من سوريا إلى أوكرانيا.. من هو الجنرال دفورنيكوف قائد العمليات الروسية الجديد؟
تسابق موسكو الزمن من أجل تحقيق انتصار عسكري ولو جزئي في أوكرانيا بحلول موعد الـ9 من أيار/ مايو المقبل، وهو اليوم الذي أعلن فيه الاتحاد السوفيتي الانتصار على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
ولأجل ذلك، قرر الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، إجراء تغيير جذري في القيادة العسكرية للعمليات بأوكرانيا؛ بتعيين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف كقائد جديد، وهو المعروف بأدائه اللافت في سوريا.
والجنرال دفورنيكوف ”صاحب خبرة كبيرة في العمليات الروسية في سوريا، لذلك من المتوقع أن تتحسن القيادة والسيطرة على العمليات“ بحسب ما أكده مصدر غربي لمحطة الإذاعة البريطانية ”بي بي سي“.
ووفق ما نقله تقرير نشره موقع تلفزيون ”بي أف أم تي“ الفرنسي، عن هيئة الإذاعة البريطانية فإن ”ألكسندر دفورنيكوف هو قائد عسكري سابق وقائد لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية الروسية ومعروف بأدائه اللافت في سوريا، حيث تدعم روسيا قوات الحكومة السورية منذ عام 2015“.
وأضاف التقرير أن ”دفورنيكوف، البالغ من العمر 60 عامًا، كان أول قائد للعمليات العسكرية الروسية في سوريا، بعد أن أرسل بوتين قوات إلى هناك في أيلول/سبتمبر 2015، لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد“.
وأشار إلى أنه ”خلال قيادة دفورنيكوف في سوريا من أيلول/سبتمبر 2015 إلى حزيران/ يونيو 2016، دعمت الطائرات الروسية القوات السورية حيث فرضوا حصارًا على شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، قصفوا الأحياء المكتظة بالسكان وتسببوا في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين قبل أن تسقط المدينة في أيدي القوات الحكومية في كانون الأول/ديسمبر 2016“.
وقال التقرير الفرنسي، إنه ”بعد سلسلة من الاخفاقات العسكرية في أوكرانيا تراجع روسيا إستراتيجيتها بتعيين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف قائدا جديدا للجيش“.
وبحسبه فإن ”هذا التعديل هو أقرب إلى تغيير جذري في الإستراتيجية وهو محاولة لإعادة تنظيم هياكل القيادة“.
ومنذ نهاية شهر آذار/مارس الماضي، أعلن الجيش الروسي ”مفاجأة“ للجميع وقال إنه يريد التراجع إلى شرق البلاد، نحو منطقة دونباس، وهو تراجع أدى إلى التشكيك في العديد من الفرضيات وتغذيتها بما في ذلك اعتراف موسكو بالفشل.“
ويشرح تقرير التلفزيون الفرنسي، الإستراتيجية العسكرية الروسية منذ بدء العملية العسكرية في الـ24 من شباط/ فبراير الماضي، إذ تم تنظيم القوات الروسية حسب المنطقة أو الوحدة، أي أنها كانت منفصلة عن بعضها البعض ولم يكن هناك تنسيق حقيقي بين القوات.
والفكرة هذه المرة ستكون تنسيق الجيوش بهدف التمكن من الاحتفال بالنصر في دونباس بحلول الـ9 من أيار/ مايو المقبل، وفق ”بي أف أم تي“.
وأضاف أنه ”بعد شهر ونصف الشهر من الغزو، كافحت روسيا حتى الآن لتحقيق أهدافها الحربية لكنها فشلت في الاستيلاء على المدن الكبرى، مثل: العاصمة كييف، قبل التركيز أخيرًا على منطقة دونباس إلى الشرق“.
وعلّق مصدر دبلوماسي غربي قائلا إن ”تعيين الروس لجنرال جديد له سجل وحشي في سوريا لمحاولة كسب بعض الأراضي على الأقل في دونيتسك والتي يمكن أن يقدمها فلاديمير بوتين على أنها انتصار“.
وقد قلص الرئيس الروسي بالفعل خططه لكنه يريد تحقيق نصر في دونباس قبل العرض العسكري في الـ9 من أيار/مايو، بمناسبة احتفالات النصر السوفيتي على النازيين في الساحة الحمراء.
وختم المصدر ”ما لم تكن روسيا قادرة على تغيير التكتيكات من الصعب للغاية رؤية كيف ستنجح حتى في أهدافها المحدودة للغاية التي حددتها لنفسها“.
المصدر: إرم.