م. محفوظ رشيد لـ السلام: الانسحاب الأميركي من العراق وشمال شرق سوريا مستبعد في المدى المنظور
صرّحَ الكاتب والسياسي الكردي المستقل، م. محفوظ رشيد، بأن الملف السوري باعتباره جزءاً أساسياً من سلة الصراعات في الشرق الأوسط فإنه سيكون حتماً ضمن اهتمامات إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مستبعداً حدوث أي انسحاب أميركي عسكري من العراق وشمال شرق سوريا في المدى المنظور، متوقّعاً تقليص دور تركيا في القضايا الإقليمية وخسارتها الكثير من الأوراق التي كانت تهدّد بها.
وقال “رشيد” في تصريحٍ لموقع “السلام” تعليقاً على فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وما إذا كان من الممكن أن نشهد تغييرات في سياساته: «دونالد ترامب (١) الذي دخل البيت الأبيض من كونه رجل أعمال بدون ممارسة عملية سابقة في الحقلين السياسي والعسكري، اتسم أداءه بالتقلب والتسرع في المواقف وعقد الصفقات تحت عنوان أمريكا أولاً من منظار يجب تقويتها داخلياً من الناحية المالية بصورة خاصة، والتي كانت سبباً في خسارته في الانتخابات السابقة أمام الرئيس جو بايدن».
وأضاف: «دونالد ترامب (٢) بعد أربع سنوات من المقاومة والصراع مع الخصوم السياسيين يعود رئيساً للبيت الأبيض أكثر نضوجاً وخبرة مع الأغلبية الواضحة لحزبه في الكونغرس، مسلحاً بطاقات مالية وإعلامية ضخمة مثل أيلون ماسك(x)، ومعتمداً على طاقم متميز ومتحمس ومتمرس في إدارته ليقود الولايات المتحدة برؤية جمهورية خاصة ورغبة شعبية عامة، ويتصدى للتحديات ويكمل استراتيجيات أمريكا عالمياً بمنهجية متسارعة وقرارات حاسمة وحازمة لمجمل القضايا السياسية و الاقتصادية والأمنية والمناخية».
وعن كيفية تعامل ترامب مع الملف السوري واحتمالية سحب قوات بلاده من شمال شرق سوريا، قال السياسي الكردي المستقل: «كون الملف السوري جزء أساسي من سلة الصراعات في الشرق الأوسط، فإنه سيكون حتماً ضمن اهتمامات إدارته وتوجهاتها نحو الحلول المتوقعة على أساس ضمان أمن اسرائيل وتوسيع نفوذها (عبر بناء شرق أوسط جديد)، تقزيم إيران وتحجيم دورها، الاستمرار في محاربة الارهاب المتمثل بداعش، حماية منابع الطاقة وخطوط التجارة التي ستربط أوربا بأقصى آسيا، تحت عنوان صراع الأقطاب العالمي مع الصين وروسيا».
وأضاف: «لذلك، أعتقد أن انسحاب أمريكا عسكرياً مستبعد من العراق و شمال وشرق سوريا في المدى المنظور، وعدم التخلي عن البيشمركة وقسد القوتين الفاعلتين من التحالف الدولي لمكافحة الارهاب وحماية الإقليم والإدارة الذاتية الركيزتين الأساسيتين في تنفيذ مشروعه القائم على إعادة ترسيم الخارطة السياسية للمنطقة (عراق قوي وسوريا جديدة) لضمان مصالح دولها».
وبشأن احتمالية حدوث أي نوع من الصفقات بين واشنطن وأنقرة خلال فترة ولاية ترامب الجديدة، أفادَ م. محفوظ رشيد بأن: «الصفقات (التفاهمات) التي سيعقدها ترامب، ستكون مع روسيا أولاً وأخيراً لإنهاء حرب أوكرانيا وحرب إسرائيل على محور المقاومة بزعامة إيران والتي باتت تذعن لشروط الغرب بعد الضربات الموجعة عليها وعلى أذرعها في المنطقة».
وتابع: «أما بشأن تركيا، فقد انتهى زمن مراوغات أردوغان بين أطراف الصراع واستغلاله الفرص لعقد صفقات وتحقيق مكاسب مالية وعسكرية على الأرض، سعياً منه لتوسيع دائرة نفوذ إمبراطورتيه، لتمتد إلى دول القوقاز والتدخل في حرب أوكرانيا وليبيا وناغورني كرباخ …، واحداث اختراقات لخلق أوضاع أمر الواقع كاحتلال الشمال السوري ومنه المناطق الكوردية (عفرين وسري كانيي/راس العين وكري سبي/تل أبيض)».
وقال: «لقد خسرت وستخسر تركيا الكثير من هذه المواقع (الأوراق) التي كانت تهدد بها، وسيحجم دورها في القضايا الإقليمية في ظل انحسار المحور الايراني (المنافس التاريخي لتركيا على أساس مذهبي) وتنشيط الدور العربي بعد تقلصه لفترة أمام المد الإيراني والتركي، والذي سيلجم مع تفوق النفوذ الاسرائيلي بعد حرب غزة وتتماتها وتبعاتها».