“ناشيونال إنترست”: أردوغان قد يفوز بانتخابات العام المقبل بسبب ضعف المعارضة
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمكن أن يفوز في انتخابات العام المقبل رغم تراجع شعبيته وذلك بسبب ضعف المعارضة.
ولهزيمة أردوغان، تولى حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيس في تركيا زمام المبادرة في بناء تحالف من أحزاب المعارضة يجمع ستة أحزاب.
وأوضحت المجلة في تقرير السبت أن التفكير كان في أن هزيمة زعيم شعبي مثل أردوغان يتطلب تعاون جميع أحزاب المعارضة.
وقالت إن الفضل يعود لرئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كيليتشدار أوغلو ، الذي شغل منصبه منذ عام 2010 ، في الجمع بين الجهات الفاعلة السياسية من مختلف الانتماءات لتحقيق هذه المهمة.
واعتبرت في تقريرها أن ضرورة إنشاء ما يسمى بـ ”تحالف الأمة“ هو إعادة تركيا كدولة ديمقراطية مؤسسية التي تلوم المعارضة أردوغان على تقويضها.
وذكرت المجلة أنه لسبب واحد لا يركز التحالف على اختيار أفضل مرشح لهزيمة أردوغان، مشيرة إلى أن أوغلو سيصر على أنه مرشح التحالف لمنصب الرئيس.
مرشح التحالف
وعلى الرغم من أن حزب الشعب الجمهوري هو أكبر عضو في التحالف، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون رئيس الحزب هو مرشح التحالف بحسب المجلة التي أوضحت أنه بدلاً من ذلك، يجادل النقاد بأنه إذا كان للتحالف أي فرصة حقيقية لإزاحة أردوغان من منصبه، فعليه أن يبذل قصارى جهده من خلال أختيار المرشح الأقوى ما يعني على الأرجح ترشيح رئيس بلدية إسطنبول لحزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو.
ورأت المحلة أنه من المرجح أن يكون إمام أوغلو، وهو شخص لامع وجذاب، كابوس أردوغان لمواجهته إذ إنه حسن الحديث ومتعاف وشاب فضلا عن أنه هزم أردوغان وحزب العدالة والتنمية مرة أخرى في عام 2019، عندما فاز بسباق رئيس بلدية إسطنبول.
وبيٌنت المجلة أنه لا يوجد سبب حقيقي لعدم توجيه إمام أوغلو ضد أردوغان سوى إرضاء غرور كيليتشدار أوغلو، مشيرة إلى أن استطلاعات الرأي تظهر باستمرار أن إمام أوغلو لديه أفضل الأرقام لهزيمة أردوغان.
انتصارات قليلة
وفي المقابل يبدو كيليتشدار أوغلو منهكًا وليس لديه سوى القليل جدًا من الانتصارات الانتخابية ضد أردوغان منذ أن أصبح رئيسًا في عام 2010.
وقالت المجلة: ”أخيرًا ، يواجه التحالف مشكلة في توصيل رسالته… ما الذي يمثله بعد هزيمة أردوغان…. الجواب غير واضح…. مشاكل تركيا كبيرة ويمكن فعل الكثير لأخذ مثال من حزب العدالة والتنمية عندما ترشح لمنصب الرئاسة لأول مرة في عام 2002“.
ونبٌهت المجلة إلى أن حزب العدالة والتنمية نشر أخيرا ”خطة عمل طارئة“ تضمنت قائمة بالأولويات التي قال إنها بحاجة إلى تنفيذها فور توليه منصبه، مبينة أن القضايا تراوحت من التدابير الاقتصادية إلى السياسة الخارجية والرفاهية.
وأوضحت أنه بعبارة أخرى، بنى حزب العدالة والتنمية زخمًا وأعطى الناخبين سببًا للتصويت له فيما يعتمد كيليتشدار أوغلو وزملاؤه في التحالف على غضب الناخبين ويأملون أن يؤدي ذلك إلى إحداث تغيير سياسي في تركيا.
خطب كبيرة
وقالت: ”وبدلاً من ذلك، فإن ما نراه هو مستوى من الرضا من جانب قادة تحالف الأمة الذين غالبًا ما يلقون خطبًا كبيرة ذات مداخل مثل ”عندما نصل إلى السلطة ، فسنقوم بـ(…..) صحيح أن أردوغان ضعيف سياسيًا، ولكن بالإضافة إلى كونه الرئيس الحالي، فإنه يتلقى أيضًا زخما من معارضة سياسية غير منظمة وغير متصلة إلى حد كبير“.
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن ”تركيا هي ديمقراطية معيبة للغاية، على أقل تقدير وهناك الكثير من التكهنات حول الإجراءات غير الديمقراطية التي قد يستخدمها أردوغان للبقاء في السلطة.. وبالنظر إلى افتقار المعارضة إلى موقف مبدئي قد لا يضطر أردوغان إلى اللجوء إلى الكثير من الخداع للحصول على النتيجة التي يرغب فيها.. وفي الوقت الحالي تساعد المعارضة السياسية التي تبدو منعزلة أردوغان في تأمين خمس سنوات أخرى كرئيس“.
المصدر: إرم.