي، والعمل الجراحي، لكن يبقى من الأهمية بمكان الأخذ بأسباب الوقاية، فكن حريصاً على عدم التعرض لأشعة الشمس لوقت طويل واستخدام الواقي الشمسي، والابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط والتوتر.
المصدر: MSN.